أخصائية تغذية


مع تزايد الوعي الغذائي في السنوات الأخيرة، أصبح المستهلك أكثر حرصاً على اختيار ما يضعه في سلة التسوّق.
إلّا أنّ هذا الحرص تحوّل بدوره إلى فرصة تسويقية للشركات، التي باتت تستخدم مصطلحات مثل «قليل الدسم»، «عضوي»، «طبيعي»، و«صحي» لجذب الانتباه، حتى وإن كانت الحقائق الغذائية تخالف هذا الانطباع.
حلّلت دراسة حديثة نُشِرت العام الماضي في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، أكثر من 850 منتجاً في الأسواق الأوروبية، وكشفت أنّ 57% من المنتجات المصنّفة كـ«صحية» تحتوي على نسب مرتفعة من السكّر المضاف، الدهون المشبّعة، أو الصوديوم.
ما يزيد من التضليل هو أنّها غالباً خالية من الإضافات الصناعية، ممّا يمنحها مظهراً «أنظف» في نظر المستهلك.
أبرز هذه الحيل:
1- قليل الدسم: إزالة الدهون يُفقد المنتج طعمه الطبيعي، ما يدفع الشركات إلى تعويض النكهة بإضافة السكّريات أو النشويات. الزبادي قليل الدسم، مثلاً، يحتوي على سكر أكثر بـ30% من الزبادي الكامل، ما قد يرفع مستويات الغلوكوز والأنسولين، ويزيد الشعور بالجوع لاحقاً.
2- عضوي: كون المنتج عضوياً لا يعني أنّه قليل السكر أو منخفض السعرات. دراسة فرنسية عام 2023 بيّنت أنّ 40% من المنتجات العضوية تحتوي على سكر بالكمية عينها أو أكثر من نظيراتها العادية.
3- طبيعي: لا يوجد تعريف عالمي دقيق لهذا المصطلح، ويُستخدم أحياناً لمنتجات تحتوي على سكريات عالية، مثل العصائر الطبيعية التي تخلو من الألياف، فتُمتص سكّرياتها بسرعة في الدم.
4- صحي: هذا المصطلح غامض، وغالباً يُشير إلى وجود عنصر مفيد واحد، لكنّه يُغفل المكوّنات الأخرى. «بسكويت البروتين» مثلاً، قد يحتوي على كمّية كبيرة من السكر والدهون المهدرجة، على رغم من احتوائه على البروتين.
كيف نحمي أنفسنا؟
- اقرأ قائمة المكوّنات، لا الشعارات.
- راقب ترتيب المكوّنات وتجنّب السكريات المخفية.
- فكّر بالقيمة الغذائية الكاملة، لا مجرّد سعرات حرارية أو شعارات رنانة.
الصحة الحقيقية تُبنى بالمعرفة، لا بالشعارات التسويقية. ما يبدو «صحياً» للعَين، قد لا يكون كذلك للجسم.








