Jane Austen Wrecked My Life: ليست مشكلتي، إنها جين
Jane Austen Wrecked My Life: ليست مشكلتي، إنها جين
أليسا ويلكينسون- نيويورك تايمز
Saturday, 31-May-2025 06:28

بطلتنا الحديثة تتعلّم عن الحُبّ، وأكثر من ذلك بكثير، في إقامة أدبية. باستثناء شكسبير، لا يوجد كاتب يطارد الشاشة أكثر من جين أوستن. رواياتها، المليئة ببطلات يجدن الحُب وغالباً ما يكتسبنَ درساً أو اثنَين في الحياة، كانت بمثابة المصدر الأساسي للكوميديا الرومانسية.

فلا عجب إذاً أنّ صانعي الأفلام لجأوا إلى عدد كبير من الاقتباسات المباشرة من روايات أوستن، فأصبح العديد منها من كلاسيكيات السينما الحديثة، مثل فيلم «العقل والعاطفة» لأنغ لي، والمسلسل التلفزيوني المكوّن من 6 أجزاء «فخر وتحامل»، مع مشاهده الخالدة مثل خروج دارسي من البركة بقميص مبلّل، ممّا رسّخ أجيالاً من الإعجاب بكولين فيرث.

 

لكنّ روايات أوستن خالدة بطبيعتها، لذا فهي قابلة لإعادة التفسير الحديث، كما في «مذكّرات بريدجيت جونز»، «ميتروبوليتان»، «كلوليس»، و»مذكرات ليزي بينيت». وهناك أيضاً القصص التي تدور حول حُبّ روايات أوستن بحدّ ذاتها، مثل «أوستنلاند»، و»نادي كتب جين أوستن». يبدو أنّ بئر «أوستيناليا» لا ينضب، كما أنّ الظمأ لها لا يَرتوي. فيلم «جين أوستن خربت حياتي» ليس تماماً مثل أي من هذه الأعمال، بل هو أشبه بابن عَمّ من خارج البلدة، مختلف قليلاً، وأكثر إثارة للاهتمام إلى حدٍ ما. من كتابة وإخراج لورا بياني، هو فيلم رومانسي كوميدي زُيِّن بخفة بظلال من «فخر وتحامل»، وهو أيضاً رسالة حب للكتابة والقراءة، ولأوستن كذلك. لكن هناك الكثير ممّا يجري هنا، وإن لم يكن أصلياً تماماً، فهو على الأقل ليس مأخوذاً مباشرةً من أوستن.

 

بطلتنا هي أغاث (كاميل رذرفورد الساحرة)، قارئة نهمة في الثلاثينات من عمرها، فرنسية تعيش في باريس وتعمل في مكتبة «شكسبير وشركاه» الشهيرة الناطقة بالإنكليزية، وقد تعلمت الإنكليزية من والدها في طفولتها. الحبكة مألوفة النغمة: أفضل أصدقائها فيليكس (بابلو باولي، بجرعة مناسبة من الشقاوة) يعمل أيضاً في المتجر، وهما مقرّبان ولا يفترقان. تشعر بأنّ الرومانسية تلوح في الأفق، لكنّ الفيلم لا يَنوي تسهيل الأمور علينا أو عليهما. تحلم أغاث بأن تُصبح كاتبة، لكن هناك ما يُعيقها نفسياً، وهي تمرّ بحالة من الجمود. يأخذ الفيلم وقته في كشف تلك الطبقات.

 

تأخذ الأمور منحى مفاجئاً حين تؤدّي مزحة ما إلى قبول أغاث في «إقامة جين أوستن للكتابة» في إنكلترا. تشعر بالخوف لكنّها مسرورة قليلاً، فتجمع شجاعتها وتذهب إلى الإقامة، حيث تلتقي عند وصولها بأوليفر (تشارلي أنسون) المتجهّم والمتكبّر. من الواضح أنّه نموذج عن دارسي. وهو أيضاً، بالمصادفة، ابن حفيد حفيد جين أوستن، لكنّه ليس ممتنّاً كثيراً لذلك: فهو يُفضّل الأدب المعاصر على أعمال قريبته. أغاث وأوليفر يكرهان بعضهما من النظرة الأولى، كما يشعران في الوقت نفسه بشرارة رغبة متبادلة. الأسابيع المقبلة ستعلّم أغاث الكثير عن نفسها.

 

سيناريو لورا بياني لـ «جين أوستن خربت حياتي» يَسير على حبل مشدود، لكنّه يحافظ على توازنه إلى حدٍ كبير. إنّه يعبث بوضوح مع قواعد أوستن الرومانسية والسردية، تلك التي تكرّرت في الكوميديا الرومانسية على مدى قرنَين من الزمن: لقاءات محرجة، إعلانات حُبّ، شخصيات ثانوية مخلوقة للبهجة، نظرات مشحونة بالعاطفة وسط الحشود. كون الفيلم جزئياً بالفرنسية وجزئياً بالإنكليزية يُضيف إمكانيات إضافية للكوميديا - تأكّد دائماً من أنّ الشخص الذي تشتكي منه عبر الهاتف لا يفهم اللغة التي تتحدّث بها - وهي لمسة لطيفة في نوع فرعي عادة ما يكون متعطّشاً للأنغلوفيلية.

 

قصة بياني تدرك أيضاً أنّ النساء اللواتي كتبت عنهنّ أوستن، ممّن كنّ يملكن من الوسائل ما يكفي ليعشن براحة ويُخصِّصن وقتاً للهوايات، يَخضن الرومانسية بطريقة مختلفة تماماً عن نظيراتهنّ في القرن الـ21. بغضّ النظر عن مدى تقليدية أذواق البطلة وتفضيلاتها، فهي لا تعيش، ولا يمكنها أن تعيش، في عالم أوستن.

 

فلم تَعُد هناك التزامات عائلية وطبقية كافية لتُشكّل عقبات تبدو مستحيلة أمام سعادتها. لم تَعُد تقضي معظم وقتها في زيارات اجتماعية إلى صالونات الأصدقاء أو في التحضير لجداول مزدحمة من الحفلات والرحلات إلى باث. إنّها تعمل، وتتحرّك بحرّية، ويمكنها إقامة علاقات جنسية مع مَن ترغب. لديها، ببساطة، خيار.

 

ومع ذلك، فإنّ الكوميديا الرومانسية تتطلّب وجود عقبة أو اثنتَين تُقيِّدان الخيارات. وفي حالة أغاث، كل شيء في رأسها: رغبتها برجل دون غيره، أفكارها عن الحُبّ، ميُولها لتخريب ذاتها، إلى جانب جراح وآلام قديمة. تجاوز كل هذا يتطلب جهداً، وبعض النصائح الحكيمة. وكما هو حال العديد من بطلات أوستن، تجد أغاث لحظات اكتشاف الذات مرتبطة بالألم العاطفي، لكنّها أيضاً مستعدة لعبوره في طريقها نحو النهاية السعيدة.

 

في النهاية، فيلم «جين أوستن خربت حياتي» مسلٍ وساحر، وذو حكمة خفية. على خطى بطلاتها الأدبيات المحبوبات، تكتشف أغاث بعض الحقائق عن الحياة الحقيقية خارج صفحات الكتب، وليس فقط عن الحب. إنّها حقيقة كونية: أحياناً، لإصلاح حياتك، عليك أن تبدأ بالتصرّف كما لو كنت بطل القصة.

theme::common.loader_icon