ترامب ونتنياهو يجتمعان لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة
ترامب ونتنياهو يجتمعان لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة
مايكل دي. شير وإيزابيل كيرشنر- نيويورك تايمز
Wednesday, 05-Feb-2025 06:50

يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض في أول لقاء شخصي له مع زعيم عالمي منذ عودته إلى السلطة قبل أسبوعَين.

يُتوقع أن يناقش الاثنان المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الهش مع «حماس»، مساعي إيران لتطوير سلاح نووي، شحنات الأسلحة الجديدة، وآمال التوصّل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.


الاجتماع، الذي يأتي ضمن زيارة لأيام لنتنياهو إلى واشنطن، يهدف إلى إظهار العلاقات الوثيقة بين الزعيمَين، بعد أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل و»حماس»، التي أدّت إلى توتر شديد في العلاقة بين نتنياهو والرئيس جو بايدن.
شكّل ترامب ونتنياهو شراكة وثيقة خلال الولاية الأولى للترامب الذي أوضح للصحافيِّين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنّه يتطلّع إلى الاجتماع: «المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى مختلفة تتقدّم. نتنياهو سيأتي يوم الثلاثاء، وأعتقد أنّ لدينا اجتماعات كبيرة جداً مقرّرة».


لكنّ نتنياهو سيدخل الاجتماع على خلاف مع ترامب بشأن عدة قضايا رئيسة، وفقاً للمحلّلين. ويُرجّح أن تشمل هذه القضايا كيفية مواجهة طموحات إيران النووية، ومدى سرعة إنهاء الحرب في غزة.
أوضحت إدارة ترامب أنّها تريد رؤية جميع الرهائن المحتجزين لدى «حماس» يعودون إلى ديارهم، ثم الانتقال إلى صفقة كبرى تتضمّن السعودية وتؤدّي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكنّ تحقيق كل ذلك يعتمد على إنهاء القتال في غزة.


مع تعرّض حكومة نتنياهو اليمينية إلى الخطر إذا انتهت الحرب بينما لا تزال «حماس» تُسيطر على غزة، ومع عدم وجود خطة أخرى واضحة للقطاع، يتوقع المحلّلون أن يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي تأخير الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق، التي تتطلّب وقفاً دائماً لإطلاق النار.


أوضحت شيرا إفرون، مديرة الأبحاث السياسية في منتدى السياسة الإسرائيلية، المجموعة البحثية ومقرّها نيويورك، «نتنياهو أبرم الصفقة على مراحل»، مشيرةً إلى الاتفاق المكوّن من 3 مراحل. وأضافت: «إنّه دائماً يلعب على عامل الوقت ويركل الكرة إلى الأمام، وهو بارع في ذلك. ترامب يُريد إنهاء الحرب بسرعة».


كما أنّ نتنياهو في موقف دولي ضعيف، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه تتهمه بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع مع «حماس».
ورأى توماس نيدز، السفير الأميركي السابق في إسرائيل: «المخاطر كبيرة جداً بالنسبة إلى نتنياهو. الرئيس ترامب يملك جميع الأوراق، وهو واضح جداً بشأن رغبته في رؤية جميع الرهائن يعودون إلى ديارهم».


بدأت المفاوضات للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، التي تعهّدت خلالها «حماس» بإطلاق سراح 33 أسيراً مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيّين من السجون الإسرائيلية.


ادّعى ترامب مراراً أنّه صاحب الفضل في هذه الصفقة، على رغم من أنّها في الواقع خضعت إلى مفاوضات استمرّت لأشهر خلال إدارة بايدن. لكنّ مصير المرحلة الثانية من الصفقة، التي يفترض أن تجعل وقف إطلاق النار دائماً، سيكون تحت إشراف ترامب.


التقى نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط. وأكّد مكتب نتنياهو في بيان أنّ إسرائيل تستعد لإرسال وفد على مستوى العمل إلى قطر، التي تتوسط بين إسرائيل و»حماس»، في نهاية هذا الأسبوع لمناقشة «تفاصيل فنية تتعلّق بمواصلة تنفيذ الاتفاق». بمجرّد عودته إلى إسرائيل، سيعقد نتنياهو اجتماعاً لمجلسه الأمني المصغّر «لمناقشة الموقف العام لإسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، التي ستوجّه استمرار المفاوضات».


تزامناً، زادت التوترات في المنطقة بعد تقارير أفادت بأنّ مسؤولي الاستخبارات الأميركية يعتقدون أنّ إيران تسعى إلى تطوير سلاح نووي بدائي يمكن إنتاجه بسرعة إذا قرّرت القيادة في طهران ذلك.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القرار اتُخذ، وأشار الرئيس الإيراني الجديد إلى أنّه يرغب في بدء مفاوضات مع إدارة ترامب، حتى في ظل استمرار العلماء النوويّين الإيرانيّين في جهودهم.


أكّد نتنياهو لسنوات أنّ السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية سيكون تهديداً وجودياً لإسرائيل وحدثاً مزعزعاً للاستقرار بشكل كبير للولايات المتحدة والعالم. وفي عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما، وكان يهدف إلى فرض قيود على الطموحات النووية الإيرانية.


من المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو وسائل أخرى لمنع إيران من النجاح في تطوير قنبلة نووية، بما في ذلك احتمال اتخاذ إجراء عسكري ضدّ المنشآت النووية الإيرانية. لطالما دعا نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات عسكرية في الماضي، لكنّ إسرائيل تراجعت دائماً بعد ضغوط من الولايات المتحدة. ويُتوقع أيضاً أن يناقش الزعيمان إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية. كان ترامب قد دفع بهذا الاتجاه خلال ولايته الأولى، واستمرّ بايدن في ذلك بعد توليه المنصب. غير أنّ هذه الجهود تعثرت إلى حدٍّ كبير بعد قصف إسرائيل لغزة في حملتها ضدّ «حماس»، ممّا أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، من بينهم العديد من المدنيّين.


أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنّ المملكة لن تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل قبل «إقامة دولة فلسطينية»، وهو ما يمثل تحوّلاً واضحاً في موقف الرياض وقد يعقّد محادثات التطبيع.


بدأت الحرب بعد الهجمات التي قادتها «حماس» على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، التي أسفرت عن مقتل حوالي 1,200 شخص وأسر نحو 250 شخصاً كرهائن.


ومن بين المواضيع المطروحة أيضاً طلب نتنياهو من الولايات المتحدة المضي قدماً في مجموعة من شحنات الأسلحة المعلّقة إلى إسرائيل، التي تبلغ قيمتها أكثر من 8 مليارات دولار، وتشمل قنابل وصواريخ ومدفعية وأسلحة أخرى. ولا تزال هذه الطلبات قيد مراجعة غير رسمية في الكونغرس.


وأكّد مسؤول أميركي أنّ وزارة الخارجية تمضي قدماً في إرسال مجموعتَين إضافيّتَين من طلبات الأسلحة، إحداهما لآلاف القنابل، والأخرى لجرافات مدرّعة من طراز «كاتربيلر D9».


وتابع المسؤول، الذي لم يكن مخوّلاً بالتحدّث علناً عن شحنات الأسلحة، أنّ إدارة ترامب بدأت بإرسال الإخطارات غير الرسمية إلى الكونغرس، التي تُعتبر ضرورية للمضي قدماً في عمليات نقل الأسلحة. وكان بايدن قد أوقف شحنة واحدة من أكبر القنابل الأميركية الصنع إلى إسرائيل وسط موجة من الغضب بسبب القصف الإسرائيلي في غزة، لكنّ ترامب أمر البنتاغون بالمضي قدماً في الشحنة.

theme::common.loader_icon