انتهت فترة التوقف الدولي أخيراً، ما يعني أنّ كرة القدم ستنعش الأندية في جميع البطولات الـ5 الكبرى في أوروبا وستعود بسعادة هذا الأسبوع. هناك الكثير من المباريات الكبرى، وأبرزها لعشاق الدوري الإنكليزي الممتاز في دربي شمال لندن بين توتنهام وأرسنال غداً. لكن ما الذي يجب أيضاً أن نتابعه خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ إليكم ملخّصاً لأهم الأحداث والمباريات المقبلة التي يجب متابعتها في أفضل 5 بطولات أوروبية.
الدوري الألماني
راقب مباراة بوروسيا دورتموند ضدّ هايدنهايم الذي يتصدّر عن جدارة (فوزان من مباراتَين، سجّل 6 أهداف ولم يستقبل أي هدف) بأسلوب لعب ديناميكي يقدّمه فرانك شميت، وبفريق أعيد بناؤه خلال الصيف. لذلك سيكون تحدّياً حقيقياً لدورتموند الذي ظهر غير منسجم وضعيف تحت قيادة المدرب التركي نوري شاهين.
أمّا بالنسبة إلى بايرن ميونيخ، فإنّ مستقبل صانع الألعاب جمال موسيالا غير مؤكّد تماماً، إذ ينتهي عقده في عام 2026. ولدى بايرن مَيل طبيعي لتجنّب خسارة اللاعبين من دون مقابل، نظراً إلى حالة المدافع النمسوي ديفيد ألابا سابقاً، كدليل على ذلك. وأكّد هربرت هاينر، رئيس بايرن ميونيخ، لمجلة "كيكر"، بأنّه سيفعل "كل شيء للاحتفاظ بجمال لأطول فترة ممكنة"، لكن ماذا يعني ذلك؟ من المرجّح أنّ النادي سيضطرّ لإيجاد طريقة لدفع راتب له أعلى من، الإنكليزي هاري كين، أعلى اللاعبين أجراً.
بدوره، تحسّن بوروسيا مونشنغلادباخ كثيراً، مع التعاقدات الصيفية مثل كيفن شتوغر وتيم كلايندينست، التي غيّرت طريقة هجومهم وقدّمت توجّهاً هجومياً واضحاً. كان غلادباخ تحت خطر الهبوط حتى الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي، لكن هذا العام - وهو العام الثاني للمدرب جيراردو سيواني - يبدو الفريق وكأنّه مشروع مختلف تماماً. وإذا استمرّت فورمة كلايندينست (هدفان، تمريرة حاسمة)، فسيكون لديه فرصة لدخول قائمة المنتخب الألماني مستقبلاً.
سيستضيف غلادباخ شتوتغارت اليوم، وعلى الرغم من كل ما حقّقه الضيوف الموسم الماضي (وصيفاً)، فإنّهم لم يحقّقوا أيّ فوز بعد، ودخلوا فترة التوقف الدولي وقد استقبلت شباكهم 6 أهداف في مباراتَين في الـ"بوندسليغا". كما هناك سؤالان يجب الإجابة عنهما: هل تمّ استبدال والديمار أنتون، الذي بيع إلى دورتموند، بشكل جيد في الدفاع؟ وهل الصربي إرمدين ديميروفيتش قادر على تكرار عودة أهداف العاجي سيرهو غيراسي؟ كلما طال الوقت على فوز للمدرب سيباستيان هوينيس، كلما زادت هذه القضايا. اليوم ستكون مباراة كبيرة جداً.
الدوري الإسباني
يعاني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، من مشكلة في اختيار المدافعين قبل رحلتهم إلى ريال سوسييداد اليوم. إذ أصيب إيدر ميليتاو في العضلة الخلفية للفخذ خلال تدريبات البرازيل الأسبوع الماضي، في حين لم يَعد ديفيد ألابا من إصابته في الركبة. أمّا البديل السابق ناتشو فرنانديز فانتقل إلى السعودية، وعلى الرغم من أنّ أوريليان تشواميني يلعب غالباً في مركز الدفاع، إلّا أنّه غاب عن مباريات فرنسا هذا الأسبوع بسبب مشكلة في القدم.
ما لم يَعُد ميليتاو أو تشواميني، فإنّ خيسوس فاييخو، الذي شارك آخر مباراة له في الدوري مع ريال مدريد في أيار 2022، هو الخيار الوحيد لأنشيلوتي إلى جانب الألماني أنطونيو روديغر. وانضمّ فاييخو (27 عاماً) إلى ريال في سنّ المراهقة، لكنّه قضى معظم الوقت في الإعارة إلى أندية ريال سرقسطة، آينتراخت فرانكفورت الألماني، ولفرهامبتون الإنكليزي وغرناطة.
في مكانٍ آخر، بعد صيف سيطرت عليه المشاكل المالية، لم يكن بإمكان برشلونة أن يبدأ الموسم بشكل أفضل على أرض الملعب، بـ4 انتصارات من 4 مباريات، بما فيه سحق بلد الوليد 7-0. غداً يأتي الاختبار الحقيقي الأول للمدرب الألماني الجديد هانزي فليك حين يزور جيرونا. علماً أنّ برشلونة خسر 4-2 في كلتا المباراتَين مع جاره الكتالوني العام الماضي، وكان لذلك دور كبير في إقالة تشافي.
حصل جيرونا على 7 نقاط من أول 4 مباريات هذا الموسم، بتعاقدات جديدة مثل الجناح الهولندي برايان جيل، المعار من توتنهام، والمهاجم أبيل رويز، الفائز بأولمبياد 2024 مع إسبانيا الذي استقرّ بسرعة. لذلك ستكون المباراة مقياساً مفيداً لمكانة الفريقَين.
بعد انضمامه في صفقة انتقال مجانية، من المتوقع أن يظهر الكولومبي خاميس رودريغيز لأول مرّة مع رايو فايكانو يوم الاثنين ضدّ أوساسونا، وهي أول مباراة له في "لاليغا" منذ مغادرته ريال مدريد في 2020. بدت مسيرته مع الأندية وكأنّها تتراجع منذ فترة، لكنّه حصل على جائزة أفضل لاعب في كوبا أميركا، بتوقيعه على 6 تمريرات حاسمة وهدف واحد أوصلت كولومبيا إلى النهائي، فخسرت أمام الأرجنتين. وتألّق رودريغيز (33 عاماً) كلاعب وسط مبدع قديم الطراز مع بلاده، لذلك سيكون هناك اهتمام كبير حول كيفية أدائه مع رايو.
الدوري الإنكليزي الممتاز
المباراة الكبيرة لهذا الأسبوع هي دربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام غداً، لكنّ لاعباً لن يشارك، وهو القائد النروجي لأرسنال مارتن أوديغارد، إذ سيكون من بَين نجوم الدوري الإنكليزي الذين لم يتمكّنوا من العودة من الواجب الدولي من دون إصابة.
كما تعرّض ريكاردو كالفوري، مدافع أرسنال، إلى إصابة في ربلة الساق خلال فوز إيطاليا على فرنسا، بينما أصيب ناثان آكي، قلب دفاع مانشستر سيتي، خلال لعبه مع منتخب هولندا. وتعرّض، هارفي إليوت، لاعب وسط ليفربول إلى إصابة بكسر في قدمه أثناء خدمته مع المنتخب الإنكليزي تحت 21 عاماً. وبالنسبة إلى أوديغارد، فالتوى كاحله الأيسر خلال فوز النرويج 2-1 على النمسا.
تردّدت أخبار عن توقيع المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا على عقد لمدة 3 سنوات مع أرسنال، بواسطة ديفيد أورنستين في صحيفة "The Athletic" الخميس، لكن سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيفية أداء فريقه نظرًاً إلى أنّ لاعب الوسط، ديكلان رايس، موقوف عن المباراة بعد تلقّيه بطاقة حمراء مثيرة للجدل ضدّ برايتون، بالإضافة إلى إصابة الإسباني الوافد الجديد ميكيل ميرينو خلال التدريبات.
بعد صيف شهد العديد من الانتقالات والمشاكل الإدارية، لا تزال حالة الصعود والهبوط مستمرة في تشلسي. فالنادي يعاني من أزمة مُلكية كما أوضحنا هذا الأسبوع، إذ تبدو العلاقة بين أكبر مساهم في النادي (Clearlake Capital) والمشترك في الملكية (تود بويلي) متوترة بعد مرور أكثر من عامَين على استحواذهم بقيمة 2,3 مليار جنيه إسترليني (3,02 مليارات دولار). وقد تتأثر زيارة تشلسي إلى ملعب "فيتاليتي" لمواجهة بورنموث اليوم، بهذه الانقسامات في الإدارة.
وقد يضيف ساوثهامبتون المزيد من المشاكل للهولندي إريك تين هاغ، مدرب مانشستر يونايتد، اليوم عندما يُرحِّب بفريقه في ملعب "سانت ماريز يوم" في افتتاح الجولة. بعد فوز خجول 1-0 على فولهام في افتتاح الموسم، انحدر يونايتد إلى هزيمة في الدقيقة الأخيرة أمام برايتون ثم تعرّضوا إلى الهزيمة أمام ليفربول في ملعب "أولد ترافورد"، ممّا جعل فترة التوقف الدولية مليئة بالمرارة.
ولا يُتوقّع أن يَجد تين هاغ العزاء في ذلك، لكنّه ليس المدرب الوحيد الذي يشعر بالضغط. إذ تتصاعد الضغوط أيضاً على شون دايش، مدرب إيفرتون، لأنّ الفريق لم يفز في 3 مباريات ولديه مباراة صعبة أمام أستون فيلا.
الدوري الفرنسي
كيف يمكن لباريس سان جيرمان أن يعوّض غياب كيليان مبابي؟ يبدو أنّ الحلّ وُجِد فعلاً.
احتفل برادلي باركولا بعيد ميلاده الـ22 الأسبوع الماضي، ومع 4 أهداف في أول 3 مباريات في "ليغ1" من مركز الجناح الأيسر، يواصل الفرنسي صعوده المذهل من الاحتياط في ليون قبل 18 شهراً، ليصبح نجماً في ملعب "بارك دي برانس" عام 2024. كما ترك بصمته على الصعيد الدولي بتسجيله أسرع هدف في تاريخ المنتخب الفرنسي ضدّ إيطاليا، بعد 13 ثانية فقط. وسيكون لاعباً يستحق المتابعة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. لكن اليوم يستضيف باريس سان جيرمان، في ملعب بارك دي برانس، بريست.
بعد إقالة ويل ستيل من تدريب ريمس في نهاية الموسم الماضي، تقدّم في مسيرته بتولّي تدريب لانس، الذي تجاوز التوقعات باستمرار، منذ صعوده إلى "ليغ1" في 2020. لدى ستيل مهمّة كبيرة ليقوم بها خَلفًا لفرانك هايس، لكنّه بدأ بداية قوية بجمع 7 نقاط من مباريات موناكو، بريست، وأنجيه. وعلى الرغم من تسجيل الفريق 4 أهداف فقط، إلّا أنّه استقبل هدفاً واحداً فقط، ممّا يجعله يحمل أفضل سجل دفاعي مشترك في الدوري. وسيُرحِّب لانس بليون، الذي يحتل المركز الـ14 بعد خسارته في اثنتَين من أول 3 مباريات في الموسم، في ملعب "Stade Bollaert-Delelis" مساء غد.
أمر آخر يجب الانتباه إليه في الأسابيع المقبلة وهو قضية ملعب نيس. كانت الأرضية في "Allianz Riviera"، المملوك من شركة "نيس إيكو ستاديوم" (NES)، في حالة سيئة قبل المباراة الافتتاحية ضدّ تولوز الشهر الماضي. فأصدر نيس بياناً ينتقد حالة العشب، ووافقت NES على تركيب ملعب جديد، من المفترض أن يكون جاهزاً للمباراة المقبلة ضدّ سانت إتيان في 20 أيلول.
الدوري الإيطالي
الموسم بدأ منذ بضعة أسابيع. سوق الانتقالات أُغلق أخيراً. هذا يعني أنّنا قد نبدأ في رؤية دمج المزيد من التعاقدات الجديدة وصورة أكثر اكتمالاً لإمكانات الفرق.
رأينا بعض الوجوه الجديدة ليوفنتوس (الهولندي تين كوبمينيرز، الأرجنتيني نيكو غونزاليس، والبرتغالي فرانشيسكو كونسيكاو) في الشوط الثاني خلال التعادل السلبي ضدّ روما، قبل التوقف الدولي. دعونا نرى كيف ستكون مشاركتهم هذا الأسبوع خارج ملعبهم ضدّ إمبولي.
في "سان سيرو"، يمكن أن يحتاج مدرب ميلان، باولو فونسيكا، الذي غادر ليل لتولّي المهمّة خلفاً لستيفانو بيولي في الصيف، إلى الفوز ضدّ فينيزيا اليوم، قبل أول مواجهة له في "دربي ديلا مادونينا". إلى جانب مواجهة منافسه إنتر ميلان في الأسابيع المقبلة، يواجه ميلان أيضاً ليفربول في دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل.
في بيرغامو، أصبحت مباراة أتالانتا-فيورنتينا مواجهةً تقليديةً مليئةً بالتوتّر خلال حقبة المدرب جيان بييرو غاسبيريني. قبل 6 سنوات، انتقد غاسبيريني الجناح فيديريكو كييزا الذي انضمّ هذا الصيف إلى ليفربول من يوفنتوس، بتهمة الغَوص، ومنذ ذلك الحين وُلِدَت منافسة شرسة بين الفريقَين.
من جهة أخرى، هناك اثنان مِن الفِرَق المفاجئة في بداية موسم الـ"سيري أ" سيتواجهان في هذه الجولة، إذ يستضيف بارما غريمه أودينيزي يوم الاثنين. كما أنّ فريقاً آخر بدأ بشكل جيّد هو تورينو، الذي سرعان ما اكتسب شهرة كفريق ممتع للمشاهدة تحت قيادة باولو فانولي، تلميذ أنطونيو كونتي، وسيواجه ليتشي غداً.