
أصبح البروتين محور اهتمام كبير في الأسواق ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الأطعمة المدعّمة بالبروتين، ويُروّج له مؤثرون كحل مثالي للصحة.
بعض الأطباء، مثل الدكتور إيلي جاروج والدكتورة غابرييل ليون، ينتقدون التوصيات الدولية ويعتبرونها قاصرة، مطالبين بزيادة الكمية الموصى بها.
تدعو التوصيات الرسمية لاستهلاك 0,8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً، أي نحو 54 غراماً لشخص يزن 150 رطلاً.
بعض الدراسات، التي يستشهد بها المدافعون عن زيادة البروتين، تقترح رفع هذه النسبة بنسبة 25 إلى 50%. مع ذلك، يشير خبراء مثل البروفيسور واين كامبل، إلى أنّ الكمية الحالية كافية لمعظم الناس، على رغم من أنّ بعض الفئات، كمَن يمارسون تدريب القوة أو يفقدون الوزن، قد يستفيدون من زيادة البروتين.
على رغم من الإدّعاءات بأنّ الأميركيِّين لا يتناولون ما يكفي من البروتين، تُظهر البيانات أنّ الرجال يستهلكون أكثر بنسبة 55% والنساء بنسبة 35% من التوصيات، مع استثناءات تخصّ المراهقات، النساء وكبار السن الذين قد يعانون نقصاً.
بالنسبة إلى بناء العضلات، يدعم البحث أهمية زيادة البروتين مع تمارين القوة، لكنّ استهلاك 3 أضعاف التوصية يبدو مفرطاً. وأظهرت دراسات أنّ تناول 1,5 مرّة إلى مرّتين الكمية الموصى بها كافٍ لتحقيق نمو عضلي.
أمّا كبار السن، فتشير بعض الأدلة إلى أنّهم قد يستفيدون من استهلاك المزيد من البروتين لتفادي فقدان العضلات المرتبط بالتقدّم في العمر، على رغم من أنّ النتائج ليست حاسمة تماماً.
وفي ما يخصّ خسارة الوزن، فقد تساعد الأنظمة الغنية بالبروتين في الحفاظ على الكتلة العضلية وخسارة الدهون. إلّا أنّ الفارق مع الأنظمة الأخرى على المدى الطويل ليس كبيراً، وفقاً لبعض الدراسات.
وعلى رغم من الترويج لفكرة أنّ المزيد من البروتين لا يضرّ، يُحذّر خبراء من أنّ الإفراط قد يؤدّي إلى الإضرار بالكلى، أو تقليل تناول أطعمة ضرورية أخرى كالفواكه والخضار، خصوصاً مع الاعتماد على مصادر صناعية للبروتين بدلاً من الطبيعية.
بالتالي، كما هو الحال مع أي عنصر غذائي، الاعتدال هو المفتاح للوصول إلى الفوائد الصحية من دون الوقوع في الأضرار.








