أُقفلت صناديق الإقتراع في الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت وبعلبك الهرمل والبقاع، بعد توافد المواطنين الى المراكز لاختيار المجالس، وسط تسجيل عدد من الشكاوى طابعها إداري، فيما كانت الشكاوى الامنية قليلة جدا، وتفاوتت نسب الاقتراع بين منطقة وأخرى، في جو تنافسي بين اللوائح.

وبلغت نسب الاقتراع مع اقفال الصناديق، بحسب أرقام وزارة الداخلية والبلديات:
20.78% في بيروت
43.53% في البقاع
46.12% في بعلبك-الهرمل
كما بلغ عدد الشكاوى المقدمة إلى الوزارة 387 حتى إقفال صناديق الإقتراع.

ويذكر ان العملية الانتخابية انطلقت في معظم المحافظات عند السابعة صباحاً ضمن أجواء تنافسية هادئة، وتولت عناصر ودوريات من الجيش والقوى الأمنية الحفاظ على الأمن حول المراكز وفي داخلها.

أما رئيس الحكومة نواف سلام، فتفقد غرفة العمليات المركزية لمراقبة العملية الانتخابية في وزارة الداخلية، يرافقه وزيريّ الدفاع والداخلية ميشال منسى واحمد الحجار.
وقال سلام من "الداخلية": تأكّدت من جهوزية غرفة العمليات في وزارة الداخلية ويهمّنا سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها وعدم تدخّل الحكومة فيها".
كما أدلى سلام بصوته في مدرسة عمر فاخوري في بئر حسن، وذلك بعد دقائق من فتح صناديق الاقتراع في محافظة بيروت.

وفي تصريح للصحافيين، قال سلام إنّ "الانتخابات اليوم هي خدمة بيروت وأهلها، وأثق بأنّ أهالي بيروت يعرفون كيفية تمثيل الجميع في البلدية"، مضيفاً ان "بيروت تاريخياً حاضنة للجميع وستبقى كذلك".

من جهته، أكد وزير الداخلية ان "العملية الانتخابية انطلقت في كل الأقلام باستثناء قلم واحد ويجري تأمين صندوق بعدما تبيّن أن الصندوق الموجود مكسور"، مشيرا الى ان "لا إشكالات أمنية حتى الساعة وجرى تأمين كل النواقص لأقلام الاقتراع كافة".
بعدها، بدأ الحجار بجولة ميدانية في محافظتي بيروت والبقاع للاطلاع على الوضع في الميدان مباشرة، والتأكد من حسن سير الانتخابات في كافة الأقلام.
ومن الجميزة، قال وزير الداخلية: "الوزارة لا تتدخل في العملية الانتخابية والحكومة على مسافة واحدة من الجميع والنتائج رهن خيار أهالي بيروت". وتمنّى "أن تكون بيروت دائمًا الوجه المشرق للبنان وأقول لأهالي بيروت "خلّي بلديتكن تتمثّل بشكل صحيح".

وأكد الحجار خلال زيارته الى مركز محافظة بعلبك الهرمل في مدينة بعلبك، وقبيل لقائه المحافظ بشير خضر للاطلاع على مجريات الاستحقاق الانتخابي، أن "سير العملية الإنتخابية جيد جدا، وعدد الشكاوى محدود، معظمها له طابع إداري مثل العادة، والشكاوى الأمنية قليلة جدا، يوجد فقط بالفاكهة، كفر زبد، وحربتا، توقفت العملية الإنتخابية لفترات قليلة بسبب إشكالات ما بين المتنافسين، وتدخلت القوى الأمنية، وفي بيروت أيضا الأمور جيدة بالإجمال، أعتقد حتى الآن العملية جيدة جدا".
كما أشار وزير الداخلية والبلديات في خلال مؤتمر صحافي عقد في مكتب محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، في سرايا زحلة، خلال جولته على محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل لمتابعة الاستحقاق الانتخابي، إلى أن "العملية الانتخابية اليوم تجري بشكل ممتاز والاشكالات الامنية التي حصلت في بعض المناطق بسيطة جدا والقوى الأمنية سيطرت عليها ونأمل أن تستمر العملية بهذا الشكل".
وأضاف: "التعيينات باشرت بها الحكومة حتى قبل الانتخابات وبعد انتخابات الشمال اتخذ القرار بشأن المحافظ وهذا المسار مستمر".
وعن انتخابات جنوب لبنان، أكد الحجار أن "السبت المقبل ستجري الانتخابات البلدية في الجنوب والاتصالات أجريت بشكل مكثف مع المراجع المعنية وخصوصاً اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية". وأشار إلى "أن الخريطة الانتخابية لمراكز الاقتراع في الجنوب ليست نهائية بعد والنقطة الأولى هي سلامة العملية الانتخابية والنقطة الثانية سلامة الناس والموظفين والقضاة والانتصار للبنان هو إجراء الانتخابات بسلامة واصدار النتائج خصوصاً في الجنوب".

من جهته، أكد وزير العدل عادل نصار من وزارة الداخلية ان العمل الديمقراطي ليس رسالة إلى الخارج بل عمل بصلب منطق لبنان الذي هو بلد الديمقراطية والحريات، لافتًا إلى أننا نجري الانتخابات ليس لتوجيه رسالة الى الخارج بل لأن من حق المواطن اختيار ممثليه.
وفي سياق أمني، شدد نصّار على أن الدولة لن تتهاون مع أي شخص يطلق النار، مؤكداً أن "حياة الناس خط أحمر"، مضيفًا: "لا مكان للوساطات في هذا الملف، وسيُطبَّق القانون بحزم حفاظاً على الأمن العام وسلامة المواطنين".

وبشأن الاشكالات والشكاوى، سجلت عملية رشوة في منطقة المعلقة زحلة، وتم توقيف شخص، وتوبعت من قبل المعنيين عمليات رشاوى أخرى.
كما حصل تدافع في مركز اقتراع في عرسال بسبب الاكتظاظ الكبير وعمل الجيش على تنظيم الوضع.
ووقع اشكال في بلدة كامد اللوز تطور إلى إطلاق نار حيث اقدم المدعو (ع.ب) على إطلاق النار أمام محطة ديشوم على (ج.د) دون إصابته. فداهم الجيش على الأثر منزل (ع ب) وذويه بحثا عنه، وأعاد الأمور إلى طبيعتها من دون أن تتوقف العملية الانتخابية.
وأفادت الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات (LADE) بوقوع إشكال داخل مركز الاقتراع في ثانوية غزة الرسمية – البقاع الغربي، بين القوى الأمنية والمندوبين، على خلفية منع بعضهم من الدخول. وتطور الإشكال إلى إطلاق عناصر من الجيش النار في الهواء، كما جرى توقيف شخصين. وعلى إثر ذلك، قررت الجمعية سحب مراقبيها من المركز.

ومن لبنان إلى روما، حيث هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون البابا لاوون الرابع عشر بعد انتهاء القداس الحبري الاول الذي ترأسه قبل ظهر اليوم في باحة القديس بطرس في الفاتيكان .

وخلال مصافحته البابا، تمنى له الرئيس عون التوفيق والنجاح في رسالته، متمنياً ان يزور لبنان في اقرب وقت ممكن، لافتاً إلى انه "سيقوم بزيارة رسمية للكرسي الرسولي ويوجه له الدعوة رسمياً".

وشكر البابا لاوون الرابع عشر الرئيس عون واللبنانية الاولى على حضورهما القداس الحبري الاول وأكد انه "يتابع عن قرب الأوضاع في لبنان وانه يصلي دائما لأمنه واستقراره وسعادة شعبه، وانه سيواصل العمل من اجل السلام في لبنان والمنطقة".