أخصائية تغذية
أثّرت جائحة كورونا بشكل كبير على نمط حياة الأطفال، ممّا انعكس على صحّتهم بطرق متعدّدة، من أبرزها زيادة الوقت أمام الشاشات وانخفاض النشاط البدني، ما أدّى إلى ارتفاع معدلات اضطرابات الرؤية، خصوصاً الاستيغماتيزم، الذي يُسبِّب تشوُّشاً في الرؤية نتيجة تغيّر شكل القرنية.
تأثير الجائحة على صحة العين
كشفت دراسة حديثة أُجرِيت على 21,655 طفلاً عن ارتفاع معدّلات الاستيغماتيزم من 21,4% عام 2015 إلى 34,7% بين 2022 و2023.
ويُعزى هذا التغيّر إلى قلة التعرّض إلى الضوء الطبيعي ونقص الحركة البدنية، إذ إنّ الأنشطة الخارجية كاللعب والمشي تعزّز النمو الصحي للعين.
التغذية ودورها في صحة العين
1- البروتينات والكولاجين: البروتينات ضرورية لنمو الأنسجة العينية، إذ تساهم الأحماض الأمينية في تجديد خلايا القرنية. وتُوفّر البروتينات عالية الجودة، مثل تلك الموجودة في الأسماك والبيض، المغذيات اللازمة لدعم عمليات الأيض في العين. كما يلعب الكولاجين دوراً محوَرياً في مرونة القرنية واستقرار انحنائها، ممّا يُحافظ على صحة العين.
2- الدهون الصحية ومقاومة الالتهابات: تُقلّل أحماض أوميغا-3، مثل DHA وEPA، من الالتهابات وتحمي أنسجة العين من التلف. كما تساعد الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في بذور الكتان والجوز، في بناء أغشية خلوية مرنة تدعم دقة الرؤية.
3- مضادات الأكسدة والوقاية من التلف الخلوي: تساعد مضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات الموجودة في التوت والخضروات الملوّنة، في تقليل تأثير الإجهاد التأكسدي الذي قد يضرّ أنسجة العين. وتدعم المعادن مثل السيلينيوم والزنك وظائف الإنزيمات المضادة للأكسدة، ممّا يُعزّز الحماية الخلوية.
4- الترطيب وأهمّيته للأداء البصري: يساهم الترطيب الجيّد في الحفاظ على شفافية العدسة والقرنية، ممّا يضمن توازن الإنكسار الضوئي. كما تلعب السوائل دوراً هاماً في دعم الطبقة الدهنية الواقية للعين ضدّ الجفاف.
توصيات غذائية لدعم صحة العين
- اعتماد نظام غذائي غني بالبروتينات عالية الجودة، الدهون الصحية، ومضادات الأكسدة.
- تقليل استهلاك الأطعمة المصنّعة والسكّريات للحدّ من الالتهابات.
- تحقيق توازن بين المغذيات لضمان تجديد الخلايا وتعزيز المناعة العينية.
إنّ الاهتمام بالتغذية والنشاط البدني يمكن أن يُسهم في الحدّ من مشاكل الرؤية وتعزيز صحة العين لدى الأطفال.
