
قد تكون نافذة الانتقالات قد أُغلقت ليلة الاثنين، لكنّ الأسئلة لا تزال قائمة. وأنت جالس صباحاً، قد تتساءل عن الصفقات التي أبرمها فريقك - أو في كثير من الحالات، الصفقات التي لم يُبرمها. لماذا لم يجلبوا ذلك اللاعب الإضافي؟ لماذا سمحوا برحيل أحد لاعبيهم الرئيسيِّين؟ وهل الفريق الآن في وضع أقوى ممّا كان عليه؟
أرسنال والمهاجم؟
في النهاية، لم يعثر آرسنال على مهاجم مناسب بسعر مناسب. الأهداف طويلة المدى مثل ألكسندر إيزاك وبنجامين شيشكو لم تكن متاحة. كما حاول الاستفادة من وضع PSR في أستون فيلا بالتحرّك لضمّ أولي واتكينز، لكنّ فيلا اختار بيع جون دوران إلى النصر بدلاً من ذلك.
كان المدرب ميكيل أرتيتا والنادي متفقَين على أنّهما لا يُريدان جلب لاعب لمجرّد التعاقد. بل يبحثان عن مهاجم رقم 9 يمكنه إحداث تأثير فوري في بقية الموسم.
كان واتكينز الخيار المثالي. وعندما فشلت الصفقة، لم يكن هناك بديل واضح لا يتعارض مع الخطط الصيفية. حتى في حالة واتكينز، أظهر أرسنال أنّه لم يكن مستعداً لدفع 60 مليون جنيه إسترليني التي طلبها فيلا.
بقي أرسنال بمشكلة نقص في الخط الأمامي، لأنّ كاي هافيرتز هو المهاجم الصريح الوحيد المتاح في الفريق حالياً، ليخوض مغامرة محسوبة بقدرة الألماني على سدّ الفراغ حتى نهاية الموسم.
ما الذي كان يُفكّر فيه يونايتد؟
قرار يونايتد بالتراجع عن التوقيع مع بديل لماركوس راشفورد - الذي لا يزال ثالث أفضل هداف للفريق في الدوري بـ4 أهداف متقدّماً على جوشوا زيركزي وراسموس هويلوند - أثار مخاوف شديدة بين الجماهير. خسر يونايتد 11 مرّة في الدوري ويحتل المركز الـ13، وفشل بالتسجيل في ثلث مبارياته الـ24.
من وجهة نظر النادي، كان الهدف التخلّص من اللاعبين الذين لا يتماشون مع ثقافة الفريق، إضافة ظهير أيسر، والالتزام بالقيود المالية قبل الصيف، للتعاقد مع مهاجم طويل الأمد. اعتُبِرت رسوم الإعارة (5 ملايين جنيه إسترليني) التي طلبها بايرن ميونيخ مقابل ماتياس تيل، من دون خيار شراء، باهظة ليونايتد.
يجادل النقاد بأنّ يونايتد كان بإمكانه الحصول على مرونة مالية أكبر لو لم تُضمَّن التكلفة الباهظة لإقالة إريك تين هاغ، وتعيين أموريم، والاستغناء عن دان أشورث في حسابات الموسم.
أكّد أموريم أنّ يونايتد كان «يحاول كل شيء لتحسين الفريق» بعد مباراة كريستال بالاس، إلّا أنّه أظهر أيضاً فهمه للوضع المالي بإضافة: «من دون ارتكاب أخطاء الماضي، نحاول موازنة الحاجة الملحّة للحظة». فالخسائر المستمرة ليونايتد هي نتيجة لقرارات اتخذها النظام السابق.
بدلاً من ذلك، اختار يونايتد الاستثمار في الظهير الأيسر باتريك دورغو (20 عاماً) في صفقة اعتُبِرت ذات قيمة عادلة، بقيمة محتملة تبلغ 35 مليون يورو، وفي مركز يحتاج إلى تعزيز.
نافذة انتقالات مختلفة لتشلسي؟
قبل فتح النافذة، أمل مشجّعو تشلسي في رؤية العديد من التعاقدات في بعض المراكز الرئيسة، لكنّ النادي لم يكن يعتزم الإنفاق ببذخ.
أغلقت النافذة من دون نشاط كثيف، على رغم من كل الضجة المحيطة بالنادي. اشترى تشلسي المدافع مامادو سار من ستراسبورغ، التابع له، مع وضع الصيف في الاعتبار. كما أتمّ صفقة لاعب الوسط ماثيس أموغو (19 عاماً) في يوم الإغلاق، واستدعى تريفو تشالوباه من إعارته إلى كريستال بالاس. جاء أموغو أكثر بسبب إمكاناته وليس ليكون لاعباً أساسياً على الفور.
لم يكن هذا النوع من النشاط الذي يُثير الحماس بين الجماهير. ومع ذلك، كما حدث قبل 12 شهراً عندما لم يصل أحد باستثناء عودة تشيزاري كاسادي من إعارته إلى ليستر سيتي، لم يكن تشلسي يتوقع أن يكون نشطاً بشكل كبير.
كان تفكير تشلسي بشأن المناطق التي يبحث عن تعزيزها يزداد وضوحاً مع مرور النافذة، لكنّه كان دائماً يعتمد على إيجاد الصفقة المناسبة بالسعر المناسب.
كان هناك اهتمام بالتعاقد مع جناح أيسر بسبب إيقاف ميخايلو مودريك لفشله في اختبار المنشطات، وأيضاً عن مهاجم ولاعب وسط. كما لعبت مسألة التخلّص من بعض اللاعبين دوراً في ما حدث. فعلى سبيل المثال، على رغم من اهتمام بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، بقيَ كريستوفر نكونكو لأنّ أياً منهما لم يكن مستعداً لدفع الـ65 مليون جنيه إسترليني المطلوبة.
انتهت فترة الانتقالات مع رحيل جواو فيليكس، ريناتو فيغا، كارني تشوكويميكا، بن تشيلويل، وأكسيل دياسي جميعاً على سبيل الإعارة، ممّا يعكس الأولويات الرئيسة لتشلسي.
هل فعل توتنهام ما يكفي لإصلاح موسمه؟
وصول الحارس أنطونين كينسكي من سلافيا براغ حلّ أكبر مشكلات توتنهام في بداية فترة الانتقالات، بعدما تعرّض جولييلمو فيكاريو إلى كسر في الكاحل ويحلّ فرايزر فورستر بدلاً منه.
مع ذلك، فإنّ فورستر غير متمكّن بالكرة عند الاستحواذ، ممّا يجعله غير مناسب لأسلوب أنجي بوستيكوغلو، الذي يفضّل حراس المرمى الشجعان في التعامل مع الكرة. ترك كينسكي انطباعاً فورياً بأدائه في ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة ضدّ ليفربول، وشارك في جميع مباريات الدوري الممتاز منذ ذلك الحين.
أمّا المراكز الأخرى التي كان يحتاج توتنهام لتعزيزها بشدة، فهي الدفاع وخط الهجوم. وصل المدافع النمسوي كيفن دانسو معاراً مع إلزامية الشراء من لانس الفرنسي. لكن لم يكن كافياً، إذ تعرّض رادو دراغوشين إلى إصابة في الرباط الصليبي الأمامي أنهت موسمه، في حين أنّ تعافي كريستيان روميرو من إصابة في العضلة الرباعية لا يزال بطيئاً، وفقاً لبوستيكوغلو.
كان من الممكن أن يكون التعاقد مع مارك غويهي، قائد كريستال بالاس، كصفقة قوية، لكنّ توتنهام فشل في إتمامها، ممّا يجعله لا يزال يفتقر إلى العمق الدفاعي.
أمّا الصفقة الأكثر لفتاً للانتباه، فكانت التعاقد مع ماتياس تيل (19 عاماً) من بايرن في اليوم الأخير معاراً مع خيار الشراء مقابل 55 مليون يورو. تيل موهوب لكنّه لا يزال خاماً. وكان من الأفضل لو وقّع توتنهام مع لاعب أكثر خبرة.
يجب أن تساعد التعاقدات الجديدة توتنهام على التقدّم في الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد، بينما قد يكون لهم دور مهمّ في مواجهة ليفربول في ملعب «أنفيلد» غداً، في إياب نصف نهائي كأس الرباطة.







