بوتين يزور كورسك ويؤجّل وقف النار
بوتين يزور كورسك ويؤجّل وقف النار
بول سون- نيويورك تايمز
Friday, 14-Mar-2025 06:16

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرتدياً الزي العسكري، مركز قيادة بالقرب من الجبهة في كورسك في وقت متأخّر من مساء الأربعاء، لتشجيع جيشه على طرد القوات الأوكرانية من معظم الأراضي التي كانت تحتلها في المنطقة الحدودية الروسية. بينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ضمان دعم الزعيم الروسي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.

جاءت الزيارة اللافتة لبوتين بعد يوم واحد من اجتماع وفد أميركي في السعودية مع مسؤولين أوكرانيِّين، حيث وافقوا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في الحرب. وكان المسؤولون الأميركيّون يعتزمون تقديم الاقتراح إلى بوتين، الذي سبق أن صرّح بأنّه غير مهتم بهدنة موقتة.

 

وفقاً للصور التي نشرها الكرملين، ظهر بوتين مرتدياً زياً مُموّهاً أخضر، جالساً على مكتب انتشرت عليه الخرائط، وكان برفقته رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف.

 

وفي مقطع فيديو بثّته وسائل الإعلام الروسية الرسمية، أشاد بوتين بالتشكيلات العسكرية الروسية التي استعادت معظم الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا في منطقة كورسك. كما دعا القوات إلى الاحتفاظ بهذه الأراضي بشكل دائم ومنع القوات الأوكرانية من استعادتها، إذ كانت كييف تأمل في استخدامها كورقة مساومة في محادثات السلام.

 

كما طالب الزعيم الروسي بأن تُعامَل القوات الأوكرانية التي أُسرت في المنطقة ومحاكمتها كإرهابيِّين بموجب القانون الروسي. وأشار الجنرال غيراسيموف إلى أنّ العمليات العسكرية أسفرت عن أسر أكثر من 400 جندي أوكراني.

 

وأعلن بوتين: «الأشخاص الذين يتواجدون على أراضي منطقة كورسك ويرتكبون جرائم هنا ضدّ السكان المدنيِّين ويقاومون قوّاتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والخاصة، هُم إرهابيّون بموجب قوانين الاتحاد الروسي».

 

وأضاف أنّ «المرتزقة الأجانب» لا تنطبق عليهم اتفاقية جنيف التي تحكم معاملة أسرى الحرب، إذ اجتذب الصراع، الذي بدأ مع الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط 2022، مقاتلين أجانب.

 

مطلع آذار، قضت روسيا بسجن رجل بريطاني (22 عاماً)، تطوّع للقتال في الجيش الأوكراني، لمدة 19 عاماً بتهم تتعلق بالإرهاب والارتزاق، وذلك بعد أسره في منطقة كورسك العام الماضي.

 

وكثفت القوات الروسية هجومها لطرد القوات الأوكرانية من المنطقة هذا الأسبوع، بينما كانت كييف تعاني من تداعيات قرار إدارة ترامب الأسبوع الماضي بتجميد المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأميركية لأوكرانيا، إثر مواجهة متفجّرة في المكتب البيضاوي بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

بعد محادثات جرت مع المسؤولين الأوكرانيِّين في السعودية، أعلنت إدارة ترامب استئناف تقديم المساعدات. وبحلول ذلك الوقت، كانت القوات الروسية قد اقتربت بالفعل من استعادة السيطرة على مدينة سودجا، المركز السكاني الرئيسي في كورسك، التي استولت عليها أوكرانيا العام الماضي.

 

لأشهر عدة، كانت سيطرة أوكرانيا على الأراضي الروسية نقطة حساسة بالنسبة إلى موسكو، التي عزّزت قوّاتها بجنود كوريِّين شماليِّين في محاولة لاستعادة الأراضي.

 

وتفاخر المسؤولون الروس بشَنّ هجوم مفاجئ في كورسك السبت، وأنّ نحو 800 مقاتل روسي تقدّموا لمسافة 10 أميال عبر خط أنابيب غاز مهجور لتنفيذ هجوم مباغت على القوات الأوكرانية من الخلف.

 

أمس، أعلن القائد العسكري الأوكراني الأعلى، الجنرال أولكسندر سيرسكي، في بيان، أنّ القوات الأوكرانية ستنتقل إلى «مواقع أكثر ملاءمة» إذا لزم الأمر، وستواصل «الدفاع عن خط المواجهة في منطقة كورسك طالما كان ذلك منطقياً وضرورياً. في أصعب المواقف، كان وسيظل الحفاظ على أرواح الجنود الأوكرانيِّين أولويتي».

 

وأكّد بوتين أنّ أي وقف موقت لإطلاق النار أو هدنة لن يؤدّي إلّا إلى منح القوات الأوكرانية ميزة، لأنّها تعاني من الانتكاسات في ساحة المعركة، وقد تستغل الاستراحة لإعادة تجنيد الأفراد وإعادة تنظيم صفوفها.

 

وقد طالبت روسيا باتفاق أمني أوسع تدعمه الدول الغربية، يشمل ضماناً بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى جانب التزامات أخرى قد تُهدِّد سيادة أوكرانيا.

theme::common.loader_icon