ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان بولس الصياح وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور نقيب الصيادلة جو سلوم وحشد من الفعاليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "أنت هو المسيح إبن الله الحيّ"، قال خلالها: "الكنيسة مثل بيت، وهي في آن بيت الله بين البشر، وجماعة المؤمنين بالمسيح. فلا تقوى عليها قوى الخطيئة والشرّ"(الآية 18). ليست هذه الكنيسة مؤسّسة بشريّة أو منظّمة إجتماعيّة، بل مثل جسم حيّ يعمل فيه الجميع ويتفاعلون بمقدار ما هم متّحدون بالمسيح. هذا الجسم هو جسد المسيح السرّي. ما يعني أنّ الكنيسة هي سرّ التجسّد الدائم، المعروف بالمسيح الكلّيّ أو المسيح السرّيّ، بالنسبة إلى المسيح التاريخيّ. "ولك أعطي مفاتيح ملكوت السماوات""(الآية 19). بهذه الكلمات أقام يسوع سمعان-بطرس رأسًا للكنيسة من أجل الوحدة في الإيمان والشركة. ما يعني أنّ السلطة في الكنيسة ليست سلطة بشريّة، بل سلطة إلهيّة، وتتمثّل في رأس الكنيسة خليفة بطرس اسقف روما، المعروف بقداسة البابا أو الحبر الرومانيّ. ويمارس سلطته إمّا شخصيًّا، وإمّا مع المجامع المسكونيّة. أمّا السلطة في الدولة فهي بشريّة، حيث "الشعب هو مصدر السلطات، وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسّسات الدستوريّة" (مقدّمة الدستور (د))".
ولفت إلى أنه "انطلاقًا من هذا التأكيد في الدستور نتساءل: اين رأي الشعب في التمادي بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين. أين رأي الشعب بعدم انتظام المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلس النواب الذي أصبح هيئة انتخابية لا تشريعية، ومجلس الوزراء المحدود الصلاحيات والذي يقاطعه عدد من الوزراء. أين رأي الشعب في الحرب المدّمرة بين حزب الله وإسرائيل، إنّه حتمًا ضدّها لأنّه هو ثمنها: ضحايا مدنيّة رجالًا ونساءً وأطفالًا، وكأنّنا أمام حرب إبادة، تُستعمل فيها أحدث الأسلحة والصواريخ، من دون شفقة ورحمة. الشعب ضدّ هذه الحرب التي دمّرت المنازل والمؤسّسات ودور العبادة، والتي هجّرت ما يزيد على المليون ونصف مهجّر. وتبدّد اقتصاده وماله وعمله ووظيفته. وفوق ذلك لا وقفًا لإطلاق النار، بل المزيد من الضحايا والتدمير والنزوح والجرحى بعشرات الألوف. فإلى متى؟ بالحرب الجميع خاسر ومنهزم ومكسور".
أضاف: "والنزوح سيكون، إذا أهمل، سببًا للمشاكل الإجتماعيّة والإقتصاديّة بين المواطنين. فيجب المزيد من الوعي، والمحافظة على الأملاك الخاصّة، وعلى العيش المشترك. وإنّنا نحيّي المبادرات الإنسانيّة الداخليّة، ونوجّه النداء إلى الدول الصديقة، شاكرينها على كرمها في إرسال المساعدات المتنوّعة، وطالبين منها مواصلة إرسال المساعدات بروح التضامن، والحسّ الإجتماعيّ، من أجل إبعاد شبح الخلافات والتصادم بين النازحين والمقيمين في مختلف المناطق. ويجب تحرير المدارس الخاصّة والرسميّة لكي تتأمّن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة. وهذا الأمر هو في عهدة وزارة التربية والحكومة. إنّ التربية والتعليم هما عنصران أساسيّان في حياة أطفالنا وشبابنا، وهما ضروريّان كالطعام. ونوجّه النداء إلى مجلس الأمن والأسرتين العربيّة والدوليّة، التدخّل الديبلوماسيّ لإيقاف النار بين حزب الله وإسرائيل، وإيجاد الحلول اللازمة رحمةً بلبنان وشعبه".