تأثير التغيّرات المناخية على التهاب الأنف التحسسي
تأثير التغيّرات المناخية على التهاب الأنف التحسسي
اخبار مباشرة
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Thursday, 24-Apr-2025 06:47

تُعَدّ تقلبات المناخ اليوم من أبرز التحدّيات الصحية العالمية، إذ لا يقتصر تأثيرها على البيئة وحدها، بل تمتد لتطال صحة الإنسان بصورة مباشرة؛ خصوصاً في ما يتعلق بالأمراض التنفّسية كالتهاب الأنف التحسسي.

بيّنت دراسة شاملة نُشرت، هذا الشهر بإشراف مجموعة من الباحثين، كيف غيّرت الزيادة التدريجية في درجات الحرارة وتلوّث الهواء أنماط انتشار حبوب اللقاح لدى الأطفال والبالغين، وما يهمّنا هنا هو الجانب الغذائي وكيف يمكن للغذاء السليم أن يحمي الجسم ويُخفّف من وطأة هذه التغيّرات.

 

أشار الباحثون إلى أنّ موسم حبوب اللقاح أصبح أطول بكثير، مع توقعات بارتفاع انبعاثها بنسبة تتراوح بين 16 و40% في بعض المناطق، وتمديد الفصول الحالية لحبوب اللقاح نحو 19 يوماً إضافياً في أميركا الشمالية.

 

هذا الامتداد يزيد من تهيّج الجهاز التنفسي ويُفاقم أعراض التهاب الأنف التحسسي، ممّا يضع المصابين أمام صعوبة في التعامل اليومي مع هذه الحالة.

 

هنا ينبثق دور التغذية الوقائية والعلاجية، فالنظام الغذائي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى استجابة الجسم للالتهابات الناتجة من المُهيّجات المناخية.

 

فالالتهابات المزمنة في الجسم تعزّز فرص تفعيل الأعراض التحسسية، ولذلك يُنصح باتباع حمية غنية بمضادات الأكسدة التي تتوفّر بكثرة في الفواكه والخضروات الطازجة: التوت بأنواعه، السبانخ، والفلفل الأحمر، كلها مصادر ممتازة لتركيزات عالية من هذه المركبات، التي تكبح الجذور الحرّة وتُقلّل من التهابات الأنف والجيوب.

 

علاوةً على ذلك، تلعب الأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 دوراً مهمّاً في خفض مستوى الالتهابات، وهي موجودة بوفرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل.

 

ولا يغفل دور فيتامين C الموجود في الحمضيات والفلفل بأنواعه، إذ يساهم في تقوية الجهاز المناعي وتقليل حدّة التفاعلات التحسسية.

 

ولا نغفل البروبيوتيك؛ فالأطعمة المخمّرة كالزبادي والكفير تعزّز الصحة المعوية، ما ينعكس إيجاباً على كفاءة الجهاز المناعي في التصدّي للتحسس.

 

على الجانب الآخر، يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والغنية بالسكريات والدهون المشبّعة، إذ تزيد من الالتهابات الداخلية وتُضعف مقدرة الجسم على المواجهة.

 

على رغم من صعوبة تفادي حبوب اللقاح وتقلّبات المناخ، تبقى التغذية السليمة خط الدفاع الأول ضدّ تفاقم أعراض التهاب الأنف التحسسي.

 

لذا من الضروري أن يحرص المصابون على تناول وجبات متوازنة تشمل مضادات الأكسدة، الفيتامينات، والمعادن الضرورية لدعم المناعة.

 

كما يُستحسن استشارة اختصاصي تغذية لوضع خطة غذائية شخصية تسهم في تقليل الالتهابات، بالتالي التخفيف من الأعراض الحادة التي قد تشتد بظلال التغيّرات المناخية.

theme::common.loader_icon