"بانيك أتاك": فهم الأعراض وآليات المساعدة
"بانيك أتاك": فهم الأعراض وآليات المساعدة
سابين الخوري
Monday, 02-Dec-2024 06:18

تُعدّ الهجمات الهلعية واحدة من أكثر التجارب النفسية والبدنية إرهاقاً، إذ تُصيب الإنسان بشكل مفاجئ وتُشعره بالخوف العميق وأحياناً بفقدان السيطرة. وتختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنّها غالباً ما تشمل ضيق التنفّس، التعرّق البارد، الدوار، شعور بالانفصال عن الجسد، أو حتى الإحساس بالموت الوشيك.

تُعدّ النساء والشباب البالغون الأكثر عرضةً للهجمات، ويعاني ما بين 10% إلى 15% من الناس من نوبة هلع واحدة على الأقل في حياتهم.

وعلى رغم من أنّ مدة النوبة قصيرة عادة، لا تتجاوز 30 دقيقة، إلّا أنّها تُشعر المصاب وكأنّها أبدية. من هنا، تظهر أهمية دور المحيطين بالمصاب في تهدئته وتخفيف آثار النوبة.

التمييز بين نوبة الهلع والمشاكل الطبية الأخرى

الخطوة الأولى للتعامل مع نوبة الهلع هي التعرّف عليها وتمييزها عن المشكلات الطبية الأخرى. قد يظن المصاب أنّه يمرّ بأزمة قلبية أو جلطة دماغية بسبب التشابه الكبير في الأعراض.

لذلك، عند حدوث نوبة هلع لأول مرّة، يُفضّل إجراء فحص طبّي للتأكّد من عدم وجود مشكلات صحية خطيرة. ويُنصح بإجراء فحص سريري شامل يتضمّن اختبار الدم وتخطيط القلب لاستبعاد الاحتمالات الطبية.

الحفاظ على الهدوء والطمأنينة

إذا كنت قريباً من شخص يعاني من نوبة هلع، فإنّ أهم ما يمكنك فعله هو الحفاظ على هدوئك. قد يكون الأمر صعباً عندما تكون قريباً عاطفياً من الشخص، لكنّ الحفاظ على الهدوء يساهم في تخفيف التوتر لدى المصاب. إذا كنتما في مكان عام، حاول توفير مكان مريح وهادئ للشخص، مع تقليل عدد الأشخاص المحيطين به.

من المهمّ أيضاً الاستماع إلى المصاب بعطف وتفهّم. على رغم من أنّ الأعراض ليست خطيرة من الناحية الطبية، إلّا أنّها حقيقية جداً للشخص الذي يعاني منها. لذلك، حاول أن تُشعره بالأمان وطمئنه بأنّه لن يموت أو يفقد السيطرة.

المساعدة في تنظيم التنفس

أحد أفضل الطرق لتهدئة الشخص المصاب بنوبة هلع هو مساعدته في تنظيم تنفسه. ويمكن تشجيعه على التنفّس ببطء وعمق من خلال الأنف وإخراج الهواء ببطء من الفم.

الوقاية من نوبات الهلع المتكرّرة

على رغم من أنّ بعض نوبات الهلع تكون استجابة لحدث معيّن مثل حادث سيارة، فإنّ بعضها الآخر قد ينتج من ضغوط مزمنة أو تراكم التوتر على مدى فترة طويلة. إذا تكرّرت النوبات وأصبحت تؤثر على حياة الشخص اليومية، قد يتطوّر الأمر إلى اضطراب هلعي. في هذه الحالة، قد تظهر مخاوف جديدة مثل الخوف من الأماكن المغلقة أو المزدحمة.

theme::common.loader_icon