كوميديا رومانسية خفيفة كالهواء تدور حول فيلا رخيصة في مدينة خيالية، تستغل نموذج «إميلي في باريس»، لكن مع الباستا.
منذ البداية، راودتني العديد من الأسئلة حول فيلم La Dolce Villa، الذي أخرجه مارك ووترز، وهي أسئلة يسهل الإجابة عنها لكنّها تبقى عالقة في الذهن.
لماذا، على سبيل المثال، يبدو الأب الوسيم في منتصف العمر، إريك (سكوت فولي)، غاضباً للغاية من ابنته العشرينية، أوليفيا (مايا ريفيكو)، لمجرّد رغبتها في شراء فيلا حقيقية في إيطاليا بسعر مذهل يبلغ يورو واحداً؟ ولماذا، في المقابل، تتحدّث الإيطالية بهذه الطلاقة؟ لماذا يبدو إريك مقتنعاً تماماً بأنّ صفقة الفيلا الإيطالية ذات اليورو الواحد ليست سوى عملية احتيال، على رغم من أنّه يعيش في عالم فيه إنترنت؟ لماذا يتحدّث الجميع في بلدة مونتيزارا الصغيرة والنائية - حيث توجد هذه الفيلا - الإنكليزية بطلاقة شديدة ووضوح تام؟ ولماذا يبدو الأمر وكأنّ La Dolce Villa مموّل فعلياً من مكتب السياحة الإيطالي؟
الإجابة نفسها تنطبق على كل هذه الأسئلة: إنّه فيلم من إنتاج «نتفليكس»، مُصمَّم خصيصاً لجمهور «إميلي في باريس». بمعنى آخر، إنّه حكاية خرافية براقة عن أميركيِّين يَخوضون مغامرات خفيفة في أوروبا، يتورّطون في مواقف طريفة، يقعون في الحُبّ، ويَسحرون السكان المحليّين جميعاً.
لقد شرحت تقريباً الفرضية، لكن لنضِف إليها أنّ إريك، وهو أرمل، وأوليفيا من ولاية أوهايو. بعد عدة تجارب سفر سيئة في الماضي، أصبح إريك مقتنعاً بأنّ إيطاليا هي أسوأ مكان على الإطلاق.
كان يعمل طاهياً في السابق، لكنّه الآن رجل أعمال في قطاع الشركات - ومع ذلك، عندما يرى الفيلا بمطبخها الفسيح المتداعي، تبدأ التروس بالدوران في ذهنه.
أمّا أوليفيا، فهي أكثر تحرّراً، وقد كوّنت صداقة مع عمدة مونتيزارا، فرانشيسكا (فيولانتي بلاسيدو)، التي تتمتع بجمال أخاذ، وتقارب إريك في العمر، وتمتلئ بأحلام كبيرة لبلدتها الصغيرة.
تعيش في مونتيزارا مجموعة متنوّعة من المقاولين والجدات العجائز والشباب الوسيمين. الجميع يأكلون الباستا ويركبون الدراجات عبر الريف. ويبدو أنّ مونتيزارا مليئة بالفيلات المتاحة بسعر يورو واحد، كجزء من مبادرة في إيطاليا تهدف إلى إحياء المجتمعات المهدّدة بأن تصبح مدناً مهجورة. في الفيلم وفي الواقع، يجب على المشترين الالتزام بتجديد المبنى في غضون بضع سنوات، وهو ما قد يُكلف آلاف الدولارات، لكنّه لا يزال أرخص بكثير من شراء منزل في أي مكان آخر تقريباً.
إنّها الجنة على الأرض، وبالطبع، بما أنّ فرانشيسكا وإريك عازبان، في منتصف العمر، وجميلان للغاية، فسيلتقيان في ظروف لطيفة، ويمرّان بسلسلة من المواقف الطريفة المليئة بالمفارقات، وتعرفون ما سيحدث بعد ذلك.
كُتب سيناريو La Dolce Villa على يَد إليزابيث هاكيت وهيلاري غالانوي، اللتَين سبق لهما كتابة كوميديا رومانسية أخرى من «نتفليكس» تتعلق بالعقارات وتحمل عنواناً محتوَياً على تلاعب لفظي، وهو Falling In Love. ذلك الفيلم كان يدور حول أميركية «تفوز» بفندق مهجور في نيوزيلندا يحتاج إلى ترميم.
جاذبية هذا النوع من الأفلام واضحة: إنّها متوقعة تماماً، خفيفة كالهواء، حلوة مثل آيس كريم ستراتشاتيلا، وإذا كنت في المزاج المناسب، فقد تبعث فيك شعوراً بالراحة والسرور. إنّها ليست كوميديا بمعنى أنّها تحتوي على نكات، بل هي كوميديا بمعنى أنّها ليست أي شيء آخر. والجميع يعيشون بسعادة دائمة.
بصراحة، كلما شاهدت La Dolce Villa لفترة أطول، زاد اعتقادي بأنّ هراءه نفسه هو مصدر سحره. إنّه لا يسعى إلى الواقعية، حتى من النوع الذي كانت تحاول الكوميديات الرومانسية القديمة تقديمه. أفكار إريك الغريبة العديدة واللهجة الأميركية المشبوهة لسكان مونتيزارا ليست سوى تذكير بسيط بأنّ هذا ليس واقعاً. إنّه مجرّد خيال، لا أكثر ولا أقل. حضّر بعض الباستا واستمتع بالمشاهدة.