مراجعة فيلم Companion: فتاة فاسدة
مراجعة فيلم Companion: فتاة فاسدة
جينيت كاتسوليس- نيويورك تايمز
Friday, 31-Jan-2025 06:21

تتحوّل عطلة بجانب البحيرة إلى ساحة معركة للأزواج في هذه الكوميديا الرعب السريعة، العنيفة، والممتعة بشكل استثنائي.

إذا كنت تستمتع بالمفاجآت، فلا تفكر حتى في مشاهدة إعلان Companion، وهو فيلم كوميديا رعب من المستقبل القريب من إخراج درو هانكوك. مع كل 10 دقائق تقريباً، يفاجئ الفيلم المُشاهد بمنعطف جديد أو كشف مذهل - ناهيك عن جثة جديدة - الأمر الذي يجعل إيقاعه الصادم والسريع سلاحه الأكثر فاعلية.

لسبب واحد، فإنّ سرعة الحبكة تمنع أي تفكير عميق في رسالتها أو أي طبقات تحتية محتملة: Companion هو مجرّد نص صريح طوال الوقت. بالتنقل بسلاسة بين عدة أنواع سينمائية - كوميديا رومانسية، وإثارة جريمة، وسخرية من أفلام القتلة المتسلسلين - يُشكّل الفيلم هجاءً واسعاً لديناميكيات الجنسَين، مستعيناً بقطع من الخيال العلمي وجرعة سخية من رهاب التكنولوجيا.

في مركزه، نجد إيريس وجوش الذي يؤدي دوره كل من صوفي تاتشر وجاك كويد، وتبدو قصة حبّهما، التي تبدأ في ممر الفواكه والخضروات وسط تساقط حبات اليوسفي، مثالية بشكل شبه مريب. والسبب؟ لأنّ ذلك اللقاء ليس سوى خيار واحد ضمن قائمة من السيناريوهات الرومانسية الجاهزة التي يمكن لمالكي روبوتات مثل إيريس اختيارها وتخزينها في ذاكرتها.

هناك خيارات برمجية أخرى، بعضها أكثر جوهرية من غيرها، كما يتضح عندما ينضمّ جوش وإيريس إلى 4 أصدقاء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزل فاخر بجانب البحيرة.

هناك سيرجي (روبرت فريند)، المالك الثري للمنزل، ورفيقته التي تصف نفسها بأنّها «إكسسوار»، كات (ميغان سوري). يشاركهما العطلة أيضاً إيلي وباتريك (هارفي غيلين ولوكاس غيج)، اللذان تبدو علاقتهما الرومانسية مثالية، على رغم من أنّ الأمور قد لا تكون كما تبدو، وعلى رغم من شعر باتريك الرائع ومهاراته المذهلة في الطهو.

كما تظهر دلائل على أنّ إيريس نفسها، على رغم من براعتها المذهلة في العلاقة الحميمة، قد تكون أكثر من اللازم. وبحلول الوقت الذي يظهر فيه سكّين قابل للطَي في المشهد، أضمن لك أنّك لن تستطيع تخمين مصيره.

ملفوف في غلاف من موسيقى البوب القديمة الحالمة وألوان العلكة الزاهية (المصوّر السينمائي ذو العين الثاقبة هو إيلي بورن)، يستهدف Companion رغبة الذكور في السيطرة، بينما يستفيد من حِسّ فكاهي منحرف ومنطق صارم في سيناريو هانكوك (يتجلّى هذا بوضوح في أحد المشاهد البارزة بين إيريس وضابط شرطة).

السخرية في الفيلم واضحة كالشمس، بينما يمتزج حِسّه الكوميدي بالحدّة الكافية لتخفيف حدّة مشاهد العنف. أمّا التحذيرات التي تعكس الواقع، فتتسلّل عبر المشاهد كما لو كانت مجرّد ملاحظات جانبية، مثل المخاطر الناجمة عن اعتمادنا المتزايد على التطبيقات وعلى الدعم العاطفي من شركاء اصطناعيّين.

منذ البداية، يتمّ تشجيعنا على تفضيل الآلة على الإنسان. في أحد المشاهد، يناقش اثنان من موظفي شركة الدمى الجنسية الأساليب المشينة التي يتمّ بها إساءة استخدام منتجاتهم. أمّا جوش نفسه، فيتضح تدريجاً أنّه نموذج مثالي للرجل الذي يرى نفسه ضحية، متذمّراً من نظام يعتقد أنّه متحيّز ضدّه لدرجة أنّه لا يستطيع حتى تحمّل تكلفة شراء إيريس. إنّها مجرّد إيجار.

قبل عقد من الزمن، تناول المسلسل التلفزيوني الرائع Humans بعمق الروابط العاطفية والاجتماعية والقانونية بين البشر وطبقة صناعية مستعبدة. واليوم، بينما يهتف المتصيّدون على الإنترنت بشعارات مثل «جسدك، خياري»، يأتي Companion ليجد صدى في واقعنا. يمكن للمرء أن يتخيّل أنّ بعض هؤلاء البدائيّين الرقميّين يتمنّون لو كان لديهم «إيريس» خاصة بهم.

theme::common.loader_icon