رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات
رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات
اخبار مباشرة
Saturday, 01-Jun-2013 21:47
لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد قادرا على استعادة السيطرة الكاملة على بلده المنكوب، ولا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به، مما قد يبقي سوريا في آتون حرب أهلية طائفية لأشهر وربما لسنوات.
وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية، بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس، متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في آذار عام 2011.
غير أن الآراء القائلة ان حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.
وأوضح بيتر هارلينغ، وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية، لرويترز، "في ضوء الوضع الراهن لا يستطيع النظام استعادة السيطرة ولا المصالحة ولا الإصلاح ولا إعادة البناء"، موضحا في المقابل "ان الفوز يتمثل في البقاء على قيد الحياة ليوم آخر وإذا فكرت بهذا المنطق ستجد أن الأسد كذلك".
وفي كانون الأول صرحت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية بأن "حكومة الأسد تبدو في مراحلها الأخيرة"، مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة في ما بينهم بشكل أفضل.
وأشار مصدر أمني في برلين إلى ان "وكالة المخابرات لم تلبث سوى خمسة أشهر حتى غيرت تقييمها للوضع في سوريا".
وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة إذ تعيقها الصراعات الداخلية، واضطرت إلى التراجع بعد وصول مسلحي حزب الله المدربين تدريبا عاليا والذين شاركوا في الحرب من أجل بقاء الأسد.
وعلى الرغم من ذلك، نفى مسؤول كبير في إسرائيل الفكرة القائلة ان "الأسد بدأ عملية كبيرة لاسترداد سلطانه وأن بإمكانه استعادة السيطرة الكاملة على بلاده". وتتميز إسرائيل بأن لديها بعضا من أفضل معلومات المخابرات بشأن سوريا.
ولفت المسؤول الكبير الى "انه وضع متقلب ولكن بمضي الوقت تجد أن قوة الأسد تتضاءل"، مضيفا أن "المكاسب التي حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة قد يصعب الحفاظ عليها، ومن الممكن أن تتغير جميع الأمور في الغد."
ويظهر التاريخ أن معظم الحروب الأهلية لا تنتهي سريعا ولا يغلب عليها الانتهاء بالتوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض، وكلما طال أمدها ازدادت صعوبة نزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها وحل أزمات اللاجئين الحتمية التي تستتبعها.
ودخلت الأزمة السورية الآن عامها الثالث حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص ونزوح ما يربو على 1.6 مليون آخرين إلى الخارج.
وعلى الرغم من القلق الكبير الذي يساور الغرب، يبدو أن أعمال العنف وإراقة الدماء ستستمر لفترة أطول. وتقول باربرا والتر، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إن "الحروب الأهلية التي دارت منذ عام 1945 استمرت عشر سنوات في المتوسط".
وبدأ بعض المحللين في المقارنة بين الحرب السورية والحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.وقالت والتر، التي كتبت كثيرا عن الحروب الأهلية في العالم، "نعم ستستمر الحرب السورية لعدة سنوات... ولن ينتصر الأسد."
وفي ظاهر الأمر يبدو موقف الأسد مشجعا لحلفائه.
فمقاتلو المعارضة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على واحدة فقط من عواصم المحافظات الأربع عشرة في سوريا، وهي مدينة الرقة في شمال شرق البلاد. وعلى عكس ذلك، فقد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، السيطرة على 15 من بين 18 محافظة بعد حرب الخليج في عام 1991 ولكنه عاود القتال من أجل البقاء 12 عاما أخرى.
واستخدمت قوات الأسد أساليبها التكتيكية، حيث تشارك الميليشيات غير النظامية المدربة على حرب المدن في القتال، بينما يركز الجيش قوته العسكرية الكبيرة في المناطق الرئيسية.
وقال أحد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص طلب عدم ذكر اسمه "قبل ذلك كان هناك صاروخ يسقط كل عشر دقائق. لكن استراتيجيتهم الجديدة تتمثل في ضربنا بعشرة صواريخ كل 15 ثانية. لا نستطيع التحرك سريعا بالقدر الكافي للرد."
وثمة دعم آخر كبير من حزب الله الذي أعلن التزام قواته بمحاربة مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة.
وقال ناشط معارض للأسد، يدعى أحمد، كان يعمل مع وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا، "لقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا. إنهم قوة حقيقية. فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا. وحزب الله يقاتل حتى آخر نفس."
وفي خطوة تسلط الضوء على مشكلات المعارضة ترك أحمد وحدته مؤخرا بسبب استيائه من القتال الداخلي المستمر داخل صفوف المعارضة.
وقال فيرون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد "من الناحية العملية يصعب على الجانبين تحمل هذا المستوى من العنف لفترة طويلة."
وأضاف "حتى إن تراجعت حدة القتال كثيرا فإن احتمالات استمرار أعمال العنف في سوريا لأعوام بمستويات أقل ولكن خطيرة هي حتما احتمالات عالية للغاية."
وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية، بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس، متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في آذار عام 2011.
غير أن الآراء القائلة ان حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.
وأوضح بيتر هارلينغ، وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية، لرويترز، "في ضوء الوضع الراهن لا يستطيع النظام استعادة السيطرة ولا المصالحة ولا الإصلاح ولا إعادة البناء"، موضحا في المقابل "ان الفوز يتمثل في البقاء على قيد الحياة ليوم آخر وإذا فكرت بهذا المنطق ستجد أن الأسد كذلك".
وفي كانون الأول صرحت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية بأن "حكومة الأسد تبدو في مراحلها الأخيرة"، مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة في ما بينهم بشكل أفضل.
وأشار مصدر أمني في برلين إلى ان "وكالة المخابرات لم تلبث سوى خمسة أشهر حتى غيرت تقييمها للوضع في سوريا".
وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة إذ تعيقها الصراعات الداخلية، واضطرت إلى التراجع بعد وصول مسلحي حزب الله المدربين تدريبا عاليا والذين شاركوا في الحرب من أجل بقاء الأسد.
وعلى الرغم من ذلك، نفى مسؤول كبير في إسرائيل الفكرة القائلة ان "الأسد بدأ عملية كبيرة لاسترداد سلطانه وأن بإمكانه استعادة السيطرة الكاملة على بلاده". وتتميز إسرائيل بأن لديها بعضا من أفضل معلومات المخابرات بشأن سوريا.
ولفت المسؤول الكبير الى "انه وضع متقلب ولكن بمضي الوقت تجد أن قوة الأسد تتضاءل"، مضيفا أن "المكاسب التي حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة قد يصعب الحفاظ عليها، ومن الممكن أن تتغير جميع الأمور في الغد."
ويظهر التاريخ أن معظم الحروب الأهلية لا تنتهي سريعا ولا يغلب عليها الانتهاء بالتوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض، وكلما طال أمدها ازدادت صعوبة نزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها وحل أزمات اللاجئين الحتمية التي تستتبعها.
ودخلت الأزمة السورية الآن عامها الثالث حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص ونزوح ما يربو على 1.6 مليون آخرين إلى الخارج.
وعلى الرغم من القلق الكبير الذي يساور الغرب، يبدو أن أعمال العنف وإراقة الدماء ستستمر لفترة أطول. وتقول باربرا والتر، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إن "الحروب الأهلية التي دارت منذ عام 1945 استمرت عشر سنوات في المتوسط".
وبدأ بعض المحللين في المقارنة بين الحرب السورية والحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.وقالت والتر، التي كتبت كثيرا عن الحروب الأهلية في العالم، "نعم ستستمر الحرب السورية لعدة سنوات... ولن ينتصر الأسد."
وفي ظاهر الأمر يبدو موقف الأسد مشجعا لحلفائه.
فمقاتلو المعارضة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على واحدة فقط من عواصم المحافظات الأربع عشرة في سوريا، وهي مدينة الرقة في شمال شرق البلاد. وعلى عكس ذلك، فقد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، السيطرة على 15 من بين 18 محافظة بعد حرب الخليج في عام 1991 ولكنه عاود القتال من أجل البقاء 12 عاما أخرى.
واستخدمت قوات الأسد أساليبها التكتيكية، حيث تشارك الميليشيات غير النظامية المدربة على حرب المدن في القتال، بينما يركز الجيش قوته العسكرية الكبيرة في المناطق الرئيسية.
وقال أحد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص طلب عدم ذكر اسمه "قبل ذلك كان هناك صاروخ يسقط كل عشر دقائق. لكن استراتيجيتهم الجديدة تتمثل في ضربنا بعشرة صواريخ كل 15 ثانية. لا نستطيع التحرك سريعا بالقدر الكافي للرد."
وثمة دعم آخر كبير من حزب الله الذي أعلن التزام قواته بمحاربة مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة.
وقال ناشط معارض للأسد، يدعى أحمد، كان يعمل مع وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا، "لقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا. إنهم قوة حقيقية. فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا. وحزب الله يقاتل حتى آخر نفس."
وفي خطوة تسلط الضوء على مشكلات المعارضة ترك أحمد وحدته مؤخرا بسبب استيائه من القتال الداخلي المستمر داخل صفوف المعارضة.
وقال فيرون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد "من الناحية العملية يصعب على الجانبين تحمل هذا المستوى من العنف لفترة طويلة."
وأضاف "حتى إن تراجعت حدة القتال كثيرا فإن احتمالات استمرار أعمال العنف في سوريا لأعوام بمستويات أقل ولكن خطيرة هي حتما احتمالات عالية للغاية."
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
12:01
إحباطُ عملية "بيع عقار" بمستندات مزوّرة... إليكم التفاصيل!
1
Dec 20
خُلاصة "الجمهورية": سلام استقبل السفير كرم: لتوفير الدعم اللازم للجيش لتمكينه من الاضطلاع بمسؤولياته
2
Dec 20
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
3
08:48
اختفاءُ 16 ملفاً من ملفات إبستين من موقع وزارة العدل الأميركية!
4
13:19
"مسؤول أميركي" يكشف: "الحزب" حافظ على شبكات تُهرّب السلاح
5
Dec 19
من حجز الودائع إلى تملّكها: المصارف تُكمل سرقة العصر
6
09:53
توقّع أمميّ بـ"عودة مليون لاجئ إلى سوريا في 2026"
7
Dec 19
الثنائيات الطائفية
8