هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بحلول شهر رمضان المبارك، متمنياً أن "تحمل أيامه خيراً وسلاماً وراحة بال ومزيداً من الاستقرار والأمان والطمأنينة". وقال الرئيس عون: "كم جميل أن يتزامن بدء شهر رمضان المبارك عند الأخوة المسلمين مع بدء الصوم الكبير بعد غدٍ عند المسيحيين، فيتشارك اللبنانيون، على اختلاف طوائفهم، معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام، الذي يعتبر أعلى تعبير عن الإرادة، أي عن الحرية، فضلاً عما يوفره من فرص لرفع الصلوات من أجل وطنهم الذي استحق أن يكون "وطن الدور والرسالة" ونموذجاً يحتذى في وحدة العيش بين أبنائه على تعدد طوائفهم وتنوعها".
اجتمع الآلاف من اللبنانيين في سيسايد أرينا – بيروت في حشد فني غير مسبوق، ليقولوا بصوت واحد "معاً نستعيد مجد لبنان" و"صار وقت التغيير". الحدث، الذي أحياه النجم عاصي الحلاني بمشاركة دي جي رودج، والذي حضره ما لا يقل عن ١٠ آلاف شخص، كان أكثر من مجرد احتفال موسيقي، بل كان إعلانًا واضحًا عن إرادة اللبنانيين في التغيير والانطلاق نحو مستقبل أفضل. وأظهر الحاضرون دعمهم لعهد الرئيس جوزاف عون وحكومة الدكتور نواف سلام، ولمسار جديد يعيد للبنان استقراره ومجده، ويساعد الدولة في بسط سلطتها بعيدًا عن الحروب والانقسامات.
توجه الرئيس سلام إلى الحضور مشدداً على "أهمية هذه اللحظة التاريخية"، ومؤكداً أن "لبنان أمام فرصة حقيقية للإصلاح"، مشيراً إلى أن "الثقة التي نالتها الحكومة هي ثقة بلبنان ومستقبل الشباب بلبنان، فهي حكومة الإصلاح والإنقاذ". وأكد أن "بيروت هي المدينة العريقة التي يحق لها العيش بسلام ويليق بها الجمال والحرية، فهي عاصمة الأدب والفنون في هذه المنطقة، وهذا الحشد الفني دليل واضح لعودة بيروت كما عهدناها".
شهد الحفل حضور شخصيات رسمية بارزة، من بينها وزير الإعلام الدكتور بول مرقص، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، والنائب وضاح الصادق، وزير الاتصالات السابق، وأكد الحاضرون دعمهم لآمال اللبنانيين والعمل على تحقيق مطالب الناس. لفت الوزير مرقص إلى أن "مع بداية العهد الجديد، نرى أجواء الفرح والتكاتف والتضامن والعمل الجاد لإعادة البناء، وهذا أمر نادر الحدوث في لبنان، لكنه يليق باللبنانيين". من جهته، أشار المحافظ عبود إلى أن "هذا الاحتفال يأتي بعد انتخاب الرئيس ونيل الحكومة الثقة، وهو محطة تاريخية تنقلنا من مرحلة الصمود إلى مرحلة النهوض".
وفي السياق الأمني، قام وزراء الداخلية والبلديات أحمد الحجار، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني والمالية ياسين جابر، بجولة تفقدية في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث تم الاطلاع على الإجراءات الأمنية واللوجستية المتخذة. كما عقد الوزراء اجتماعًا مع كبار المسؤولين الأمنيين في المطار لعرض الحاجات والمتطلبات الإدارية والتقنية لتعزيز الإجراءات الأمنية والتجهيزات الفنية في حرم المطار.
على الصعيد الفلسطيني، أكدت حركة حماس في رسالة وجهتها للقمة العربية التي تعقد هذا الأسبوع في القاهرة حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، مع رفضها لأي تواجد لقوات أجنبية في القطاع. وأشارت إلى أنها مستعدة للتعاطي مع أي خيار يتم الاتفاق عليه فلسطينياً، سواء بتشكيل حكومة توافق وطني من التكنوقراط الخبراء أو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحها الإخوة في مصر لإدارة شؤون قطاع غزة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي أن الخطة التي تقوم بلاده ببلورتها للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم تحظى بدعم عربي، فيما ناقش مع وزير خارجية الصين آخر مستجدات الوضع في الشرق الأوسط.
على الصعيد الإسرائيلي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل إعادة جثمان الجندي الإسرائيلي "أورون شاؤول" من قطاع غزة، الذي أسر في 2014، مشيرة إلى أن العملية تمت على مرحلتين وبإجراءات سرية شديدة، وبغطاء عسكري من الدبابات والقوات الجوية. كما أعلنت إسرائيل عن استعادة رفات الجندي شاؤول في عملية خاصة قبل بدء وقف إطلاق النار في غزة.
أما في أوروبا، فقد وصف رئيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روتي اللقاء المحتدم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالـ "مؤسف"، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا من أجل تحقيق "سلام دائم" في أوكرانيا. في حين حث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الاتحاد الأوروبي على بدء محادثات مباشرة مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه سيعارض أي اتفاق بشأن الحرب في القمة المقبلة.