أخصائية تغذية
تُعتبر فترة الحمل من أهم مراحل حياة المرأة، إذ يتطلّب الجسم تغييرات غذائية خاصة لدعم نمو الجنين وتوفير العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الأم. وتحتاج المرأة خلال هذه الفترات إلى رعاية دقيقة في التغذية لتحقيق صحة مثلى لها ولطفلها.
خلال فترة الحمل، تحتاج المرأة إلى اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل لضمان نمو الجنين بشكل سليم. وتزداد أهمية تناول بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الحديد، حمض الفوليك، والكالسيوم.
فالبروتينات تلعب دوراً أساسياً في بناء أنسجة الجنين، وتُوصى المرأة الحامل بزيادة استهلاك البروتين بمقدار 25 غراماً يومياً، مقارنةً بما كان عليه قبل الحمل.
وتتنوّع المصادر الغذائية الغنية بالبروتين بين اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج، الديك الرومي، الأسماك كالسلمون، البيض، البقوليات كالعدس والفاصولياء، والمكسّرات.
أمّا النساء النباتيات فيجب أن يعتمدنَ على مصادر البروتين النباتي مثل البقوليات، التوفو، الحبوب الكاملة، والمكسّرات لتلبية احتياجاتهنّ الغذائية.
مع زيادة متطلّبات الجسم للحديد خلال الحمل، يُوصى بتناول ما يقارب 27 ملغ يومياً. ويُعدّ الحديد الهيمي الموجود في اللحوم، الأسماك، والدواجن الأكثر فعالية في الامتصاص، بينما يمكن الحصول على الحديد غير الهيمي من البيض، الخضروات، والبقوليات. لتعزيز امتصاص الحديد، يُنصح بتناول أطعمة غنية بفيتامين C مثل الفواكه والخضروات، مع تجنّب تناول الحليب، القهوة، والشاي.
كذلك، يُعَدّ حمض الفوليك وفيتامين ب12 ضروريَّين لانقسام الخلايا بشكل صحي خلال الحمل. وحمض الفوليك ضروري خصوصاً للوقاية من التشوّهات الخلقية، ويوصى بتناول 400 ميكروغرام يومياً، سواء من المكمّلات أو الأطعمة المدعّمة، بالإضافة إلى الخضروات الورقية، البقوليات، الحبوب الكاملة، والحمضيات.
إلى جانب ذلك، تزداد الحاجة إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين د، الكالسيوم، الفوسفور، والمغنيسيوم لضمان نمو صحي لعظام وأسنان الجنين. والفيتامين د ضروري لامتصاص الكالسيوم، لذلك توصي وزارة الزراعة الأميركية بتناول 3 أكواب يومياً من الحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم.
أمّا النساء اللاتي لا يستهلكنَ منتجات الألبان، فيجب عليهنّ تناول أطعمة مدعّمة بالكالسيوم مثل حليب الصويا، عصير البرتقال، والحبوب. ومن المفضّل الحصول على الكالسيوم من المصادر الغذائية بدلاً من الاعتماد على المكمّلات الغذائية.
وعلى المرأة الحامل أن تتجنّب بعض العادات التي قد تؤثر سلباً على صحتها وصحة جنينها، مثل التدخين الذي يزيد من احتمالية الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود.
كما أنّ استهلاك الكحول والمخدّرات يمكن أن يؤدّي إلى تأثيرات سلبية على نمو الجنين. وينبغي الحذر من زيادة الوزن بشكل غير منظّم أو اتباع أنظمة غذائية صارمة قد تؤدّي إلى فقدان الوزن المفاجئ.
ويجب تقليل مستويات التوتّر وتجنّب الأطعمة الغنية بالسكّريات والدهون المشبّعة، وتقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين. كما يُنصح باختيار الرياضات الآمنة والمعتدلة التي لا تُشكّل خطراً على الأم أو الجنين.
في النهاية، يُوصى باستشارة أخصائي التغذية للحصول على إرشادات غذائية فردية وضمان توفير الرعاية المثلى للأم والجنين خلال فترة الحمل.