نصف نهائي دوري الأبطال: ماذا ستشاهد وتحليل الفرق
نصف نهائي دوري الأبطال: ماذا ستشاهد وتحليل الفرق
اخبار مباشرة
ليون إمبر، ومارك كاري- نيويورك تايمز
Friday, 18-Apr-2025 06:56

مع بقاء 4 فرق فقط في دوري أبطال أوروبا، فإنّ المنافسة قد دخلت فعلياً مرحلتها الحاسمة. خرج حامل اللقب ريال مدريد (الفائز بالبطولة 15 مرّة) بهزيمة في ربع النهائي بنتيجة إجمالية 5-1 أمام أرسنال، ليترك إنتر ميلان وبرشلونة، كالفريقَين الوحيدَين في نصف النهائي اللذَين سبق لهما التتويج بدوري الأبطال.

مواجهات نصف النهائي؟

سان جيرمان سيواجه فريقاً إنكليزياً ثالثاً توالياً في الأدوار الإقصائية، هذه المرّة أرسنال. وهما المواجهتَان الثانية والثالثة بينهما هذا الموسم بعد فوز أرسنال 2-0 في دور المجموعات، بهدفَي الشوط الأول لكاي هافيرتز وبوكايو ساكا.

 

أمّا برشلونة وإنتر، فسيتنافسان على البطاقة الثانية، في مواجهة تجمع أقوى هجوم في البطولة (برشلونة) ضدّ أقوى دفاع (إنتر). وهي إعادة لنصف نهائي دوري الأبطال موسم 2009-2010، الذي حسمه إنتر 3-2 في مجموع المباراتَين وتُوّج بعدها باللقب.

 

ماذا نتوقع من الفرق المتأهلة؟

 

أرسنال

لا شيء يُضاهي إقصاء ريال مدريد. لكن بالنسبة إلى أرسنال، الذي لطالما خيّب الآمال في الأدوار الإقصائية، بدا انتصاره كأنّه إجراء روتيني، وسيكون لدى رجال ميكيل أرتيتا ثقة كبيرة بإمكانية التتويج.

 

وعلى رغم من أنّ ركلتَي رايس الحرّتَين سرقتا الأضواء، إلّا أنّ الفريق بُني على صلابة دفاعية مع الثنائي ويليام ساليبا والمصاب غابريال. وقدّم ياكوب كيويور أداءً رائعاً كبديل لغابريال ضدّ ريال، مقلِّلاً من تهديد كيليان مبابي إلى تسديدتَين فقط على المرمى.

 

هجومياً، تمنح عودة ساكا، بعد غياب 3 أشهر بسبب إصابة، أرسنال قوة هجومية حقيقية، إذ سجّل ضدّ باريس (الهدف أتى بعرضية من ركلة حرّة لم يلمسها أحد). وفي غيابه، بدا هجوم الفريق بطيئاً ومتوقعاً، على رغم من فعالية أداء ميرينو كمهاجم وهمي.

 

تتوقع "أوبتا" أن يكون أرسنال المرشح الأول للفوز باللقب في ميونيخ نهاية أيار. فلديه الزخم، الخبرة التكتيكية، والمهارات الفردية لتحقيق ذلك.

 

برشلونة

 

قد يُخيِّب برشلونة الآمال بسبب خسارته 3-1 إياباً أمام دورتموند، لكن لا تدع ذلك يخدعك. بسجل خالٍ من الهزائم لـ24 مباراة وتقدُّم 4-0 ذهاباً، كانت المواجهة في "سيغنال إيدونا بارك" غير متكافئة، إذ سعى برشلونة إلى إدارة النتيجة وليس بالضرورة الفوز.

 

وفقاً لـ"أوبتا"، فإنّ فريق هانسي فليك هو ثاني المرشحين للتتويج. وبوجود ثلاثي هجومي يضمّ روبرت ليفاندوفسكي، لامين يامال ورافينيا، يَسهل فهم السبب، إذ سجّلوا 27 هدفاً في البطولة، ما يعكس التنوّع الهجومي للفريق في سعيه إلى ثلاثية تاريخية (الدوري، الكأس، ودوري الأبطال) لأول مرّة منذ 10 سنوات.

 

يمتاز برشلونة بالمرونة التي تجعله مناسباً للمباريات الإقصائية، إذ يمكنه تدوير الكرة بفضل الجودة الفنية لبدري، فرينكي دي يونغ، والمصاب مارك كاسادو في خط الوسط.

 

لكن لا تعتقد أنّ برشلونة يعتمد فقط على الاستحواذ، فالسرعة والركض المتواصل ليامال ورافينيا يُمكّنانه من ضرب الخصم في التحوّلات. 8 من أهدافه جاءت من هجمات مرتدة مباشرة (أعلى رقم).

 

إنتر

من بين الفرق الأربعة، يتميّز إنتر بأسلوبه الفريد. يعتمد فريق سيموني إنزاغي على نظام 3-5-2، ويتجنّب الضغط العالي - فقط 6 من أصل 36 فريقاً سمحت بعدد أكبر من التمريرات لكل عمل دفاعي (PPDA).

 

يُفضّل إنتر الجلوس بعمق، الحفاظ على التنظيم، وبناء اللعب بشكل بطيء ومسيطر. فقط مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا يمتلك سرعة تقدّم أقل بالكرة (0,94 متر/ثانية).

 

ميزة هذا النهج هي أنّ إنتر نادراً ما يُفاجَأ عند فقدان الكرة. لم يستقبل أي فريق أهدافاً متوقعة أقل في المباراة الواحدة (0,14 xG)، وهذه الصلابة قد تكون حاسمة أمام برشلونة الذي سجّل أكبر عدد من أهداف المرتدات.

يمتاز إنتر بمرونة كبيرة في التمرير، مع تبديل اللاعبين مراكزهم بسهولة، ممّا يخلق أفضليات عددية تسمح للظهيرَين بتقديم عرضيات للثنائي الهجومي لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام، اللذَين ينسجمان بشكل متزايد.

 

قد يُعتبر إنتر الطرف الأضعف، لكن فريق إنزاغي المنظم وذو الخبرة يمثل خصماً صعباً. لا تستهين بهم.

 

باريس سان جيرمان

بداية فريق لويس إنريكي كانت بطيئة، لكن لا شك أنّه دخل في الإيقاع. هذه النسخة من باريس أكثر انسجاماً وتنظيماً ممّا كانت عليه منذ سنوات، سواء بالكرة أو من دونها. وعلى رغم من أنّ فيلا هدّده إياباً، فإنّ باريس كان يستحق التأهل.

 

مثل برشلونة، يجمع باريس بين الجودة الفنية والسرعة المدمِّرة. ويوفّر الثلاثي جواو نيفيز، فيتينيا وفابيان رويز السيطرة في الوسط، ما يُتيح لعثمان ديمبيلي، برادلي باركولا، ديزيريه دوو، أو خفيتشا كفاراتسخيليا التسبّب بالفوضى هجومياً.

 

يتبادل المهاجمون المراكز باستمرار، ممّا يُصعّب على الخصم مراقبتهم. ديمبيلي بالذات يُجسّد هذه الحُرّية التكتيكية، بـ32 هدفاً في جميع المسابقات، ما يجعله عنصراً حاسماً.

 

في الماضي، كان باريس يفتقر إلى الإنضباط التكتيكي في المراحل الأخيرة، أمّا الآن، فيبدو وحدة متماسكة. قبل 10 سنوات، حقّق لويس إنريكي ثلاثية رائعة مع برشلونة، وهناك فرصة حقيقية لتكرارها هذا العام.

theme::common.loader_icon