رأس رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعاً أمنياً، عرض الأوضاع الأمنية في البلاد والتطورات في الجنوب. كما تطرق البحث الى الترتيبات الأمنية المتخذة لمواكبة تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل، وتقرر أن تكون الاجتماعات الأمنية دورية وعندما تقتضي الحاجة.
من جهةٍ أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن الجالية اللبنانية في أستراليا "تمثل جسراً ثقافياً واقتصادياً مهماً بين لبنان وأستراليا"، مشدداً على أن العلاقة المميزة التي تجمع لبنان وأستراليا تتجاوز العلاقات الدبلوماسية التقليدية، فهي علاقة إنسانية عميقة"، مشيداً بمد استراليا يد العون للبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، فيما لا تزال تقدم "المساعدات التنموية والإنسانية لدعم الاقتصاد اللبناني والمؤسسات التعليمية والصحية، بالإضافة إلى الدعم المتواصل الذي تقدمه للجيش اللبناني".
وطلب رئيس الجمهورية خلال لقائه وفد الكونغرس الأميركي برئاسة داريل عيسى أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل من أجل استكمال الانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب. ودعا الى ان تواصل الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب تأمين دعم الجيش اللبناني بالتجهيزات والمعدات التي تمكّنه من تنفيذ المهام الموكلة اليه في الجنوب وسائر المناطق اللبنانية.
من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام صباح اليوم في السراي أعضاء السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وجرى خلال اللقاء عرض لاخر المستجدات في لبنان والمنطقة، وقد ثمن الرئيس سلام الدعم العربي للعهد الجديد والحكومة، لافتا الى ان البيان الوزاري يلتزم استعادة لبنان لمكانته بين اشقائه العرب، والحرص على ألا يكون منصة للتهجم على الدول العربية والصديقة، كما شدد على اهمية الموقف العربي الموحد لمواجهة التحديات المشتركة، لا سيما مخطط تهجير الفلسطينيين.
هذا واطلع رئيس الحكومة السفراء على الاتصالات التي اجراها مع المسؤولين العرب بهدف الضغط الدبلوماسي كي تنسحب اسرائيل من كافة الاراضي اللبنانية بأسرع وقت.
من ناحية ثانية، دعا الرئيس سلام الأشقاء العرب للعودة للاستثمار والسياحة في لبنان، في ضوء الظروف الجديدة التي ستسعى الحكومة لتوفيرها.
في سياقٍ آخر، أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط، دوبرافكا شويتسا، عن تخصيص مساعدات للبنان، لكنها أشارت إلى أنّ هناك مساعدات أخرى مشروطة بتحقيق الإصلاحات.
وقالت شويتسا، بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، إن "المفوضية والاتحاد الأوروبي يدعمان الرئيس عون والحكومة الجديدة، وخصصنا مساعدات للبنان، وهناك مساعدات أخرى مشروطة بتحقيق الإصلاحات".
وأوضحت أنه من بين الأموال المخصصة للبنان "تمّت الموافقة على 500 مليون يورو في آب من العام الماضي، وسيتم صرف 500 مليون أخرى قريباً، لكن الشرط الأساسي هو إعادة هيكلة القطاع المصرفي واتفاق جيد مع صندوق النقد الدولي".
وأضافت شويتزا أنه "عندما تستوفى هذه الشروط، سنواصل بالطبع عملية صرف الأموال".
وفي السياق، كان "صندوق النقد الدولي" قد أعلن الثلاثاء أنه مستعد لبدء مفاوضات مع الحكومة "حول برنامج جديد" لمساعدة لبنان، عقب لقاء بين ممثله في بيروت ووزير المال ياسين جابر.
وعن تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أصدرت لجنة مراسم التشييع بياناً أكّدت فيه أن "الناس هم أرفع ضيوف السيد الأمين يوم وداعه، وحجم الحضور المتوقع يفوق القدرة الاستيعابية للطرقات في يوم واحد".
ونفت اللجنة ما تمّ تداوله عن وجود بطاقات دخول للمشاركة في مراسم التشييع، مؤكدة أن هذه الأخبار "ليس لها أي أساس من الصحة".
كما أعلنت عن تجهيز شاشات عرض موزعة في جميع الطرقات المحيطة، لتمكين المشاركين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الباحة القريبة من متابعة المراسم عبرها.
وأوضحت اللجنة أن موكب التشييع سينطلق من المدينة الرياضية مروراً بشارع الشهيد قاسم سليماني وصولاً إلى شارع المرقد الشريف، حيث ستُقام المراسم الرسمية.
وأكدت اللجنة أن يوم الأحد 23 شباط سيُخلّد في ذاكرة "أحرار العالم" الذين بدأوا بالتوافد إلى بيروت من مختلف بقاع الأرض للمشاركة في وداع السيد نصرالله وصفي الدين.
إقليمياً، أعلنت كتائب "القسام" عن أسماء الأسرى الإسرائيليين الستة الذين ستفرج عنهم غداً السبت ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الناطق باسم كتائب "القسام"، أبو عبيدة، إن الكتائب ستفرج غداً عن كل من: إيليا كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد.
في المقابل، من المقرر أن تشمل الدفعة السابعة من تبادل الأسرى المقررة غداً السبت إطلاق سراح عدد من المحكومين الفلسطينيين بالمؤبدات والسجن مدى الحياة، وقد أمضى بعضهم أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد أعلن اليوم من طولكرم، أنه أوعز بإطلاق عملية عسكرية مكثفة في الضفة الغربية رداً على سلسلة الانفجارات في الحافلات بتل أبيب أمس الخميس.
وقال نتنياهو: "العام الماضي، قمنا بزيادة نشاطنا بشكل كبير: لقد دخلنا معاقل الإرهابيين، وقمنا بتسوية الشوارع بأكملها التي يستخدمها الإرهابيون ومنازلهم بالأرض، وتمكنا من القضاء على عناصرهم وقادتهم".
وأضاف "نقوم الآن بعمل مهم للغاية ضد رغبة حماس والعناصر الإرهابية الأخرى في إلحاق الأذى بنا، هذه الرغبة لم تتوقف بعد. إن ما رأيناه بالأمس هو أمر خطير للغاية".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "رداً على ذلك (تفجير الحافلات)، وبناء على تعليماتي وتعليمات وزير الدفاع، قمنا بزيادة القوات في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة)، وأمرت أيضاً بشن عملية عملياتية أخرى ضد مراكز الإرهابيين".
دولياً، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القادة الأوكرانيين "ليست لديهم أي أوراق في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا" مؤكداً في الوقت نفسه أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان يمكنه السيطرة على أوكرانيا بأسرها خلال الحرب.
وقال ترامب خلال حدث يجمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض: "أجريت محادثات جيدة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".
وواصل ترامب هجومه على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسلفه جو بايدن مؤكداً أنهما لم يبذلا جهوداً كافية للتوصل إلى تسويه مع روسيا لمنع اندلاع الحرب.
واعتبر ترامب أن زيلينسكي يزيد من صعوبة التوصل لاتفاق بشأن بلاده مع روسيا وحضوره مباحثات السلام ليس "ذات أهمية كبيرة".