

شهدت جائزة ميامي الكبرى للفورمولا 1 لعام 2025 سباقاً مليئاً بالإثارة والدراما، إذ واصل الأسترالي أوسكار بياستري تألّقه بتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم والثالث على التوالي، متفوّقاً على زميله البريطاني في ماكلارين، لاندو نوريس.
كان السباق أشبه بلعبة شدّ وجذب، بدأ يرسم ملامح ما تبقّى من الموسم، وبدأت الصورة تتّضح تدريجاً، كما لو أنّنا نُركّب قطع لعبة «ليغو» واحدة تلوَ الأخرى.
ماكلارين تفرض هيمنتها
بدأ بياستري السباق من المركز الرابع، وتمكن من تجاوز ماكس فيرستابن (ريد بول) في اللفة الـ14 إثر خطأ من السائق الهولندي. منذ تلك اللحظة، حافظ بياستري على صدارته حتى خط النهاية، مقدِّماً أداءً متكاملاً يُظهر مدى نضجه وسرعته.
بدوره، قدّم نوريس، الذي فاز بسباق الـ»سبرينت» يوم السبت، هو الآخر سباقاً مميّزاً، ممّا سمح لماكلارين بتحقيق فوزها المزدوَج الأول هذا الموسم، واستكمال عودة الفريق البرتقالية «البابايا» إلى قمة المنافسة.
معركة رباعية مشتعلة
السباق شهد أيضاً معركة قوية بين فيرستابن، بياستري، نوريس وأنتونيللي، إذ تبادلوا المواقع والضغط الاستراتيجي في مراحل عدة من السباق. تراجع فيرستابن لاحقاً إلى المركز الرابع إثر معاناته من تآكل الإطارات، في أداء يُعتبر ضعيفاً نسبياً لمعايير ريد بول.
أزمة تواصل في فيراري وماذا عن «كوب الشاي»؟
في الجهة المقابلة، لم تكن الأمور وردية داخل مرآب فيراري. فقد عانى لويس هاميلتون من قرارات استراتيجية متخبّطة وتواصل ضعيف مع الفريق، ما أدّى إلى ضياع فرصة محتملة للصعود على منصة التتويج.
وعلى رغم من السرعة التي أظهرها في بعض مراحل السباق، فإنّ غياب التناسق داخل الفريق أضعف نتائجه، ليُنهي السباق في المركز الثامن، خلف زميله شارل لوكلير، وهذه القرارات تستدعي مراجعة من هو الرقم الأول لفريق فيراري؟
تألّق كيمي أنتونيللي وابتكار توتو الجديد
على رغم من صِغَر سنّه وحداثة تجربته، واصل كيمي أنتونيللي، السائق الشاب في مرسيدس، إثبات موهبته. فعلى رغم من العقوبة التي أثرت على مركز انطلاقه، تمكن من التقدّم إلى المركز السادس، متجاوزاً عدة سائقين ذوي خبرة، ولأول مرّة، ينطلق شاب يبلغ من العمر 18 عاماً من المركز الأول في سباق الـ«سبرينت».
أداؤه المميّز يُعزّز مكانته كأحد أبرز المواهب الصاعدة في الفورمولا 1، ويمنح مرسيدس بصيص أمل لمستقبل الفريق، وهذا ما يذكّرنا ببداية البطل لسبع مرّات لويس هاملتون، الذي يعاني في هذه الأوقات أزمة تواصل في فيراري، وماذا عن «كوب الشاي»؟
في الجهة المقابلة، لم تكن الأمور وردية داخل مرآب فيراري. فقد عانى لويس هاميلتون من قرارات استراتيجية متخبّطة وتواصل ضعيف مع الفريق، ما أدّى إلى ضياع فرصة محتملة للصعود على منصة التتويج.
وعلى رغم من السرعة التي أظهرها البريطاني في بعض مراحل السباق، فإنّ غياب التناسق داخل الفريق أضعف نتائجه، لينهي السباق في المركز الثامن، خلف زميله شارل لوكلير، وهذه القرارات تستدعي مراجعة مَن هو الرقم الأول لفريق فيراري؟
انسحاب «الروكيز»
لم يخلُ سباق ميامي من اللحظات الصعبة، إذ شهد انسحاب 3 سائقين بسبب مشكلات متفرّقة. اضطرّ جاك دوهان، من فريق ألبين، إلى الانسحاب نتيجة عطل ميكانيكي مفاجئ. بينما غادر أوليفر بيرمان، من هاس السباق، إثر حادث تصادم أثّر على أداء سيارته. أمّا غابرييل بورتوليتو، سائق ساوبر، فقد خرج من المنافسة نتيجة احتكاك على المسار تسبّب في أضرار كبيرة.
هذه الانسحابات سلّطت الضوء على صعوبة السباق وتعقيد ظروف الحلبة التي لم ترحم السائقَين «الروكيز».
الصورة الواضحة
مع انتهاء سباق ميامي، بدأت ملامح الموسم تتبلوَر بشكل أوضح. ماكلارين تُواصل فرض سيطرتها، ومرسيدس تُظهر علامات انتعاش حقيقية، بينما ريد بول تترنّح تحت ضغط المنافسين. أمّا فيراري، فباتت أمام مفترق طرق حاسم؛ فإذا كانت تطمح في العودة إلى سكة الانتصارات، فالوقت المناسب للإصلاح هو الآن، قبل أن يفوت الأوان.
هذا السباق كان انعكاساً لتغيُّر موازين القوة: تألّق بياستري ونوريس، صعود راسل بثبات، وبروز نجم كيمي أنتونيللي الشاب، مقابل تخبّط استراتيجي واضح داخل الحظيرة الحمراء.
ومع اقتراب الجولة المقبلة في إيمولا بإيطاليا، في 18 أيار، ستكون جائزة إيميليا رومانيا فرصة جديدة لإعادة رسم خارطة المنافسة، فهل تشهد ولادة بطل جديد، أم عودة الكبار؟ الجواب قادم من الحلبة الأسطورية في قلب إيطاليا.








