

الاثنين 21 نيسان 2025 ضجّت وسائل الإعلام المختلفة في لبنان والعالم، تنعى انتقال قداسة البابا فرنسيس إلى الخدرو السماوية، ليُكمّل المختارين الذين سبقوه إلى الفردوس، فينضمّ معهم ليقدّم نتائج الخدمة الرسولية التي مارسها منذ 13 آذار 2013، وهو الذي انتُخب ونُصِّب بابا للكنيسة الكاثوليكية.
هذا الخبر هزّ مشاعر معظم الناس الذين عرفوه وتابعوه من الأرجنتين مسقط رأسه إلى روما والفاتيكان الذي قضى حياته هناك وهو يجول العالم، يصنع خيراً، يُبشّر بالكلمة، يُساير الجميع، ويعطف على الفقراء والمساكين، ويُراسل الملوك ورؤساء العالم، ويؤدّي الخدمة لطالبيها قدر ما أعطاه الله من إمكانية، وعزّز شأن الكنيسة الكاثوليكية خصوصاً، بل المسيحية عامةً.
أحبّه الإكليروس من مختلف الطوائف، احترمه ذوو المناصب السامية والشعب الطيب حيثما حلّ، عاش وفياً لنذوره الرهبانية وقامته الرسولية وما يليق برئيس للكنيسة الكاثوليكية في العالم.
كرّس حياته للخدمة بكل ما تعني الكلمة خدمة الرّب - خدمة الكنيسة - خدمة الحق والفضيلة، فصار رمزاً يُشار إليه بالبنان، وامتدّت حبريّته لمدّة اثنتَي عشرة سنة وأربعين يوماً، حيث دعاه الرّب يسوع ليصعد إلى السماء وينضمّ إلى سلسلة الباباوات الذين تعاقبوا على كرسي الفاتيكان.
قداسة البابا فرنسيس كان مميّزاً بين الباباوات على كرسي مار بطرس الرسول في أنطاكية العظمى وروما.
لم يغادر الكرسي إلّا لمهمّات مهمّة سياقاً مع رسالته السامية، ولم يتأخّر عن تقديم العون، وأيّد ودعم مَن يستحق بل لكل مَن طلب منه. أسعف الكثيرين وشجّع وأعطى بسخاء ومحبة أبوية تتجاوز الحدود.
من صفات قداسته، هو إنسان متواضع، قدوة حسنة تليق بمقامه وشخصيّته المحبّبة، نصير للضعفاء، مُصالِح للمحتاجين تمتد خدماته بلا حدود، نظر إلى العالم واستقبل شخصيات متنوّعة دينية وسياسية واجتماعية ومؤسسات، وهو المؤتمن على الإيمان يُضمِّد جروح الإكليروس والناس عموماً بما سمحت له الظروف.
اليوم، وقد غاب من ساحة الحياة على الأرض، وودّعته الكنيسة الكاثوليكية بكل إيمان ورجاء ومحبة والفضائل الإلهية، وهو شفيع حسن للناس كونه كمّل قول يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا: كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة.
أنا أشكر قداسة سيّدنا البطريرك المعظّم المثلث الرحمات مار أغناطيوس زكّا الأول عيواز، الذي كلّفني أن أحضر مناسبة تنصيبه لأمثل الكنيسة مع نيافة المطران جان قوّاق، فحضرنا المناسبة وقدّمنا التهاني ونِلنا بركة قداسة البابا وعُدنا مزوّدين بصلوات وأدعية القدّيسين.
قداسة البابا كل ما يُقال فيك كإنسان، بلغت الكمال في إنسانيّتك. وما يُعزّز أن تكون أباً للكنيسة عامةً وهكذا نقول أدّيتَ قصّتك للعُلى، فإنعم في السماء وصلِّ للكنيسة والعالم.








