
غادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يرافقه اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، بيروت متوجهًا إلى العاصمة الإيطالية روما، لتمثيل لبنان في القدّاس الحبري الأوّل للبابا لاون الرابع عشر في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان. وأكد الرئيس عون أن هذه المشاركة تتجاوز الطابع البروتوكولي، مشددًا على عمق العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي، وعلى أن لبنان، بتنوعه الديني والمذهبي، متمسك برسالته التاريخية في التعددية والحوار، مشيرًا إلى أن الكرامة والعدالة والسلام حقوق لكل إنسان، لا امتيازات.
في الداخل، أشرف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار على التحضيرات النهائية للعملية الانتخابية، من غرفة العمليات المركزية في الوزارة، حيث انطلقت اليوم عملية تسليم صناديق الاقتراع لرؤساء الأقلام والكتبة في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل، بإشراف ومواكبة من قوى الأمن الداخلي، استعدادًا للانتخابات البلدية والاختيارية المقررة غدًا.
على الصعيد الإقليمي، شارك لبنان بفعالية في أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، حيث ألقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام كلمة شدد فيها على التزام لبنان بإصلاحات شاملة ترتكز على بسط سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها، مؤكدًا أن نجاح هذه المسيرة يتطلب دعمًا عربيًا صادقًا. كما أكد التزام لبنان الكامل بتنفيذ القرار 1701 ووقف الأعمال العدائية، مدينًا استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية والخروقات اليومية للسيادة الوطنية.
ودعا سلام الدول العربية إلى ممارسة الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وانسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشددًا على تمسك لبنان بسياسة عدم التدخل، وبناء شراكات استراتيجية تحفظ استقرار العالم العربي.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عبّر لبنان عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مدينًا سياسات القتل والتدمير التي تنتهجها إسرائيل، لا سيما في قطاع غزة، ومجددًا دعمه لحق العودة وحق تقرير المصير، ورافضًا بشكل قاطع أي محاولة لتوطين الفلسطينيين في بلد آخر. كما شدد على ضرورة دعم وكالة الأونروا لمواصلة دورها الإنساني.
أما في الملف السوري، فأعلن لبنان استعداده للتعاون الكامل مع الحكومة السورية من أجل إعادة النازحين السوريين إلى بلداتهم، مطالبًا المجتمع الدولي بتوفير الظروف المعيشية الملائمة في سوريا، ومرحبًا بقرار رفع العقوبات الأميركية عنها، لما يشكله من فرصة للانتعاش في المنطقة.
وعلى هامش القمة، التقى الرئيس سلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث ناقشا تطورات الوضع في لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وجدد سلام تأكيده على أهمية دور “اليونيفيل” وعلى التزام الحكومة بالتعاون معها لتثبيت الاستقرار على طول الخط الأزرق.
وقد توّجت القمة العربية أعمالها بإصدار بيان ختامي أكدت فيه مركزية القضية الفلسطينية، داعية إلى وقف فوري للحرب في غزة، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. وطالبت القمة بضغط دولي لإيقاف هذه الانتهاكات وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
بدوره، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يجري في غزة يهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية، داعيًا إلى خطة عربية موحدة لوقف الحرب، وتسليم السلاح إلى السلطة الفلسطينية، تمهيدًا لإجراء انتخابات عند توافر الظروف الملائمة.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فدعا نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على إسرائيل من أجل تحقيق سلام دائم، مشددًا على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف، كما أشار إلى أهمية استقرار لبنان عبر تنفيذ القرار 1701.
دوليًا، أبدى الكرملين استعدادًا للقاء يجمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشرط أن يسبقه اتفاق واضح بين الطرفين، فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في إسطنبول بأنها خطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب، مؤكدًا أن “الدبلوماسية يجب أن تتكلم”.








