عبادة الآلهة: Parthenope
عبادة الآلهة: Parthenope
بياتريس لويزا - نيويورك تايمز
Thursday, 13-Feb-2025 05:30

من إخراج باولو سورينتينو، هذه الدراما الفاخرة عن امرأة شابة جميلة، هي تأمّلٌ أحادي الجانب في الفن والرغبة والروحانية.

«الجمال يُشبه الحرب - فهو يفتح الأبواب»، هكذا يقول الكاتب الأميركي في منتصف العمر جون تشيفر (غاري أولدمان) لبارثينوب (سيليست دالا بورتا)، السمراء المهيبة من نابولي التي يلتقي بها في منتجع.

 

نحن في جنوب إيطاليا، عام 1973، وتشيفر (أولدمان في دور صغير لكنّه كئيب بشكل لا يُنسى) يكوّن صداقة معها منذ بداية الفيلم.

 

«بارثينوب»، دراما ذات طابع متحلّل من إخراج باولو سورينتينو، تدور حول كل الأبواب التي يفتحها جمال بارثينوب. في البداية - عندما تُرى في الغالب بلباس البحر، مستلقية بجوار مياه المحيط البلورية - يعني ذلك أسر قلوب الخُطّاب الذكور، تماماً كما فعلت صفارتها التي تحمل اسم الأساطير اليونانية.

 

تشيفر، الذي قضى في الواقع سنوات يسافر في أنحاء إيطاليا، هو أحد القلائل من الرجال في الفيلم الذين لا يتأثرون بسحرها - ربما بسبب الشراب، أو شَوقه المكبوت للرجال. أو ربما لأنّ امرأة مثلها يجب أن تُعجب من مسافة بعيدة، كما يفعل مع أيقونة دينية أو تمثال رخامي.

 

إذا بدا هذا الشكل من المثالية تجاه النساء رجعياً بشكل مؤلم، فاعلم أنّ سورينتينو لا يهتم بالواقعية - ولا بالصواب السياسي. أعماله (بما في ذلك الفيلم الفائز بالأوسكار «الجمال العظيم» وسلسلة HBO «البابا الشاب») لا تتعلّق بالأشخاص بقدر ما تتعلق بالأفكار الكبرى: الفن، الرغبة، الدين، وبالطبع الجمال؛ وكيفية تشكيلها لحياتنا بقوة تكاد تكون صوفية. أضف إلى ذلك، افتتاناً دائماً بإيطاليا مسقط رأس سورينتينو، ماضيها وحاضرها وتناقضاتها. هذا البلد موطن لبعض أعظم الانتصارات في العالم - فكّر في روما القديمة وسقف كنيسة سيستين - لكنّه أيضاً يُصوَّر كمستنقع للفساد الروحي يُجسّده قادته الفاسدون.

 

في لحظة ما من الفيلم، تستمتع بارثينوب بعلاقة غرامية مع أسقف وحشي (بيب لانزيتا)، ممّا يمثل اتحاداً بين المقدَّس والدنيَوي.

 

«بارثينوب»، مثل أفلام سورينتينو السابقة، هو عرض مبهرج عمداً للجنس والرفاهية، يجمع بين الاستفزاز والجاذبية الغريبة. منذ المشهد الافتتاحي، حين تُهدى بارثينوب الطفلة عربة من فرساي، هناك إحساس بالعالم الآخر يسري في الفيلم، يتجلّى من خلال حركات الكاميرا الإنسيابية، واللقطات المقرّبة المتطفلة، ولمسات من السوريالية.

 

يبدأ الفيلم في عام 1950، عام ميلاد بارثينوب، لكنّه يقفز سريعاً إلى عام 1968 - ثم إلى السبعينات لاحقاً - ليظهر نضوجها من خلال سلسلة من التفاعلات الرمزية مع أشخاص آخرين. هناك علاقتها العاطفية مع فتى محلي (داريو آيتا) وعلاقتها الغامضة ذات الطابع شبه المحرّم مع شقيقها الأكبر (دانييلي رينزو). لفترة وجيزة، تُفكّر في أن تصبح ممثلة، لكنّ مواجهاتها الكئيبة مع اثنتَين من الديفات المسنّات (إيزابيلا فيراري ولويزا رانييري) تُثنيها عن ذلك.

 

بارثينوب تمتلك أيضاً عقلاً لامعاً. في الجامعة، تحصل على أعلى الدرجات في قسم الأنثروبولوجيا، وتكسب إعجاب أستاذ متجهّم (سيلفيو أورلاندو) يصبح في النهاية مرشداً لها ويقودها إلى منصب أكاديمي مرموق.

 

هذا هو أول فيلم لسورينتينو تكون فيه الشخصية الرئيسة امرأة، ولأنّه مهتم أكثر بتأليه بارثينوب أكثر من شخصيتها، فإنّ الصورة المقدّمة عنها محدودة بطبيعتها - وغالباً ما تكون مملّة. البذخ المعروض، إلى جانب الأسلوب البصري المتكاسل للفيلم، قد يجعله مُخدِّراً.

 

على الأقل، تقدّم سيليست دالا بورتا أداءً مغناطيسياً يجمع بين القوة والحزن، ممّا يُعزّز الحجة الأكثر إقناعاً للفيلم: الجمال قد يلهم الرهبة والعبادة، لكنّه أيضاً يُبعد صاحبه عن الآخرين. هل يمكن أن تُحبّ حقاً إذا لم يكن بإمكان أحد أن يعرفك حقاً؟

theme::common.loader_icon