The Strike: العمل الجماعيّ لإصلاح السجون
The Strike: العمل الجماعيّ لإصلاح السجون
أليسا ويلكنسون- نيويورك تايمز
Thursday, 27-Feb-2025 05:47

يُركّز فيلم The Strike على سلسلة من الإضرابات عن الطعام التي نظّمها سجناء في سجن بيليكان باي بولاية كاليفورنيا، احتجاجاً على أوضاع السجون ذات الحراسة المشدّدة.

كلمة «التضامن»، التي تعني ببساطة الاتفاق بين أفراد مجموعة ودعمهم لبعضهم البعض، ليست صعبة التعريف، لكن من الصعب استيعابها في عالم يُركّز أكثر على التطوّر الشخصي والنجاح الفردي أكثر من المصلحة العامة.

 

يُحتفى بالأشخاص المستعدّين للتضحية بحرّياتهم الشخصية أو بأمانهم الجسدي من أجل الآخرين في ثقافتنا، لكن يُنظر إليهم أيضاً بنوع من الرَيبة. ما هي اللعبة التي تلعبها حقاً؟ ما الذي تسعى إلى كسبه في الواقع؟

 

فيلم «الإضراب» (المتوفّر على تطبيق PBS وقناة PBS على «يوتيوب»)، من إخراج جو بيل مونيوز ولوكاس غيلكي، هو في جوهره فيلم وثائقي عن ممارسة الحبس الانفرادي في أميركا. يُركّز الفيلم على سلسلة من الإضرابات عن الطعام التي نظّمها رجال مسجونون في سجن بيليكان باي بولاية كاليفورنيا، بدءاً من عام 2011، احتجاجاً على الأوضاع في السجون ذات الحراسة القصوى. كان ذلك يشمل فترات طويلة من العزل للأفراد المشتبه في كونهم أعضاء في عصابات، إذ يؤكّد السجناء أنّهم كانوا يتلقّون طعاماً غير كافٍ، ويُحرَمون من أي اتصال ذي معنى مع العالم الخارجي، ويُحتجَزون لفترات قد تمتد لعقود.

 

وفقاً لـ«قواعد مانديلا»، التي حدّدتها الأمم المتحدة، فإنّ الحدّ الأقصى للحبس الانفرادي يجب أن يكون 15 يوماً، وأي مدة أطول تُعتبَر شكلاً من أشكال التعذيب.

 

كما اعترض السجناء على سياسة تجبرهم على «الإفصاح» - أي تقديم معلومات عن العصابات للسلطات - كشرط للخروج من العزل الانفرادي. يقول بعض السجناء السابقين في الفيلم أنّهم يُصنّفون كأعضاء في عصابات لمجرّد المواد التي قرأوها أو بسبب عرقهم، من دون أي دليل حقيقي. وبمجرّد دخولهم العزل الانفرادي، كان من شبه المستحيل الخروج منه.

 

يُركّز الفيلم على عدد من السجناء السابقين الذين أمضوا فترات طويلة في العزل الانفرادي وشاركوا في إضرابات الجوع عام 2011. وبعد مرور عامَين، ومع عدم حدوث أي تغيير يُذكر، دعا السجناء إلى إضراب آخر - وفي بدايته، رفض ما يقرب من 29,000 سجين تناول الطعام في ثلثَي سجون كاليفورنيا الـ33، بالإضافة إلى 4 سجون خاصة خارج الولاية تحتجز سجناء من كاليفورنيا. استمرّ إضراب عام 2013 لمدة شهرَين، وبحلول نهايته، كان لا يزال هناك 100 سجين يَرفضون الطعام.

 

من بين القصص المذهلة التي يَرويها «الإضراب» هي كيفية تمكن السجناء المعزولين من تنظيم إضراب في المقام الأول، إلى جانب قصص الرجال عن حياتهم داخل جدران بيليكان باي، ثم خارجها لاحقاً. كانت إحدى التقنيات التي استخدموها تتمثل في تفريغ المياه من المراحيض في زنازينهم، ثم الصياح عبرها، ليسمعهم السجناء الآخرون.

 

لكن من الصعب تجاهل القصة الأخرى هنا، تلك التي تُجسّد معنى وقوة التضامن. بالنسبة إلى منظمي الإضراب، كانت هذه ضرورة واضحة منذ البداية، في عام 2011. كانوا رجالاً، كما يُوضّح المشاركون في الفيلم الوثائقي، قد لُقِّنوا طوال حياتهم كراهية بعضهم البعض - خصوماً من أحياء مختلفة، ومن مجموعات عرقية مختلفة، وأشخاصاً لديهم ولاءات متصارعة.

 

لا يمكن للعمل الجماعي أن ينجح إلّا عندما يكون الفاعلون مُتحدين - وهو السبب الرئيسي الذي جعل السلطات تحاول تقسيم السجناء، فوعدت بتقديم طعام غير محدود لِمَن يوافق على إنهاء الإضراب. لذلك، قرّر القادة توقيع ميثاق عدم اعتداء - ما وصفه أحدهم بأنّه «استعراض للقوة»، فاجأ إدارة السجون. اكتشف قادة الإضراب أنّهم أكثر تشابهاً ممّا كانوا يعتقدون، وأنّ قوّتهم ستأتي من عملهم معاً لتحقيق هدف مشترك.

 

بالمثل، عندما أعلِن عن إضرابات عام 2013، كان العديد من السجناء حينها في سجون مختلفة عن تلك التي ضمّت مُنظّمي بيليكان باي الأصليِّين. ومع ذلك، أدركوا قوة العمل الجماعي واسع النطاق. لاحظ الناس خارج السجون ذلك وشاركوا بدورهم. يُظهر «الإضراب» لقطات إخبارية لمتظاهرين يَسيرون في الشوارع مطالبين بالتغيير.

 

يحدث التغيير ببطء. لا يوجد مصدر مركزي للمعلومات حول عدد السجناء في الولايات المتحدة المحتجزين في العزل الانفرادي، لكنّ العدد أكبر بكثير ممّا يتخيّله معظمنا. كان للسجناء المضربين تأثير، لكنّهم لم يُغيِّروا النظام بأكمله. ومع ذلك، يوضّح «الإضراب» أنّ عملهم الجماعي لم يؤدِّ فقط إلى تحسين تدريجي في ظروف السجناء. في النهاية، غيّر أيضاً الطريقة التي يَرَون فيها العالم.

theme::common.loader_icon