في مذكراتها الأخيرة، تتناول هيلاري كلينتون احتجاجات الطلاب، السياسة الخارجية، وحتى مدرسة المهرّجين. وفي مذكراتها الأربع السابقة، "التاريخ الحي"، "يتطلّب الأمر قرية"، "خيارات صعبة"، و"ما حدث"، تحدّثت هيلاري رودام كلينتون بإسهاب عن حياتها السياسية، ومثالية أفكارها، ومواقفها السياسية، وأحياناً حياتها الشخصية التي كانت دائماً مُحاطة بالسرّية.
هل لديها المزيد لتقوله؟ غلاف كتاب "شيء مفقود، شيء مكتسب" (Simon & Schuster، يتألف من 324 صفحة، بسعر 29,99 دولاراً) تظهر فيه صورة أكثر ليونة وودّية من تلك المعروفة من حملاتها الانتخابية أو من غرفة العمليات، ويُوحي بكشف بعض الجوانب الشخصية.
وعلى الرغم من وجود بعض هذه الجوانب، فإنّ الكتاب - المُهدى لأحفادها "بالحُبّ والأمل في المستقبل الذي تستحقونه أنتم وجيلكم" - هو في الغالب تحية عاطفية للنساء في حياتها.
تُقَدَّم هذه اللوحات الشخصية بشكل متقطع مع ردود فعل مدروسة على الأحداث السياسية التي حدثت منذ كتاب "ما حدث" (الذي كان استعراضاً مفصّلاً لخسارتها الانتخابية أمام دونالد ترامب)، وتحليلات جنائية لمواقف السياسة الخارجية في أوكرانيا وغزة، وتحذيرات من خطر فترة رئاسية أخرى لترامب.
كتبت كلينتون: "طالما بقيَ (ترامب) على مسافة قريبة من البيت الأبيض، فإنّ الشعور السائد لديّ هو الرعب - بالإضافة إلى الإصرار على فعل كل ما في وسعي إلى إيقافه".
إليكم 8 نقاط رئيسة من الكتاب
- لم تَشعُر بالكثير من الشماتة بعد إدانة ترامب بـ34 جناية: "أغلقتُ تنبيه الأخبار العاجلة وتبادلتُ بعض التغريدات والنكات المضحكة مع الأصدقاء عبر الرسائل النصية... في تلك الليلة كان عليّ الظهور في حدث يتعلّق بحقوق المرأة. بدأتُ كلمتي بالسؤال: هل يحدث شيء ما اليوم؟".
- السيدات الأُوَل لسن فتيات قاسيات: في فصلٍ بعنوان "هذه الأخوّة الاستثنائية"، تتحدّث كلينتون عن اللقاء الصغير للسيدات الأول الذي حدث في حفل تأبين روزالين كارتر في أتلانتا عام 2023. طارت عائلة كلينتون وأوباما وبايدن معاً على متن طائرة الرئاسة. عندما وصلوا، رحّبوا بلورا بوش، التي "كانت، كعادتها، مثالاً للأناقة والدفء".
لدهشة كلينتون، كانت ميلانيا ترامب أيضاً في الجنازة: "إذا كان أيّ شخص في البيت الأبيض أو في فريق الحماية السرّية الخاص بي أو بيل قد أبلغني بخطة السيدة ترامب لحضور الجنازة، فلم يخبرني".
وتضيف: "كانت على وجه ميلانيا نظرة - مفعمة بالابتسامة لكن غير مؤكّدة - ذكّرتني بالطفل الذي لا يعرف أحداً في حفلة عيد ميلاد وينتظر على حافة الدائرة، آملاً أن يكون الجميع لطيفين. وكنّا كذلك. ذهبنا جميعاً إليها... قبّلت جيل بايدن خدّها في الهواء، وقدّمت لها ميشيل أوباما عناقاً كبيراً من توقيعها. لكنّ ميلانيا كانت محتشمة، ولم تتفاعل كثيراً. حاول بيل فتح محادثة، وسألها كيف كانت حالها، لكنّها اكتفت بابتسامة وكلمات قليلة. مدَدتُ يَدي وصافحتها وقلتُ: مرحباً ميلانيا، من الجميل رؤيتك".
- موظّفوها لديهم لقب لها: "كانوا يطلقون عليّ سابقاً السيدة كلينتون أو السيناتور كلينتون أو السيدة الوزيرة، اليوم يطلقون عليّ Big Girl (الفتاة الكبيرة). مثل: هل سمع أحد من الفتاة الكبيرة إذا كانت في المدينة لتلتقي بنا للعشاء؟ أحب أن يكون اللقب ليس الرئيسة أو (لا قدّر الله) الموزة الكبيرة".
- لديها لقب لمنتصف جسمها بعد انقطاع الطمث: تشير كلينتون إلى منطقة الدهون المزعجة حول بطنها باسم "بيولا"، وهو مصطلح "استعارته من وندا سايكس... عندما كنتُ أنا وتشيلسي نُصوِّر مسلسلنا الوثائقي Gutsy على Apple TV+ في عام 2022".
- لا تزال تشعر بالقلق العميق إزاء احتجاجات الطلاب على حرب إسرائيل وغزة: تؤكّد كلينتون إنّها كانت "مندهشة من قلة التاريخ الذي تعرّض له معظم طلابنا حول المنطقة"، وأضافت: "التاريخ مهمّ. السياق مهمّ. خصوصاً في أزمة معقّدة وصعبة مثل هذه، حيث لا يوجد شيء أبيض وأسود والعداوات تمتد لعقود إن لم يكن لآلاف السنين. إذا لم نُثقّف أنفسنا — وليس فقط من خلال الدعاية أو مقتطفات الفيديو التي يقدّمها لنا خوارزم "تيك توك" الذي يُسَيطر عليه الحزب الشيوعي الصيني - فلا يمكننا تكوين أحكام جيدة أو الدفاع بفعالية عن سياسات ذكية. هذا لا ينطبق فقط على الشباب؛ إنّه ينطبق علينا جميعاً، بما في ذلك صانعي السياسات في واشنطن".
- تتحدّث بشكل فلسفي عن التقدّم في العمر والمهرّجة: "نعم، لديّ المزيد من الآلام والأوجاع مقارنةً بما كنتُ أشعر به من قبل. أذهب إلى جنازات أكثر ممّا أوَد. لكنّني أقرأ المزيد من الروايات وأشاهد المزيد من عروض برودواي. بطريقة ما، أصبحتُ كاتبة روايات، ومنتجة في برودواي وصانعة أفلام في هوليوود؛ حتى أنّني أخذتُ دروس مهرّج مع تشيلسي في ملهى مولان روج في باريس، مع الأنف الأحمر وكل شيء. لم أكن أتوقع أن أفعل ذلك!".
- تشيلسي كلينتون نظّفت غرفتها بنفسها في البيت الأبيض: "حاوِل فرض الأعمال المنزلية عندما يكون هناك طاقم منزلي كامل في خدمة مراهقتك! لكن لأكون منصفة لتشيلسي، فقد قامت بذلك حتى في ذلك الوقت".
- كل صباح، هي وبيل كلينتون يستلقيان في السرير ويلعبان لعبة Spelling Bee على هواتفهما: بعد بضع دقائق فقط، "سيَصيح بيل: Queen Bee! وهذا هو أعلى درجة، عندما تعثر على كل الكلمات الممكنة. أردّ عليه: لا أزال أعمل على الأمر، متسائلةً، حتى بعد نصف قرن بجانبه، كيف يفعل ذلك بهذه السرعة؟".