

إجراء قانوني، مأساة عائلية، قصة حُب، ومؤامرة اختطاف - كلها عناصر تُحمّل على شخصية واحدة في هذا الفيلم الأول للمخرجة فرح النابلسي. شخصية «المعلّم» الرئيسية تقف في قلب أحداث درامية عدة في آنٍ واحد.
باسم (صالح بكري)، فلسطيني يُدرِّس اللغة الإنكليزية في مدرسة في الضفة الغربية، يُركّز على مساعدة طالب يُدعى يعقوب (محمود بكري)، كان قد عاد لتوّه من قضاء حُكم بالسجن لمدة عامَين على خلفية مشاركته في احتجاج.
شقيق يعقوب، آدم (محمد عبد الرحمن)، تلميذ آخر لباسم - يُمثل عقل العائلة بينما يرى يعقوب نفسه العضلات. في بداية الفيلم، تهدم السلطات الإسرائيلية منزل الشقيقَين. وبعد فترة وجيزة، يؤدّي اشتباك عنيف مع مستوطنين إلى أن يُشجّع باسم العائلة على السعي إلى تحقيق العدالة أمام محكمة إسرائيلية.
في البداية، يبدو أنّ باسم يفضّل استراتيجية مقاومة لا عنفية ورفيعة المستوى، غير أنّ تاريخه معقّد. إذ يُكشف تدريجاً عن تفاصيل كيف أثّرت نشاطاته السابقة على زواجه وابنه، وذلك مع تطوّر علاقته بليزا (إيموجين بوتس)، متطوّعة بريطانية تعمل كمرشدة في مدرسته.
على خلفية ذلك، يبحث محققون إسرائيليّون عن جندي إسرائيلي أميركي محتجز كرهينة في الضفة الغربية، إذ يأمل خاطفوه بمبادلته بأكثر من 1000 أسير فلسطيني.
هذا الفيلم الطويل الأول للكاتبة والمخرجة الفلسطينية- البريطانية فرح النابلسي عُرض للمرّة الأولى قبل الهجمات التي قادتها «حماس» في 7 تشرين الأول 2023، والحرب اللاحقة في غزة. وبطرق عدة، يُعاني الفيلم من نزعة مفهومة للتبسيط. إذ تستخدم النابلسي شخصية باسم كمِحوَر واحد يمكنها أن تدور حوله أثناء تسليط الضوء على عناصر صراع جيوسياسي معقّد لا حل له.
لكنّ سردية ترابط معلّم وطالب، إجراء قانوني، مأساة عائلية، قصة حب، وإثارة متعلقة بعملية اختطاف، تشكّل مجتمعة حملاً ثقيلاً على شخصية واحدة. وعلى رغم من أنّ هذه الخيوط تجذب الاهتمام كلٌّ على حدة، إلّا أنّ الذروة التي يُعلن فيها باسم عزمه على تصحيح فشل سابق تبدو مبتذلة بوضوح.








