أخصائية تغذية
يمرّ الإنسان بتقلّبات مزاجية تتأثر بالفصول، أيام الأسبوع، وحتى ساعات اليوم. فهل نشعر حقاً بتحسّن في الصباح؟ وجدت دراسة حديثة، أُجرِيَت على أكثر من 49 ألف شخص على مدار عامَين، أنّ الصحة النفسية ليست ثابتة خلال اليوم، بل تتبع نمطاً واضحاً: نستيقظ بأفضل حالة مزاجية ونشعر بأسوأ حالتنا قرب منتصف الليل. لكن هل يمكن للتغذية أن تؤثر على هذا النمط؟
تلعب التغذية دوراً محورياً في توازن المزاج ومستوى الطاقة، إذ تؤثر بعض الأطعمة على إنتاج الهرمونات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهما المسؤولان عن تحسين المزاج.
الصباح هو الوقت الأمثل لتزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي تدعم الطاقة والتركيز، بينما تجنّب بعض الأطعمة ليلاً قد يُحسن جودة النوم ويُقلّل من الشعور بالتوتر.
أفضل الأطعمة لتعزيز المزاج في الصباح
- الأطعمة الغنية بالتريبتوفان: مثل البيض، الشوفان، والمكسرات. يساعد التريبتوفان في إنتاج السيروتونين، المعروف بهرمون السعادة، ممّا يجعل الصباح أكثر نشاطاً وهدوءاً نفسياً.
- المغنيسيوم والبوتاسيوم: متوفّران في الموز، الأفوكادو، واللوز، يساعدان في تقليل التوتر ودعم وظائف الأعصاب، ممّا يجعل بداية اليوم أكثر استقراراً نفسياً.
- الكربوهيدرات المعقّدة: مثل الحبوب الكاملة، البطاطا الحلوة، والبقوليات، توفّر طاقة مستدامة وتمنع تقلّبات السكر في الدم التي قد تؤثر على المزاج خلال اليوم.
- الأوميغا-3: موجود في الأسماك الدهنية مثل السلمون وبذور الشيا، وهو ضروري لدعم صحة الدماغ وتقليل القلق.
ما الذي يجب تجنّبه مساءً للحفاظ على مزاج جيد؟
- الكافيين والمنبّهات: القهوة، الشاي القوي، والمشروبات الغازية قد تؤدّي إلى اضطراب النوم وزيادة القلق ليلاً.
- الأطعمة السكرية: تناول السكريات المكرّرة مساءً يُسبّب ارتفاعاً سريعاً في الطاقة يتبعه انخفاض حاد، ممّا يَزيد من الشعور بالتوتر والاكتئاب ليلاً.
- الوجبات الدسمة والمقلية: تؤثر على عملية الهضم والنوم، ممّا يَزيد من احتمالية الشعور بالإجهاد والقلق قبل النوم.
كيف نستفيد من التغذية لدعم الصحة النفسية؟
ابدأ يومك بوجبة متوازنة تحتوي على البروتين، الدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقّدة للحفاظ على طاقتك ومزاجك.
إحرص على تناول مصادر المغنيسيوم والبوتاسيوم لتقليل التوتر وتحسين التركيز.
تجنّب المنبّهات والسكّريات ليلاً للحفاظ على نوم مريح ومزاج مستقر في اليوم التالي.
الأمور تبدو أفضل في الصباح، لكن يمكننا تحسين صحتنا النفسية أكثر من خلال اختيار الأطعمة المناسبة التي تدعم التوازن الهرموني والطاقة.
