علاقة ريال مدريد بكأس ملك إسبانيا... إنّها معقّدة
علاقة ريال مدريد بكأس ملك إسبانيا... إنّها معقّدة
اخبار مباشرة
غييرمو راي- نيويورك تايمز
Saturday, 26-Apr-2025 06:55
3 لحظات احتفال عظيمة تبرز في التاريخ الحديث غير المعتاد لريال مدريد مع كأس ملك إسبانيا.

في نهائي عام 2011، ارتقى كريستيانو رونالدو بطريقة ساحرة وسجّل هدفاً برأسية قوية ليقود فريق جوزيه مورينيو إلى الفوز على غريمه التقليدي برشلونة بعد وقت إضافي.

 

في عام 2014، سجّل غاريث بايل هدفاً فردياً مذهلاً ليؤكّد مجدّداً الانتصار على برشلونة، مانحاً كارلو أنشيلوتي أول لقب له كمدرب لريال.

 

وفي عام 2023، ساعد كل من رودريغو وفينيسيوس جونيور، بإلهامهما ريال على هزيمة أوساسونا 2-1 في إشبيلية. ثم تعرّض فريق أنشيلوتي إلى هزيمة قاسية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، وأنهى الموسم متأخّراً بـ10 نقاط عن برشلونة في الدوري الإسباني، وكان ذلك التتويج، اللقب الوحيد في الموسم.

 

السيناريو يبدو مألوفاً قبل النهائي اليوم ضدّ برشلونة، باستثناء أنّ ريال أُقصيَ من دوري الأبطال من ربع النهائي على يد أرسنال. كما أنّه يتأخّر عن برشلونة بـ4 نقاط في الدوري، مع بقاء 5 مباريات فقط، من بينها الـ»كلاسيكو» على ملعب «لويس كومبانيس الأولمبي».

 

وقد يفاجئك أن تعرف أنّ تلك الانتصارات الثلاثة في الكأس تمثل كل ما فاز به ريال من ألقاب كأس الملك خلال الـ31 عاماً الماضية.

 

بالنسبة إلى نادٍ يولي النجاح أهمية كبرى، فإنّه ليس سجلاً مبهراً للغاية. ففي الفترة عينها، فاز بدوري الأبطال 9 مرّات و15 مرّة بالمجمل، وتوّج بلقب الدوري 36 مرّة. لكنّ قصة كأس الملك مختلفة. فاز ريال بالكأس 20 مرّة، ما يضعه في المركز الثالث في قائمة الأكثر تتويجاً خلف برشلونة (31) وأتلتيك بلباو (24)، حامل اللقب.

 

يوضّح أحد مسؤولي ريال لـThe Athletic: «لم يُستهَن أبداً بكأس الملك في هذا النادي، لكن إذا كان ريال مدريد هو الأكثر تتويجاً بالدوري ودوري الأبطال، فذلك بسبب ترتيب الأولويات الصحيح». لكنّه يعترف بأنّ هناك حُججاً مقنعة لوصف ريال بأنّه «ليس نادياً كوبّيرو (أي لا يَميل للنجاح في مسابقات الكأس)».

 

ففي كأس الملك، تعرّض ريال إلى أسوأ النتائج وأكثرها إحراجاً في تاريخه. عام 2002، وأثناء احتفاله بالذكرى المئوية لتأسيسه، لعب ريال بقيادة فيسنتي ديل بوسكي النهائي على ملعبه، ضدّ ديبورتيفو لاكورونيا الذي أفسد الحفل بالفوز 2-1. وتقول الأسطورة إنّ النادي الغاليسي استغل الحجز المسبق الذي كان لريال في مطعم محلي للاحتفال، حيث كانت المشروبات قد وُضِعت مسبقاً على الجليد.

 

في نهاية ذلك الموسم، سجّل زين الدين زيدان هدفاً لا يُنسى من تسديدة طائرة منح فريق ديل بوسكي لقب دوري الأبطال بعد الفوز على باير ليفركوزن 2-1 في نهائي غلاسكو. لكنّ الهزيمة أمام ديبورتيفو كانت مؤلمة، وتبعتها آلام أخرى.

 

في الموسم التالي، خرج ريال من ربع النهائي على يَد ريال مايوركا، بخسارة 5-1 في مجموع المباراتَين. ثم في عام 2004، خسر نهائياً آخر كان متوقعاً أن يفوز به، 3-2 أمام ريال سرقسطة على ملعب «لويس كومبانيس» في برشلونة.

 

واستغرق الأمر 7 سنوات أخرى قبل أن يصل ريال إلى النهائي مجدّداً. لكن قبل ذلك، كانت هناك إهانتان حقيقيتان. في موسم 2008-2009، خرج من دور الـ32، أي حين دخل المنافسات، أمام ريال يونيون دي إيرون (من الدرجة الثالثة) بالخسارة ذهاباً 3-2 والفوز إياباً 4-3، لكنّ التعادل 6-6 في مجموع المباراتَين أطاح بفريق بيرند شوستر بسبب قاعدة الأهداف خارج الأرض.

 

الموسم التالي كان أسوأ: فريق قوي يضمّ راؤول، غوتي، كريم بنزيما، رافاييل فان در فارت، ولاسانا ديارا، تعرّض إلى هزيمة مهينة 4-0 خارج أرضه أمام ألكوركون (من الدرجة الثالثة)، عُرفت لاحقاً باسم «ألكوركونازو»، كلّفت المدرب مانويل بيليغريني وظيفته في نهاية الموسم.

 

كما أنّ الخروج من الكأس موسم 2015-2016 يجب أن يُصنّف كالأكثر غرابة على الإطلاق. في كانون الأول، سافر ريال إلى قادش للعب ذهاب دور الـ32. فاز فريق رافا بينيتيز 3-1، لكن من الواضح أنّه كان هناك شيء غير طبيعي أثناء المباراة.

 

اتضح لاحقاً أنّ الجناح الروسي دينيس تشيريشيف شارك في المباراة على رغم من أنّه كان يُفترَض أن يكون مَوقوفاً بسبب تراكم 3 بطاقات صفراء حصل عليها أثناء إعارته لفياريال في الموسم السابق.

تشيريشيف سجّل الهدف الافتتاحي (د3)، لكن بعد ذلك بفترة قصيرة بدأ إدراك الخطأ ينتشر في المدرّجات. وغنّت جماهير قادش: «بينيتيز، تفقّد تويتر»، «تشيريشيف، لا يمكنك اللعب»، «تشيريشيف، نحن نُحبّك»، و»بينيتيز ابقَ».

بعد يومَين، أكّد الاتحاد الإسباني لكرة القدم استبعاد ريال مدريد من المسابقة. وبعد شهر واحد، أُقيل بينيتيز من منصبه فخلفه زيدان. وتحت قيادة الفرنسي، فاز ريال بدوري الأبطال 3 مرات متتالية، بدءاً من موسم 2015-2016. لكنّه لم يسلم من المعاناة في كأس الملك.

في كانون الثاني 2021، وخلال فترته الثانية كمدرب، خرج ريال مجدداً من دور الـ32 على يد ألكويانو (من الدرجة الثالثة)، بالخسارة 2-1 بعد وقت إضافي، على رغم من طرد رامون لوبيز (ألكويانو) في الشوط الإضافي الأول ومشاركة فينيسيوس جونيور، كاسيميرو، فيديريكو فالفيردي، مارسيلو، وإيدير ميليتاو.

وتسبّبت الخسارة في انتقادات كثيرة وزادت الشكوك حول زيدان، الذي غادر في نهاية ذلك الموسم الذي لم يحقق فيه النادي أي لقب لأول مرّة منذ 2009–2010.

لكل هذه الأسباب، يُدرك طاقَم أنشيلوتي أنّ أي تعثر أمام برشلونة في نهائي إشبيلية قد يعني نهاية فترته الثانية مع النادي.

كما أنّ برشلونة، الذي يسعى إلى تحقيق الثلاثية، سَحق ريال في مواجهتَين سابقتَين هذا الموسم، 4-0 في الدوري و5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني.

وسُئل أنشيلوتي عن شعوره تجاه اعتبار فريقه «الأضعف» في هذا النهائي، فأجاب: «أحبّ ذلك، هم يَبدون أفضل منا، لكنّ النهائي يظل نهائياً، وهو شيء لا يمكن التنبّؤ به. تصوير ريال كضحية في نهائي يبدو مبالغاً فيه بالنسبة لي».

ومع ذلك، تبقى علاقة ريال مدريد بكأس الملك علاقة غريبة. وهذه المرّة، الرهان أكبر بكثير من مجرّد كأس.

theme::common.loader_icon