

ريال مدريد يواجه أزمة دفاعية حادة قبل مباراتَين حاسمتَين ضدّ جاره وغريمه أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، ومانشستر سيتي الإنكليزي خلال الأسبوع المقبل في ذهاب ملحق ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
تعرّض كل من الألماني أنطونيو روديغر والنمسوي ديفيد ألابا إلى إصابتَين هذا الأسبوع، ما يُجبر ريال على اللجوء إلى خط دفاع مرتجَل خلال مواجهة أتلتيكو في الدوري الإسباني الليلة على ملعب "سانتياغو برنابيو"، ثم في ذهاب ملحق دوري الأبطال أمام سيتي الثلاثاء.
يتصدّر فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ترتيب "لاليغا" بفارق نقطة واحدة عن أتلتيكو، كما يتعيّن عليه التغلّب على سيتي ذهاباً وإياباً للتأهّل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال.
قد يعود روديغر في الوقت المناسب لخوض مباراة إياب ملحق دوري الأبطال في "برنابيو" في 19 شباط، لكنّه لا يزال مَحل شك كبير. ومدريد بحاجة ماسّة إليه، إذ كان له دور أساس في الحَدّ من خطورة المهاجم النروجي إيرلينغ هالاند، الذي لم يُسجّل أي هدف في 4 مباريات ضدّ "لوس بلانكوس".
أنشيلوتي وطاقمه يشعرون بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي. وعزّزت مباراة ربع نهائي كأس الملك ضدّ ليغانيس هذا الشعور، إذ تقدّم ريال 2-0 قبل أن يُدرك ليغانيس التعادل، لكنّ الفريق الأبيض تأهل بفضل هدف متأخّر سجّله مهاجم فريق الشباب غونزالو غارسيا (20 عاماً).
ضربات الإصابات تُنهك ريال مدريد
عانى ريال مدريد من إصابات متكرّرة هذا الموسم، خصوصاً في خطّ الدفاع. تعرّض الظهير الأيمن داني كارفاخال والمدافع البرازيلي الأساسي إيدير ميليتاو إلى إصابتَين خطيرتَين في الركبة في تشرين الأول وتشرين الثاني على التوالي.
كارفاخال قد يعود بعد 14-15 أسبوعاً، ما يجعله جاهزاً ربما لنسخة كأس العالم للأندية الجديدة في حزيران. أمّا ميليتاو، الذي أصيب بتمزّق في الرباط الصليبي، فلا يزال أمامه طريق طويل من التعافي يستغرق 8 أشهر، ومن غير المتوقع أن يلعب بقية الموسم.
تفاقمت مشاكل الدفاع بعد إصابة كل من روديغر وألابا في غضون 48 ساعة. خرج روديغر مصاباً بعد 15 دقيقة من مباراة الدوري ضدّ إسبانيول السبت، قبل أن تؤكّد إصابة ألابا الثلاثاء - بعد أسابيع فقط من عودته من غياب دام 399 يوماً بسبب إصابة في الرباط الصليبي.
وأسَفَ أنشيلوتي يوم الثلاثاء: "فقدنا لاعبَين مهمَّين خلال اليومَين الماضيَين. إنّها حالة طوارئ، وعلينا أن نصمد. ألابا سيعود خلال 15-20 يوماً، وروديغر كذلك".
هذا يعني أنّ المدافع الوحيد المعترَف به في التشكيلة هو خيسوس فاييخو، الذي لعب 10 دقائق فقط هذا الموسم، وأبلِغ مراراً وتكراراً أنّه ليس ضمن خطط النادي أو المدرب.
كيف يمكن أن يصطف ريال أمام أتلتيكو وسيتي؟
فتحت هذه الأزمة الدفاعية الباب أمام الشاب راؤول أسينسيو (21 عاماً)، الذي ظهر لأول مرّة مع ريال مدريد في تشرين الثاني. لكنّه يخضع حالياً إلى التحقيق – إلى جانب 3 لاعبين سابقين في أكاديمية ريال مدريد – بزعم مشاركتهم في مقطع فيديو جنسي مُسجّل مع امرأتَين في غران كناريا الصيف الماضي.
لم يكن أسينسيو من بين الأسماء الأولى التي كانت مرشحة للانضمام إلى الفريق الأول في حالات الطوارئ في بداية الموسم، لكن الأمور تغيّرت بعد إصابة ميليتاو في تشرين الثاني، وكذلك زميلَيه في الأكاديمية خوان مارتينيز وخاسكو رامون.
يتميز أسينسيو بسرعة جيدة وقدرة هوائية على رغم من أنّه ليس الأطول (184 سم). أسلوبه الدفاعي القائم على المبادرة قد يساعده، لكنّه قد يرتكب أخطاء بسبب اندفاعه. كما أنّه يُجيد تغيير الاتجاهات والتمريرات القاطعة، مثل تمريرته التي ساعد بها جود بيلينغهام في مباراته الأولى ضدّ أوساسونا. أسلوبه يُشبه إلى حَدٍّ ما ناتشو، قائد ريال مدريد السابق، وهو أحد قدواته إلى جانب سيرخيو راموس.
من المرجّح أن يبدأ الفرنسي أوريلين تشواميني (25 عاماً) بجواره، على رغم من كونه لاعب وسط، إذ صرّح علناً وفي الكواليس أنّه يُفضّل اللعب في مركزه الأساسي، لكنّه تلقّى انتقادات من الجماهير عندما لعب كقلب دفاع هذا الموسم.
الأربعاء، أوضح أنشيلوتي أنّ تشواميني "كلاعب ارتكاز، يُضيف الكثير للفريق، خصوصاً دفاعياً"، قبل أن يُلمِّح إلى أنّه قد يعود إلى قلب الدفاع ضدّ أتلتيكو: "لقد كان سعيداً باللعب هناك (أمام ليغانيس)، وقلتُ له ألّا يكون سعيداً أكثر من اللازم".
أمّا خاسكو رامون، فحصل على فرصته الأولى كأساسي أمام ليغانيس، لكنّه لم يظهر بشكل جيد، ما يُضعِف حظوظه في بدء دربي العاصمة. انضمّ إلى ريال مدريد عام 2013، ويمتد عقده حتى 2028. عانى في صغره من مشاكل في النمو أبعدته عن الملاعب لمدة عام، لكنّ تقارير إيجابية عنه أقنعت الإدارة بالإبقاء عليه.
يكشف أحد مدرّبي الأكاديمية أنّ رامون "لديه كل شيء: قوة هوائية مذهلة، وطول (1,96 متر)، وقفزة قوية. على رغم من أنّه يحتاج إلى وقت للانطلاق، إلّا أنّه سريع بمجرّد الوصول إلى سرعته القصوى. يجب أن يكون جاهزاً للمستوى النخبوي".
مشكلة في مركز الظهير أيضاً
يعتمد ريال مدريد على لوكاس فاسكيز لتعويض غياب كارفاخال، لكنّه لم يلعب ضدّ ليغانيس بسبب مشكلة طفيفة، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً لمواجهة أتلتيكو.
يُعتبر الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي خياراً آخر، لكنّه لاعب وسط رئيسي، والجهاز الفني لا يرغب في إبعاده عن مركزه الطبيعي. هناك خيار أقل احتمالاً، هو لورنزو أغوادو، الظهير الشاب (22 عاماً) الذي منحه أنشيلوتي 67 دقيقة فقط في 3 مباريات.
على الجهة اليسرى، لم يُقدِّم الفرنسي فيرلان ميندي أو فِرّان غارسيا مستويات مقنعة. وعلى رغم من أنّ ميندي عادةً ما يكون الخيار الأول، إلّا أنّ إصاباته المتكرّرة قد تمنع مشاركته في الدربي.
يمكن أن يكون لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا حلاً آخر، إذ لعب في مركز الظهير سابقاً وقدّم أداءً جيداً. لكنّ رئيس النادي فلورنتينو بيريز لا يُحبِّذ وضعه في الدفاع، خصوصاً بعد عودته أخّيراً من إصابة في أوتار الركبة.
مهما كانت التشكيلة، فإنّها لن تكون التحضير المثالي لهذه الفترة الحاسمة من الموسم.








