لماذا لم يرفض ليكرز صفقة دونتشيتش؟ ولِمَ يخاطر مافريكس بشدة؟
لماذا لم يرفض ليكرز صفقة دونتشيتش؟ ولِمَ يخاطر مافريكس بشدة؟
جون هولينغر- نيويورك تايمز
Tuesday, 04-Feb-2025 06:23

بينما كنتَ نائماً (أو تستعد للنوم)، انتقل لوكا دونتشيتش إلى لوس أنجليس ليكرز. ليس لدينا جميع الإجابات بعد، لكن بينما نستوعب أخبار الصفقة الضخمة بين ليكرز ومافريكس وجاز، يمكننا النظر إلى الصورة الكبيرة واستخلاص بعض الاستنتاجات الرئيسة. إنّها ربما أكثر صفقة مفاجئة في تاريخ الـNBA.

من العدم، انتقل نجم يبلغ من العمر 25 عاماً ولا يزال لديه وقت على عقده. من المؤكّد أنّ هناك تفاصيل خلفية سنعرفها في الأيام المقبلة، لكن حالياً، يبدو الأمر وكأنّه مخاطرة كبيرة من مافريكس وضربة حظ مذهلة لليكرز.

وفقاً لمصادر في الدوري، فإنّ شروط الصفقة تقضي بانتقال دونتشيتش، ماركيف موريس وماكسي كليبر إلى ليكرز، بينما يذهب أنطوني ديفيز وماكس كريستي إلى دالاس. وينتقل جايلن هود-شيفينو إلى يوتا إلى جانب اختيار في الجولة الثانية من كل فريق لعام 2025 (يرسل ليكرز اختياراً لعام 2025، بينما يرسل دالاس اختياراً لعام 2025 إلّا إذا فاز واشنطن ويزاردز بجميع مبارياته المتبقية هذا الموسم). ويُرسل يوتا مبلغاً رمزياً (110,000 دولار) مقسماً بين دالاس ولوس أنجليس لإكمال الصفقة قانونياً.

لنبدأ بالجانب الأسهل للتحليل، أي ليكرز: كان القرار بلا تفكير. بمعنى آخر، «اتصلوا بدالاس ومحامي الدوري الآن قبل أن يغيّروا رأيهم».

بغضّ النظر عمّا قد تفكّر فيه بشأن إصابات دونتشيتش، لياقته، موقفه، شكواه المستمرة للحُكام أو أي شيء آخر، فإنّ النسخة الكاملة من لوكا هي بسهولة من بين أفضل 5 لاعبين في الدوري. في فترة الـ«بلاي أوف»، ربما يكون أفضل لاعب هجومي على الكوكب بسبب قدرته على استغلال المواجهات الفردية في المواقف الهجومية النصفية. كما أنّه لا يزال في الـ25 من عمره، ممّا يسمح لليكرز بإعادة ضبط ساعته مع فريق كان يَشيخ ويعاني من تقلّص سقف طموحاته.

لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على أنّ اللاعبين في عمر الـ25 عاماً نادراً ما يُتَداولون. عادةً، لا يُنقل لاعبون من هذا النوع حتى عقدهم الثالث. وعندما يُنقلون، عادةً ما يضطر الفريق المستقبِل إلى تقديم كل شيء للحصول عليهم.

لكنّ الأمر لم يكن كذلك مع ليكرز. إجراء الصفقة والتخلّي فقط عن اختياره الأول في 2029، مع الاحتفاظ بالاختيار الأول عام 2031، يعني أنّه يضمن لنفسه نافذة لمدة 5 سنوات، فيمكن لدونتشيتش أن يقوده إلى ما بعد حقبة ليبرون جيمس، بينما يجذب ليكرز نجماً آخر بالوكالة الحرّة.

ثانياً، بشأن وضعية ديفيز. رغبته المعلنة هي اللعب كقلب دفاع، لكنّ المشكلة هي أنّه ليس فعّالاً هجومياً هنا؛ فهو أكثر كفاءة في اللعب كقلب ارتكاز. ومع ذلك، فإنّ هذا المركز ثاني أقوى نقطة لدى مافريكس بعد ثنائية لوكا-كايري إيرفينغ؛ إذ يقدّم دانيال جافورد موسماً استثنائياً، كما أنّ ديريك لايفلي الثاني يُعتبَر من بين أفضل المواهب الشابة في مركزه.

يمكن التساؤل عمّا إذا كان مافريكس يعتقد أنّ ديفيز والاختيار غير المحمي لعام 2029 من ليكرز، هما أفضل عائد متاح حالياً، لكنّهما قد يكونان أيضاً أصولاً يمكن استخدامها في صفقات مستقبلية. لدى دالاس 3 سنوات إضافية مع ديفيز إثر تمديد عقده الأخير، لكنّه قد يقرّر إعادة التداول في المستقبل. بالمثل، يمكن دمج اختيار ليكرز لعام 2029 مع أموال أخرى لجلب المزيد من المساعدة لنجمَيهما المتقدّمَين في العمر.

بالنسبة إلى جذب المواهب المستقبلية إلى ليكرز، فإنّ ذلك سيكون أسهل مع دونتشيتش، لأنّه سيكون بسعر أقل نسبياً. لم يَعُد مؤهلاً لتوقيع عقد «سوبرماكس» هذا الصيف، ويمكنه فقط تمديد عقده بنسبة 30% من سقف الرواتب بداية من موسم 2026-27.

من المحتمل أنّ يوقّع دونتشيتش تمديداً قصير الأجل في الصيف مع خيار في 2028، ممّا يسمح له بإعادة التوقيع بعد عامه العاشر في الدوري بعقد يصل إلى 35% من السقف. إذا حدث ذلك، فسيحصل ليكرز فعلياً على مساحة رواتب إضافية تبلغ حوالى 8 ملايين دولار في صيفَي 2026 و2027 مقارنةً بما كان سيدفعه لديفيز، في وقت يقترب جيمس على الأرجح من التقاعد.

الجانب السلبي الوحيد المحتمل هو أنّ ثنائية دونتشيتش-جيمس ليست مناسبة بشكل سَلِس مثل ثنائية جيمس-ديفيز. لكن هذا لا يهم إلّا إذا كنت تعتقد أنّ النسخة الحالية من ليكرز كانت مرشحة للقب. فهو ليس كذلك، لكن يمكنه الوصول إلى تلك المرحلة بسرعة أكبر مع وجود دونتشيتش.

الآن إلى الجزء المثير: بناء هذه الصفقة كان تقنياً للغاية، لأنّ الفريقَين كانا فوق الضريبة الفاخرة وقت إبرام الصفقة. صمّم مافريكس الصفقة للخروج من الضريبة، لكنّ ليكرز كان مقيّداً بالعمل فوق الحَدّ الأول من اتفاقية المفاوضة الجماعية (CBA) ولم يكن بإمكانه تجاوز الحَدّ الثاني.

أجبرت القيود ليكرز على تضمين كريستي، الذي جدّد لـ4 سنوات مقابل 32 مليون دولار في الصيف الماضي، ليكون بمثابة قطعة تجارية بقدر كونه لاعباً لليكرز، مع تفريغ راتب هود-شيفينو إلى يوتا لإكمال الصفقة. سيحتاج يوتا إلى الاستغناء عن لاعب، وربما يكون بي جي تاكر المكتسَب أخيراً، قبل ضمّ هود-شيفينو أو استثناء الغرفة الخاصة بهما (بند جديد في CBA). واضطرّ دالاس إلى إرسال موريس لأنّ ليكرز يمكنه استيعابه تحت استثناء الحَدّ الأدنى.

صُمِّمت الصفقة لإخراج دالاس من الضريبة الفاخرة، بينما بالكاد تبقى قانونية من جهة ليكرز. وبات مافريكس الثاني من بين 14 فريقاً يخرج من الضريبة في غضون 24 ساعة، وينقل التزام كليبر البالغ 11 مليون دولار إلى ليكرز الموسم المقبل.

كل ذلك يطرح سؤالاً مهمّاً: هل قام مافريكس بحركة ذكية أم وضع نفسه في موقف خطير؟ الآن، مافريكس فريق متقدّم في العمر ومُكلِف للغاية، ولا يملك السيطرة على اختياراته الأولى بين 2027 و2030، وهو الوقت الذي قد يصل فيه فريقهم الحالي إلى الحضيض. إيرفينغ (33 عاماً) وديفيز (32 عاماً) لم يكونا قويّين للتحمّل حتى في أفضل الأوقات. السؤال الحقيقي: إلى متى يمكن أن يدوم ثنائي إيرفينغ-ديفيز في الصراع الشرس بالقسم الغربي؟

theme::common.loader_icon