أخصائية تغذية
إلتهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease- IBD) هو حالة مزمنة تتميّز بالتهاب دائم في الأمعاء، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة مثل الألم البطني، والإسهال، وفقدان الوزن، والتعب. تختلف شدّة الأعراض من شخص لآخر، وقد تتفاقم خلال فترات التوهج، حيث تزداد الأعراض بشكل ملحوظ، مع وجود فترات من الهدوء.
الأسباب والآلية
يُعتبر التهاب الأمعاء من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة في الأمعاء. على الرغم من عدم تحديد السبب الدقيق، تُشير الدراسات الحديثة إلى أنّ العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً مهمّاً في تطور الحالة. وقد أظهرت الأبحاث أنّ التعرّض لعوامل بيئية مثل التلوث والالتهابات المعوية قد يزيد من خطر الإصابة.
العوامل المساهمة
تشمل العوامل التي قد تسهم في تطور إلتهاب الأمعاء استجابة الجهاز المناعي غير الطبيعية، إلى جانب العوامل الوراثية. كما أنّ التدخين، والتوتر النفسي، والنظام الغذائي غير المتوازن يمكن أن تزيد من خطر الإصابة. وأظهرت دراسة نُشرت في "مجلة الأمراض المعوية" (2023) أنّ بعض البكتيريا والفيروسات، مثل بكتيريا (Faecalibacterium prausnitzii)، تلعب دوراً في تفاقم الأعراض.
التغذية وإدارة الحالة
على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من إلتهاب الأمعاء، إلّا أنّ التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي يمكن أن تساهم في تقليل الأعراض. يُنصح بتجنّب الأطعمة التي قد تسبّب تهيّج الأمعاء، مثل الأطعمة الحارة أو المقلية. إدارة التوتر والقلق تعتبر أيضاً أمراً ضرورياً، حيث يُعتقد أنّ الضغوط النفسية تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
النظام الغذائي
تُعتبر الأطعمة الغنية بالألياف من الخيارات الصحية للمرضى، حيث تساعد في تحسين عملية الهضم. يُنصح بتناول الفواكه والخضروات مثل الجزر، والبطاطا الحلوة، والتفاح. الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني تُعتبر أيضاً خيارات جيّدة. يُفضّل تناول البروتينات الصحية مثل السمك والدجاج، مع اختيار الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.
الأطعمة التي يجب تجنّبها
من المهمّ تجنّب الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. يُنصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبّعة، مثل اللحوم الدهنية والمنتجات المقلية، وكذلك الأطعمة المعالجة والمصنّعة. كما يجب مراقبة استهلاك الألبان، حيث أنّ بعض الأفراد قد يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز.
التشخيص
تشمل عملية تشخيص إلتهاب الأمعاء مجموعة من الفحوصات، منها اختبارات الدم لتقييم مستوى الإلتهاب، وفحوصات التنظير لرؤية الأنسجة مباشرة. تساعد هذه الفحوصات في مراقبة تقدّم الحالة والتأكّد من فعّالية العلاج.