رفع الرهان: إسرائيل تقامر بأنّ "حزب الله" سيتراجع
رفع الرهان: إسرائيل تقامر بأنّ "حزب الله" سيتراجع
باتريك كينغسلي- نيويورك تايمز
Tuesday, 24-Sep-2024 06:43

الهجمات المكثفة لإسرائيل تُظهر مدى إصرارها على وقف هجمات «حزب الله» عبر الحدود - ومدى بُعد تحقيقها لهذا الهدف.
وإسماعيل نعار

أظهرت الهجمات المُميتة التي شنّتها إسرائيل وتحذيرات الإخلاء في لبنان يوم الاثنين تصميمها على كسر إرادة «حزب الله» وإجبار الميليشيا، التي تسيطر على عشرات القرى في جنوب لبنان، على وقف هجماتها عبر الحدود على إسرائيل. كما عكست هذه التحرّكات مدى بُعد إسرائيل عن تحقيق هذا الهدف - ومدى قُرب الطرفَين من حرب شاملة.

 

كانت السلطات الإسرائيلية تأمل أنّه من خلال تكثيف هجماتها على مدار الأسبوع الماضي - ضرب أدوات الاتصالات الخاصة بـ»حزب الله» وقتل عدة قادة رئيسيِّين وكذلك مدنيِّين لبنانيِّين - أنّها ستزعزع استقرار المجموعة وتقنعها بالانسحاب من الحدود بين إسرائيل ولبنان.

 

واعتقد المسؤولون، أنّه إذا زادت تكلفة حملة «حزب الله»، فسيكون من الأسهل على الديبلوماسيِّين الأجانب، مثل آموس هوكشتين، المبعوث الأميركي البارز، إقناع المجموعة بالتراجع.

 

حتى الآن، حدث العكس. على الرغم من الأيام التي شهدت هجمات تصعيدية من إسرائيل، تعهّد «حزب الله» بعدم الانحناء تحت الضغط. وأكّد قادة المجموعة إنّهم سيواصلون هجماتهم حتى يتمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و»حماس»، الحليف العسكري للمجموعة.

 

في صباح يوم الأحد، أطلق «حزب الله» عشرات الصواريخ على أهداف داخل إسرائيل على بُعد حوالى 30 ميلاً، وهي أعمق ضرباته منذ بدء الحرب في تشرين الأول - وهو ما حذّر أحد كبار مسؤوليه من أنّه «مجرّد البداية».

 

حتى أنّ حسن نصر الله، زعيم «حزب الله»، تحدّى إسرائيل بغزو جنوب لبنان، وهي خطوة قد تؤدّي بنفس القدر إلى مأزق طويل الأمد، كما يمكن أن تؤدّي إلى نصر إسرائيلي.

 

لم يظهر أنّ الغزو وشيك يوم الاثنين، حتى مع تكثيف إسرائيل لهجماتها وتحذيرها المدنيِّين من إخلاء القرى التي قالت إنّ «حزب الله» يخزّن فيها أسلحة. وقال المتحدّث الرئيسي باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاغاري، إنّ التركيز الحالي هو على الحملة الجوية، وليس العملية البرية.

 

لكن إذا نفدت من إسرائيل أشكال الضغط العسكري الأخرى، فسيكون الغزو أحد الخيارات العسكرية القليلة المتبقية لقيادة البلاد.

 

مع ذلك، فإنّ الجيش الإسرائيلي مُنهَك بالفعل - لا يزال يقاتل في غزة بينما يكثّف العمليات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث يشنّ غارات منتظمة على المدن الفلسطينية.

 

وقد ناقش المحلّلون العسكريّون مدى جدوى محاولة إسرائيل خوض ثلاثة صراعات برية في وقت واحد، خصوصاً بالنظر إلى التحدّيات التي يطرحها غزو لبنان.

 

بعد 11 شهراً من القتال، لا يزال الجيش الإسرائيلي لم يهزم «حماس» تماماً في غزة. كما يُسَيطر «حزب الله» على منطقة أكبر وأكثر جبلية من تلك التي تسيطر عليها «حماس» في غزة. كما يُعتبر جيش «حزب الله» أكثر تدريباً من جيش «حماس»، بالإضافة إلى امتلاكه تحصينات أكثر تطوّراً.

 

لغزو لبنان، من المرجّح أن يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء آلاف الجنود الاحتياطيِّين - الكثير منهم منهكون بالفعل من الخدمة في غزة خلال العام الماضي.

theme::common.loader_icon