تساهم الدهون الأحادية غير المشبّعة وتلك المتعدّدة غير المشبّعة كأوميغا-3، في تعزيز صحة القلب، دعم جهاز المناعة، والمساعدة في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A وD وE وK.

لكنّ السؤال الأهم لم يَعُد «هل الدهون الصحية مفيدة؟»، بل: «هل نستهلك منها أكثر ممّا يحتاجه الجسم، حتى وإن كانت طبيعية؟».

على رغم من فوائدها، تبقى الدهون مصدراً عالياً للسعرات؛ إذ يحتوي كل غرام منها على 9 سعرات حرارية، أي ما يزيد عن ضعف ما يحتويه غرام الكربوهيدرات أو البروتين.

لذا، فإنّ الإفراط في تناول أطعمة مثل زيت الزيتون، المكسرات، الأفوكادو، أو زبدة الفستق - حتى وإن كانت صحية - قد يؤدّي إلى زيادة غير مقصودة في السعرات، ممّا يُعيق خسارة الوزن.

دراسة حديثة نُشرت في The Lancet Public Health، أظهرت أنّ الاعتماد الزائد على الدهون - حتى الصحية منها - يُصعّب تحقيق عجز حراري فعّال، ما قد يؤدّي إلى ثبات الوزن أو زيادته، على رغم من الشعور بالالتزام بنظام صحي.

لكن لماذا لا تمنحنا الدهون إحساساً كافياً بالشبع؟ بحسب Harvard School of Public Health، الدماغ لا يتفاعل مع الدهون كما يتفاعل مع البروتين أو الألياف. فالبروتين يُحفّز إفراز هرمونات الشبع ويُبطئ إفراغ المعدة، والألياف تُعزّز الامتلاء المعوي، بينما الدهون - حتى مع طعمها اللذيذ - لا تُشبع بسرعة، خصوصاً عندما تكون ممزوجة بنكهات أو في أطعمة ناعمة.

وعليه، فإنّ استهلاك كميات غير محسوبة من الدهون - حتى الجيدة منها - قد يؤدّي إلى تجاوز الحصة اليومية المثالية. مثلاً، في نظام غذائي من 1800 سعرة حرارية، يجب ألّا تتعدّى الدهون 70 غراماً يومياً.

نصائح عملية:

- استخدم أدوات القياس لتحديد كميات الزيوت والمكسرات.

- دمج الدهون مع البروتين والألياف لضمان الشبع.

- التنويع بين مصادر الدهون.

- تجنّب المنتجات المعلّبة الغنية بالدهون «الصحية» المضافة.

الدهون الصحية ضرورية، لكنّها ليست بمنأى عن الضبط. الإدراك الكمي والسياق الغذائي الشامل هما مفتاح الاستفادة من دون ضرر.