أخصائية تغذية


في السنوات الأخيرة، أصبحت عبارة خالٍ من الغلوتين عبارة للأكل الصحي في نظر كثيرين. نراها على عبوات البسكويت، الخبز، الكعك، وحتى على منتجات لم تكن تحتوي على غلوتين أساساً، مثل المياه أو الزبادي!
لكن، هل يعني غياب الغلوتين أنّ المنتج بالضرورة أفضل؟ ليس دائماً... بل في بعض الحالات، العكس تماماً.
متى يكون الامتناع عن الغلوتين ضرورة؟
الغلوتين هو بروتين طبيعي يوجد في القمح، الشعير، والجاودار. وهناك 3 حالات صحية فقط تستدعي الابتعاد الكامل عنه:
- داء السيلياك (Celiac disease): اضطراب مناعي ذاتي، يؤدّي فيه تناول الغلوتين إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة.
- حساسية الغلوتين غير السيلياكية (Non-celiac gluten sensitivity): تؤدي إلى أعراض هضمية و/أو عصبية عند تناول الغلوتين، على رغم من غياب مؤشرات السيلياك.
- حساسية القمح (Wheat allergy): ردّ فعل تحسّسي لبروتينات القمح، قد يشمل الغلوتين وغيره.
في دراسة نشرتها The American Journal of Gastroenterology، وُجد أنّ أكثر من 60% من الأشخاص الذين يَتبعون حمية خالية من الغلوتين لا يُعانون من أي حالة صحية تستدعي ذلك، بل يعتمدونها لأسباب «تُعتبر صحية» في الثقافة العامة.
وهنا تكمن الإشكالية:
استبدال الخبز العادي بخبز «خالٍ من الغلوتين» لا يعني تلقائياً أنّك اخترت منتجاً صحياً. فبعض المنتجات الخالية من الغلوتين أقل توازناً غذائياً لتحسين المذاق والقوام.
غالباً ما تلجأ الشركات إلى إضافة كمّيات أكبر من السكّر، الدهون المشبّعة، أو النشويات البسيطة، كخبز الأرز الأبيض أو الطحين المعدّل الذي يحتوي على مؤشر غلايسيمي عالٍ، ويؤثر بسرعة على سكر الدم.
وتبيّن أنّ العديد من المنتجات الخالية من الغلوتين تحتوي على، سعرات حرارية أعلى بنسبة 20–30%، سكريات مضافة أكثر بـ 40%، وألياف أقل بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالمنتجات العادية. وهذا قد يؤدي إلى زيادة الشهية، ضعف في السيطرة على السكر، بل وحتى زيادة في الوزن عند الاستهلاك المتكرّر.
الغلوتين ليس عدواً غذائياً!
ليس هناك دليل علمي يربط بين تناول الغلوتين وظهور أمراض لدى الأفراد الأصحاء.
بل على العكس، الحبوب الكاملة التي تحتوي على الغلوتين، مثل القمح الكامل، تعتبر مصادر ممتازة للألياف، الفيتامينات B، الحديد، والمغنيسيوم.
كيف تتعامل مع المنتجات الخالية من الغلوتين بذكاء؟
- قراءة الملصق الغذائي: ركّز على محتوى السكّر، الألياف، الدهون، والبروتين، لا فقط عبارة «خالٍ من».
- اختيار الحبوب الكاملة الخالية من الغلوتين مثل الكينوا، الحنطة السوداء، والأرز البني.
- تجنّب المنتجات المعالجة والمعبأة قدر الإمكان، وركّز على الأطعمة الطبيعية غير المصنّعة.
- لا تتبع الحميات «التريندية» من دون حاجة طبية أو إشراف مختص.








