

دفن المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو رأسه بين يَدَيه بضع ثوانٍ في حالة من الذهول التام بسبب سؤال طُرح عليه. ثم اشتعلت عيناه بالغضب وهو يدافع بشدة عن لاعبي توتنهام، في نهاية أسبوع مؤلم شهد خروجهم من كأسَي الاتحاد والرابطة.
أجاب بوستيكوغلو: «شهران ونصف من مطالبة لاعبين بعمر 18 و17 عاماً، بالإضافة إلى اللاعبين الكبار، باللعب من دون راحة يوم الخميس، الأحد، الخميس، الأحد... سأستمر في الحديث لشهرَين ونصف».
فاز توتنهام في مباراتَين فقط من آخر 12 مباراة في الـ»بريميرليغ»، وهو أقرب إلى منطقة الهبوط من المراكز الـ4 الأولى، ما جعل البطولات ذات أهمية كبيرة له، خصوصاً أنّ بوستيكوغلو معروف بأنّه «دائماً ما يفوز بلقب» خلال موسمه الثاني مع أي نادٍ.
لكنّ توتنهام أضاع فرصة ذهبية للوصول إلى نهائي كأس الرابطة، لاستسلامه بسهولة أمام ليفربول، ولم يتعافَ أبداً من هدف جاكوب رامسي المبكر لأستون فيلا. الآن، فرصته الوحيدة للفوز بلقب تكمن في الدوري الأوروبي.
لم يكن بوستيكوغلو سعيداً بالادّعاء بأنّ فريقه فَقَد هويّته ولم يَعُد قادراً على اللعب بأسلوبه المفضّل، فردّ بغضب: «لا، لأنّهم مُرهَقون. هل تعتقد أنّهم يستطيعون الضغط كما نريد؟ لو لم نلعب ليلة الخميس ولم أبدّل بالفريق، ألم نكن سنضغط بقوة اليوم؟».
وأضاف بوستيكوغلو: «لا يلعبون بالمستوى الذي نريده أو نتوقعه، لكن ليس لأنّهم لا يحاولون، بل لأنّهم لا يستطيعون. سيكون الفريق، بمجرّد أن نُكمّل المجموعة المتبقية من اللاعبين، رائعاً».
يطرح بوستيكوغلو بعض النقاط العادلة. فقد اضطرّ توتنهام إلى التعامل مع غياب حارس مرماه، الظهير الأيسر، قلبَي الدفاع، صانع الألعاب، والمهاجم الأول على مدار الشهرَين الماضيَين. هناك عبء هائل على لاعبين شباب، مثل آرتشي غراي (18 عاماً)، لوكاس بيرغفال (19 عاماً)، ميكي مور (17 عاماً)، والوافد الجديد ماثياس تيل (19 عاماً)، وهذا بدأ يؤثر عليهم.
لكنّ مشكلة الإرهاق ليست تفسيراً كافياً لكيفية نجاح أستون فيلا في اختراق دفاع توتنهام بسهولة عبر الأطراف وتسجيل هدف في الدقيقة الأولى. كما أنّها ليست سبباً لوجود مساحات شاسعة خلف خط وسطه.
في إحدى اللحظات خلال الشوط الأول، استلم تيليمانس الكرة وركض بها لمسافة 60 ياردة قبل أن يُسدّد من على حافة منطقة الجزاء، بمشهد مشابه لهدف بلال الخنوس خلال فوز ليستر سيتي 2-1 على توتنهام الشهر الماضي، فيبدو أنّ الدروس لم يُستَفد منها.
في مناسبات متعدّدة، تعرّض غراي وكيفن دانسو إلى ضغط من روجرز ودونييل مالين، ممّا أجبرهما على التراجع وتمرير الكرة إلى الخلف. وعندما استلم الحارس أنتونين كينسكي الكرة، سدّدها طويلة نحو سون هيونغ-مين.
ضمّت التشكيلة الأساسية ضدّ أستون فيلا لاعبين مهاريِّين في الدفاع والوسط، مثل غراي، بيرغفال، رودريغو بينتانكور، وديد سبنس. ومع ذلك، بدا أنّهم غير قادرين على التمرير بسلاسة لاستدراج فيلا ثم التحرّك حولهم.
سيلعب توتنهام مباراتَين فقط خلال الأسبوعَين المقبلَين، نظراً لإنهائه مرحلة الدوري الأوروبي ضمن المراكز الـ8 الأولى. في هذه اللحظة يجب أن يُعيد فيها ضبط موسمه واستعادة الشرارة المفقودة من آخر مباراتَين.
كان من الممكن أن يكون هذا الأسبوع نقطة التحوّل لموسم توتنهام. وبدلاً من ذلك، قد ننظر إلى هذه الأيام القليلة على أنّها الفترة التي خرج فيها كل شيء عن السيطرة.








