انتهت فجر الثلاثاء مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك بعيد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي عزمه إبقاء قواته في خمس نقاط استراتيجية عند الحدود.
في المقابل، رفضت الحكومة اللبنانية أي تأخير آخر في الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وعقد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اجتماعاً استثنائياً في القصر الجمهوري في بعبدا، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام. جرى خلاله البحث في المستجدات المتعلقة بالوضع على الحدود الجنوبية والتطورات الناجمة عن استمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية.
وقد أكد المجتمعون على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشددين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزامًا بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة. وفي مقدمها القرار 1701.
كما جددوا تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء. في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده.
كما أكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لاستلام مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم.
حكومياً، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تعقد في تمام الساعة 11 من قبل وبعد ظهر يومي الثلاثاء والأربعاء الواقعين بتاريخ 25 و 26 شباط 2025، وذلك لمناقشة البيان الوزاري والاقتراع على الثقة.
من جهته، نفى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي الكلام المتداول إعلامياً عن إمكان تطبيق الفصل السابع على الأراضي اللبنانية، وقال: "لم نتبلغ أي شيء رسمي في هذا الصدد من الولايات المتحدة الأميركية. التقيت اليوم السفيرة الأميركية ليزا جونسون وتحدثنا في كل المواضيع، ولم تطرح موضوع الفصل السابع أبداً".
في إطارٍ آخر، أكدت المديرية العامة للطيران المدني، أنه سيتمّ إقفال المطار وتوقّف حركة الإقلاع والهبوط يوم 23 شباط من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الرابعة عصراً، بالتزامن مع تشييع الأمينيْين العامين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
إقليمياً، أعلن رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحيّة، "أننا قررنا تسليم 4 من جثامين أسرى الاحتلال الخميس المقبل"، في حين قررت الحركة تسليم 6 أسرى يوم السبت المقبل، وأضاف: "جاهزون للانخراط الفوري بتطبيق بنود المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهي الوقف التام لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال".
أمّا وزارة الخارجية المصرية فأعلنت إرجاء القمة العربية الطارئة بشأن غزة التي كانت مقررة الأسبوع المقبل، إلى الرابع من آذار، معللةً ذلك باستكمال "التحضير الموضوعي" لها.
في إيران، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، أن سياسة الضغط الأقصى سوف تفشل، مشيراً الى أن بلاده لن تتفاوض تحت الضغط والتهديد.
وقال عراقجي: "موقفنا واضح، نحن لن نتفاوض تحت الضغط والتهديد، وهذا مبدأ أساسي في سياستنا الخارجية، المهم ليست في التصريحات الجميلة والمقابلات الإعلامية الجذابة، بل في ما يتم التوقيع عليه رسمياً، والقرار الذي وُقِّع للممارسة الضغوط القصوى علينا هو خير دليل على ذلك".
وأشار إلى أن "سياسة الضغوط القصوى لم تؤتِ ثمارها أبداً مع إيران، ولم تكن العقوبات الدولية فعالة ضدنا، إذا تم التعامل مع الشعب الإيراني بلغة الاحترام، فسيكون الرد بالمثل، لكننا لن نتفاوض تحت التهديد".
دولياً، شهدت العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء مباحثات روسية أميركية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، والتحضير لاجتماع قمة مرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
وعقب انتهاء اجتماع الرياض، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تأجيل زيارته إلى السعودية التي كانت مقررة الأربعاء، بعدما ندد بالمحادثات الروسية الأميركية.
وقال زيلينسكي من تركيا: "نحن صادقون ومنفتحون، ولا أريد أي مصادفات. ولهذا السبب لن أذهب إلى السعودية". وأضاف أنه اتفق مع السلطات السعودية على تأجيل زيارته إلى 10 آذار المقبل.