ماذا حصل في «الطريق الجديدة»؟
ماذا حصل في «الطريق الجديدة»؟
كريستينا شطح
جريدة الجمهورية
Tuesday, 22-May-2012 01:44
لا شك أن ظواهر التوتر المتنقلة توحي بأن البلاد مقبلة على مرحلة أمنية حرجة وحسّاسة، فالاحتقان الاستثنائي على مستوى الشارع يكفيه حادث بسيط ليتحوّل انفجاراً كبيراً.
السلطة السياسية غارقة في لعبة "النأي بالنفس"، وهي لعبة يرفضها الشارع من الجانبين، وعلى هذا الأساس قرّر التيار السلفي ومناصروه في عكّار وبقية لبنان عموماً، أنّ القرار بات في يد الشارع، وبات على وجه الدقة، في يد من يقدر على رفض حسابات الواقعية السياسية ويمضي بعيدا في المواجهة.

والأخطر من كل ذلك ما يوحيه المناخ السياسي بأن هناك محاولات لزجّ المؤسسة العسكرية بصراعات سياسية هي في منأى عنها.

كيف اشتعلت أرض طريق الجديدة؟

في التفاصيل، أن رئيس "حزب التيار العربي" شاكر البرجاوي الذي ساهم في الحرب اللبنانية وانتمى الى البعث العراقي، كما اعتُقل مرات عدة لدى المخابرات السورية ونُقِل الى سجون سوريا، واعتقل لدى مخابرات الجيش اللبناني واتهم باغتيالات وتفجيرات، يملك اليوم 42 مقاتلا، لبنانيين وفلسطينيين، وهم موجودون في مكتب واحد قرب الجامعة العربية.

وقد اشتبك مع ثلاث مجموعات هاجمته على الشكل التالي:


- الأولى وهي مجموعة تيّار "المستقبل" بإمرة العميد المتقاعد محمود الحجل.

- الثانية مجموعة جمعية التقوى "مجموعة سلفية" تخضع لأوامر عمر الحمصي. هذه المجموعة كانت مجهّزة بقناصات، وهي تنزل الى الشارع للمرة الأولى، وتحوي فلسطينيين من حركة "فتح" وسلفيين لبنانيين، وتعمل بإمرة أبو خميش أحمد البيروتي.

- أمّا المجموعة الثالثة فهي مجموعة وهّابية، نزلت أيضاً الى الشارع للمرة الأولى، خرجت من زاروبة الديك، وتعمل بإمرة ناصر بدر وجمال حبّال، تحوي سوريين ملثّمين.
وفي المحصّلة وقع قتيلان في صفوف البرجاوي وتسعة جرحى. وحسب المعلومات الأمنية عينها، خرج البرجاوي وعناصره بعد منتصف الليل إثر نفاذ ذخيرتهم بعدما واجهوا 200 مقاتل مدججين بالأسلحة والذخائر.

حاول الجيش اللبناني الدخول، فتمّ إطلاق النار باتجاه العسكريين، ما أدى الى اصابة عسكري بجروح طفيفة وأصيبت سيّارة رئيس فرع مخابرات بيروت.

ولكن قبل دخول الجيش، حاولت القيادة العامة وفتح الانتفاضة الخروج من مخيم صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة (60 مقاتلاً تقريباً)، ولكن "حزب اللّه" تدخل ومنعهم من التصعيد رغبة منه بعدم تطوير المشكلة ودخول البلد في نفق أسود مجهول المصير.

نحو الساعة الثالثة صباحاً، وبعدما أخلى شاكر البرجاوي المكتب وذهب الى جهة مجهولة، دخل الجيش اللبناني الى مكتبه مع فرع المعلومات، ورافقهما الدفاع المدني الذي عمد الى إطفاء حريق شب في المكتب. وحسب المعلومات فإن الأمور ذاهبة باتجاه الأسوأ ومرشّحة للتصعيد، حيث تبين على الأرض أن الهدف من الحادث هو إثبات الوجود واستعراض القوة.
theme::common.loader_icon