أخصائية تغذية


تُعتبر حميات التخلّص من السموم، أو «الديتوكس»، من الصيحات الرائجة في مجال الصحة والتغذية، إذ يُروَّج لها كوسيلة لتحسين الصحة وفقدان الوزن وتنقية الجسم من السموم. لكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟
نستعرض هنا نتائج دراسات حديثة من عامَي 2023 و2024 لتقييم فعالية هذه الحميات. تعتمد حميات «الديتوكس» على تناول أنواع معيّنة من الأطعمة أو المشروبات لفترة محدّدة، مع تجنّب الأطعمة المصنّعة والسكّريات. الهدف منها هو «تنظيف» الجسم من السموم، لكنّ الجسم يمتلك آليات طبيعية فعّالة لإزالة السموم، تعتمد على الكبد والكلى.
ومن بين أساليب «الديتوكس» الشائعة، تأتي حمية العصائر التي تعتمد على تناول العصائر فقط، ممّا قد يُسبِّب نقصاً في العناصر الغذائية والألياف. كما يستخدم البعض عمليات تنظيف القولون، التي قد تؤدّي إلى اختلال في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء والجفاف.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض أنواع شاي «الديتوكس» على مليّنات قد تُسبِّب مشاكل هضمية، بينما تفتقر الحميات النباتية الصارمة إلى المغذيات الأساسية. أظهرت دراسة نُشرت هذا العام في The American Journal of Clinical Nutrition أنّ خسارة الوزن الناتجة من حميات «الديتوكس» غالباً ما تكون سريعة وموقتة، إذ استعاد المشاركون وزنهم خلال أسابيع بعد انتهاء الحمية، ممّا يشير إلى أنّ هذا الفقدان ناتج من فقدان الماء وليس الدهون.
كما أفادت دراسة أخرى نُشرت العام الماضي في Nutrition Reviews بأنّ الحميات الصارمة التي تستمر لأكثر من أسبوعَين قد تُسبِّب نقصاً في الفيتامينات والمعادن الأساسية، مع أعراض مثل التعب وضعف التركيز.
بالنسبة إلى تأثير هذه الحميات على الصحة النفسية، أفادت دراسة نشرتها Obesity هذا العام بأنّ مُتّبعي حميات «الديتوكس» قد يعانون من مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، إلى جانب الإرهاق وضعف التركيز. كبديل لحميات «الديتوكس»، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، مع شرب كميات كافية من الماء وممارسة النشاط البدني بانتظام.
وتساعد هذه الخيارات في تحسين الصحة العامة وتعزيز طاقة الجسم بشكل مستدام، بعيداً من الحلول الموقتة.








