أفلام عالمية يمكن مشاهدتها الآن
أفلام عالمية يمكن مشاهدتها الآن
ديفيكا غيريش- نيويورك تايمز
Thursday, 08-May-2025 06:02

تشمل اختيارات هذا الشهر فيلم رعب كوميدي تايوانياً، وحكاية جنوب هندية عن المسّ والنظام الأبوي، وفيلم نوار صيني غارق بالأمطار، والمزيد.

Dead Talents Society (نتفليكس)

حقّق فيلم الرعب الكوميدي الصاخب للمخرج التايواني جون هسو، العام الماضي، العديد من الجوائز والإشادات وعائدات قوية في شباك التذاكر، وذلك لأسباب وجيهة للغاية. تدور أحداث الفيلم في عالم تتنافس فيه الأشباح للحصول على تراخيص للتجوال، تتيح لهم البقاء بين الأحياء وتجنّب التلاشي الأبدي. يجمع فيلم «مجتمع المواهب الميتة» بين أسلوب فيلم «بيتلجوس» الغريب وبين دراما الكواليس بما فيها من تفاعلات وصراعات شخصية. بُني عالم الفيلم بتفاصيل بارعة وبسخرية لاذعة: حيث تتسابق الأشباح للظهور على أغلفة مجلات تحمل أسماء مثل «الموت» و»المشرحة»، وتحصد صفقات رعاية لعلامات تجارية للفورمالديهايد، وتكيّف الحيل المجربة - كالظهور من الخزائن والزحف بشكل معكوس - مع عصر الرعب عبر الإنترنت.

 

في هذا السياق، تصل «المبتدئة» (جينغل وانغ)، مراهقة توفيت حديثاً، حيث يجعلها موتها العادي وافتقارها للثقة بالنفس مرشحة سيئة للحصول على رخصة تجوال. إلى أن تتولاها كاثرين (ساندرين بينا)، الشبح الأسطوري الذي بدأ يتلاشى، مع مدير أعمالها ماكوتو (تشن بولين)، ويقرّران تحويل المبتدئة إلى شبح يستحق الخلود. تأخذ قصة النمو التقليدية للمستضعف الشجاع شكلاً جنونياً وساحراً مع سخرية لاذعة من أفلام الرعب الآسيوية الشهيرة، وتهكم عصري على وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المؤثرين.

 

The Adamant Girl (Kottukkaali) (أمازون)

فيلم المخرج بي. إس. فينوتراج، الناطق باللغة التاميلية، هو رحلة على الطريق من الجحيم. فمنذ مشاهده الأولى، حيث تستعد عائلة ممتدة في قرية بجنوب الهند لرحلة صاخبة، يبدو الفيلم صاخباً ومكثفاً وعاصفاً في حركة دائمة. وفي خضم هذا الضجيج كله، تظهر واحة من السكون: مينا (آنا بن)، المرأة العنيدة صاحبة العنوان، هادئة وساكنة، تحدق في الفراغ بعينين خاويتين وهي تُنقل مع ديك في عربة ريكشا مزدحمة بأقاربها.

 

تتكشف التفاصيل تدريجياً أثناء تقدّم هذه الرحلة عبر طرق غير ممهدة وحقول عشبية، وسط صراخ الشخصيات ومشاجراتهم ومواجهتهم لعقبات لا حصر لها: رجال مرور فضوليون، واستراحات مفاجئة لدخول الحمام، وثور يعترض الطريق. مينا تُؤخذ إلى عرّاف في قرية أخرى لطرد الأرواح الشريرة التي يُقال إنّها استحوذت عليها. وبالطبع، فإنّ «المرأة الممسوسة» غالباً ما تكون رمزاً لامرأة تجرأت على الاستقلال ورفض القيود الأبوية، ولا تختلف مينا عن ذلك، كما يتضح لاحقاً. أداء بن هو المعجزة المحورية في «الفتاة العنيدة (كوتّوكّالي)»: فليس لها سوى جملة حوار واحدة طوال هذا الفيلم المكثف كثير الكلام، غير أنّ وجهها المستسلم والثابت يعبّر أكثر من أي كلمات يتفوّه بها الآخرون.

 

Only the River Flows (قناة ذا كريتيريون)

تكمن متعة أفلام النوار في مزجها بين الشكل والمضمون — في كيفية اتحاد الضوء والظلال والمكان والحبكة لتكوين عالم غامض تتداخل فيه الحدود بين الخير والشر، والواقع والحلم. فيلم وي شوجون الدرامي البوليسي، الذي تدور أحداثه في تسعينات القرن الماضي في بلدة صينية صغيرة على ضفاف نهر، يلتقط هذا الإحساس ببراعة.

 

الفكرة الأساسية كلاسيكية: محقق نزيه ومجتهد (تشو ييلونغ) يحقق في سلسلة من جرائم القتل التي تقوده إلى متاهة وتزعزع استقراره العقلي. تمّ تصوير الفيلم كاملاً بكاميرا 16 ملم، بحبيبات لونية خشنة تعزز من إحساس الفترة الزمنية (إذ يُعدّ شريط الكاسيت من الدعائم الأساسية في الفيلم) ومن غموض القضية الأخلاقي؛ فالمواقع مغمورة دوماً بالمطر، مما يجعل كل شيء لامعاً وزلقاً وعلى وشك أن يجرفه الماء.

 

تتكرّر سمات أفلام النوار المألوفة - مختل عقلي طليق، متحول جنسي مختبئ، علاقة غرامية محرّمة - لكن «فقط النهر يجري» لا يبدو مستهلكاً قط. بل يُعرض كتحية محبة ومصقولة بعناية لنوع سينمائي خالد لسبب وجيه: إذ يواجهنا بعالم لا يمكن الإحاطة به ولا التنبؤ به، حيث كلما أمعنا النظر، قل ما يمكننا رؤيته فعلاً.

 

Astrakan (توبي)

فيلم المخرج ديفيد ديباسفيل الفرنسي عن الرعاية البديلة، هو حكاية نيو-واقعية تُروى بلمسة سوريالية. سامويل (ميركو جيانيني)، اليتيم ذو الإثني عشر عاماً، تتبنّاه ماري (جيني بيث) وكلومان (باستيان بويون). ويبدو منزلهما في البداية كجنة ريفية، صورها المصور السينمائي سيمون بوفيلس بفتنة فائقة: تعيش العائلة في كوخ حجري تحيط به أشجار وارفة وحقول وبحيرات، يستكشفها سامويل مع إخوته بالتبني حين لا يكون مع فتاة الجوار أو في دروس الجمباز. لكن سريعاً ما تبدأ التموجات بالظهور في هذه الصورة الرصدية للحياة العائلية الموقتة. فتربية سامويل هي بالأساس وسيلة للوالدين بالتبنّي لجني بعض المال الإضافي. وتترك النبرة الاستغلالية وأحياناً العنيفة لهذا الترتيب أثراً في هذا الصبي الهادئ الكئيب، الذي يخفي خلف بروده جراحاً غير معلنة. الكبت هو ثيمة محورية — إذ يعاني سامويل من صعوبة في قضاء حاجته — وبنهاية الفيلم، تبلغ الإيحاءات بالتهديد والانتهاك في «أستراكان» ذروتها في تسلسل صوري محموم يتساوى في حيرته السردية مع تطهيره العاطفي.

 

To Nowhere (توبي)

شابان مثليان يهربان من المدرسة لقضاء يوم من الشرب والتدخين والتجول في لندن. هذا هو كل ما تتضمنه حبكة فيلم سيان أستور-لويس الأول، وهو دراما مقتضبة ومنخفضة الميزانية بعدد قليل من المواقع وثلاث شخصيات محورية فقط، لكنها مع ذلك تحمل وطأة عاطفية ثقيلة. يستيقظ المراهقان توليب (ليليت ليزر) وفين (جوزفين جلايسل) في بيت توليب، حيث تعيش مع والدها وعمها بعد وفاة والدتها. توليب حزينة ورقيقة؛ بينما فين، التي تتجلّى كجندر غير مطابق (دون أن يُذكر ذلك بشكل مباشر في الفيلم)، غاضبة باستمرار، ويبدو أنّها تحمل ضغينة عميقة تجاه عم توليب. يتخبّط الإثنان عبر يومهما بشكل متقطع؛ يتبادلان القبلات، يتشاجران، يضحكان، ويتورطان في مواقف معقدة. تسمح أستور-لويس لهما بأن يكونا سريعي الغضب وأحياناً غير محببين، وتكشف لمحات متفرقة عن ظروفهما العائلية الصعبة دون قصص خلفية مرتبة أو نهايات أنيقة. وبدلاً من ذلك، تدعو المخرجة المشاهد إلى التعرف، في غضب بطليها المدّمر لذاتهما والحزين والمرتبك، على جراح أعمق من أن يجد لها أي منهما لغة للتعبير عنها.

theme::common.loader_icon