رعى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، احتفال اختتام الموسم الثاني لمهرجان اوسكار المبدعين العرب، من مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، ضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام ٢٠٢٤.
حضر الإحتفال الى المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو رئيس لجان التحكيم شرفاً في المهرجان الاديب والمحامي شوقي ساسين، سفيرة المهرجان في لبنان المحامية سعاد مارون، نقيب المحامين في بيروت ممثلا بالمحامي سعيد نصر الدين، الامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين دكتور أحمد نزّال، ممثلا بالدكتورة درّية فرحات، رئيس مجلس بعلبك الثقافي حاتم شريف، جمعية أبناء الحياة ممثلة بمسؤول العلاقات العامة تادي أبي حنّا، ونخبة من الأدباء والاعلاميين.
وقلّد المرتضى دروع التقدير لكل من الفائزين اللبنانيين في المسابقة الادبية التي اقامها المهرجان على المستوى العربي: الشاعر فؤاد الدهَيني (ثانٍ عن شعر الفصحى) وفرح دهني (ثانية عن القصة القصيرة)، ومريم شمص (ثالث عن القصة القصيرة جداً)، كذلك كرّم المهرجان ١٢ محكّما وهم إلى ساسين، رئيس اتحاد الكتّاب اللبنانيين أحمد نزّال، الأديب ربيعة أبي فاضل، الكاتبة والاستاذة الجامعية درّية فرحات، مسؤول اللجنة الثقافية في نقابة المحامين في بيروت الأديب والمحامي سعيد نصر الدين، الشاعر مكرم غصوب، الاديبة تغريد فياض، المسرحي والشاعر والاستاذ الجامعي أدهم الدمشقي، الكتاب والاساتذة الجامعيين الدكاترة لورانس عجاقة، خلود الدمشقي، إيفانا مرشليان، وحسن مظلوم.
كذلك كرم المهرجان نقابة المحامين في بيروت ممثلة بنصر الدين، اتحاد الكتّاب اللبنانيين ممثلا بفرحات، مجلس بعلبك الثقافي ممثلا برئيسه حاتم شرَيف، جمعية أبناء الحياة ممثلة بالمهندس تادي أبي حنّا. ومراكز المطالعة والتنشيط الثقافي من بنت جبيل وانصار والقاع وأميون والمكتبة العامة في نهر ابراهيم.
تكريم اعلاميين
وتقديرا للتغطية الاعلامية الواسعة التي حظي بها المهرجان خلال موسمه الثاني، وزعت شهادات تقدير على كل من الاعلاميين منذر المرعبي عن تلفزيون لبنان، لينا الخوري عن الوكالة الوطنية للاعلام كمال ذبيان عن جريدة الديار، مرلين وهبة عن جريدة الجمهورية، اندريه داغر عن صوت لبنان، بسكال بطرس عن أو تي في، دانييلا مارون عن موقع الأحداث ٢٤، وجنى جبور.
مشاركة موسيقية
وكان الحفل بدأ بالنشيد الوطني وقدم للفعالية الكاتب والإعلامي روني ألفا الذي اعتبر ان إقامتها في طرابلس هو فعل ايمان بلبنان وفعل مقاومة. وتخلل الاحتفال مقطوعات رحبانية واغان وطنية لفرقة Dream melody الموسيقية بقيادة عازفة البيانو المهندسة زينة عون غطّاس، ومشاركة الطفل الموهوب انطونيو غطّاس على البيانو، المغنية المحامية سوزان عون، المغني الدكتور جورج بارود، عازف الباس bassist زياد سعيد وضابط الايقاع بسام القارح.
وقد نوّه الحضور بتنظيم الاحتفال ونجاحه متمنيين الاستمرار بتقدير الإبداع والمبدعين.
المرتضى: معمودية حبر يخوضها المبدعون
وفي كلمته رأى وزير الثقافة أن أكثرَ ما يسترعي النظر في أهداف هذا الأوسكار أنها تتخطى فكرةَ إظهارِ المواهب وتشجيعِها، إلى دعم التراث العربي والحفاظ عليه، وتوطيد العلاقات الثقافية بين العرب والعالم. وهذا بالحقيقة شأن جَلَل، ولفت الى اننا في غمرةِ حربٍ ثقافية توجبُ علينا أن نُعِدَّ لها العتاد المعرفيَّ الكامل، لكي نحوزَ الانتصار. وما المسابقات الأدبية والعلمية والفنية التي تقام على غرار هذا الأوسكار، إلا معمودياتُ حِبْرٍ يخوضُها المبدعون فُرادى وجماعات، "لكي يتأهلوا إلى امتلاكِ موهبةِ ابتكارِ الغدِ الأفضل."
أضاف :"أما مصرُ ولبنان، فخِدرانِ للضادِ لم تُهتَكْ ستورُهما، ولا تحوَّلَ عن مغناهما الأدبُ، كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم. وهما إذ تحتفيان معًا باسم العروبة جمعاء في هذا اللقاء الثقافي، بنخبة المبدعين، من رعاةٍ وفائزين، فإنما تؤكدان بذلك على أولية الأدب والفنون في بناء الحياة.
وتوجه: بالتهنئة لجميع الفائزين، وللمؤسسة التي نظمت المسابقة، والجهات التي دعمت، وللجنة التحكيم.
ساسين
بدوره أشار ساسين إلى أن هذا المهرجان منذ نشأته، جعل قصارى دأبِه تحفيزَ الإبداع في دنيا الأدب، على امتداد لغة العرب، ولفت الى متابعته النقاشاتِ الرصينةَ بين المحكمين، وأردف "ما من أمةٍ تبقى فاعلة في مسيرة الحضارة الإنسانية حتى يسكن الإبداعُ رؤى أجيالِها وعزائمَهم" فلا يكتفوا بما يُملى عليهم من مصائر، وشكرِ لكلِّ من وضعوا بصمةً في هذا التقويم، راجياً له "أن يستمر ويتمدد".
اتحاد الكتاب
وفي كلمة إتحاد الكتّاب أشارت فرحات الى تاريخ طرابلس والى القلوب البيضاء فيها التي لا يشوهها اي نمط دخيل، مثنية على "المسابقة الإبداعية كمرآة تعكس الطموح العربي وقيمه".واكدت المضي في درب النهضة وتعزيز موقع الثقافة في لبنان، وشكرت لراعي الاحتفال والقيمين عليه مؤكدة انه بـ"الثقافة يصنع النصر وبالتفاعل المثمر نحقق بناء الاجيال".
مجلس ادارة المهرجان
وفي كلمة عبر الفيديو توجه مدير المهرجان ماريو منير من القاهرة بالتحية الى وزارة الثقافة ومجلس الإدارة ومجلس الامناء، مهنئا ومشيرا الى "دور الأدب العربي الإبداعي عبر العصور، لافتا الى "دور لبنان في النهضة العربية وأكد " دور مصر المركزي، ودور ادب المقاومة، شاكراً لسفيرة المهرجان والمحكمين والمتسابقين جهودهم.
وفي كلمة عبر الفيديو ايضا ، القت الدكتورة سهير شلبي باسم مجلس إدارة المهرجان كلمة حيّت فيها اللقاء في طرابلس وقدرت لمارون عملها متمنية التوفيق للحفل والمبدعين العرب.
سفيرة المهرجان
من جهتها، لفتت مارون إلى انطلاق المهرجان قبل سنتين من القاهرة في سباق تنافسي عربي خلاق مع الحرص على حضور لبناني فاعل، واشارت الى مشاركة لبنانية واسعة من "أقصى الجنوب الصامد الى قلب الشمال النابض" منوهة برعاية نقابتي المحامين والصحافة واتحاد الكتاب والمحكمين من نخبة الأدباء والأساتذة الجامعيين. وشكرت لوزير الثقافة ولساسين رعايتهما " وأردفت: "إن كتب العَرَب، نشر لبنان، وان كتب لبنان، قرأ له العالمُ لغةَ الحق والصمود والحرية. وختمت بشكر جمهورية مصر العربية ومجلس ادارة المهرجان، وثمنت عاليا استضافة مركز الصفدي الثقافي والمساهمين في انجاح المهرجان من تقنيين وموسيقيين.
ويأتي الإحتفال بنسخته اللبنانية في موازاة احتفال مركزيّ أقيم في القاهرة نيسان الماضي، لكل المشاركين العرب. يذكر أن المهرجان تأسس في القاهرة العام ٢٠٢١ برعاية الدولة المصرية، ويديره مجلس إدارة مؤلّف من الدكاترة: امل سليمان، سهير شلبي وماريو منير.










ليس خافياً أنّ الواقع الفلسطيني في لبنان سيكون ضمن أولويات النقاش بين عباس والمسؤولين، خصوصاً في ما يتصل بمصير السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات وبمستقبل الوضع الاجتماعي والإنساني للاجئين.
وقد استبق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة عباس بتأكيده في مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية المصرية، أنّ حصرية السلاح تنطبق أيضاً على السلاح الفلسطيني في المخيّمات، متسائلاً: «هل يستطيع هذا السلاح أن يُحرّر فلسطين، أم أنّه يُستعمل فقط للتقاتل الفلسطيني - الفلسطيني أو الفلسطيني - اللبناني؟».
واعتبر عون أنّ الشعب الفلسطيني تعِب من هذا الموضوع، كذلك الشعب اللبناني، موضّحاً أنّه ينتظر زيارة الرئيس عباس للبحث في هذا الموضوع، إذ سيُركَّز في المرحلة الأولى على معالجة مسألة السلاح الثقيل في المخيّمات.
ويفترض الجانب الرسمي اللبناني أنّ اللحظة الحالية، إقليمياً ومحلياً، باتت مؤاتية لطَي هذا الملف على قاعدة انتظام المخيّمات تحت سقف الدولة وقوانينها انسجاماً مع مقتضيات التحوّلات المستجدة.
لكن هناك مَن يُلفت إلى أنّ السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» لا يملكان وحدهما القرار في المخيّمات، بل يوجد نفوذ فيها لحركتَي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» وفصائل أخرى ومجموعات متشدّدة، وبالتالي فإنّ معالجة إشكالية السلاح تتطلّب حواراً واسعاً يأخذ في الحسبان أيضاً ما تنادي به القوى الفلسطينية على اختلافها في شأن ضمان الحقوق المدنية وتحسين الظروف المعيشية للاجئين.
وعشية زيارة عباس، يؤكّد السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور لـ«الجمهورية»، أنّ تلك الزيارة «تندرج أولاً في سياق العلاقة المميّزة مع لبنان الذي يعني الكثير لنا وتجمعنا به روابط وثيقة، كذلك تأتي في إطار ضرورة التنسيق والتشاور في هذه المرحلة حول كل القضايا الراهنة التي هي موضع اهتمام مشترك».
ويُشيد دبور بمواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والقوى السياسية اللبنانية «حيال القضية الفلسطينية والحقوق العادلة لشعبنا»، موضّحاً أنّه سيحصل خلال لقاءات عباس مع المسؤولين تبادل لوجهات النظر حول كل المسائل المطروحة، ومنها مسألة السلاح في المخيّمات، «وأنا أفضّل عدم استباق الأمور، وانتظار ما ستنتهي إليه القمة اللبنانية - الفلسطينية على هذا الصعيد».
وعن موقف السلطة الفلسطينية من مطلب تسليم سلاح المخيّمات، يُجيب دبور: «نحن كنّا، ولا نزال، مع سيادة لبنان وبسط سلطته على كل أراضيه، وجميع الجهات المعنية تعرف ذلك». ويضيف: «إنّنا في السلطة الفلسطينية عملنا دائماً على تثبيت الاستقرار اللبناني، بالتالي نحن لن نكون إلّا حجر زاوية في هذا المجال، وصمّام أمان من ضمن عناصر الأمان الأخرى، خصوصاً أنّ لبنان احتضن الشعب الفلسطيني وقدّم كثيراً من أجل قضيّته، لذا نعتبر أنّه واجب علينا أن نُبدي كل الإيجابية وأن نكون حريصين على أمن البلد واستقراره».
وعمّا إذا كان يظنّ أنّ «حماس» و«الجهاد» والفصائل الأخرى ستتجاوب مع الدعوة الرسمية إلى سحب سلاح المخيّمات، يُشير دبور إلى «أنّ تجربة العمل الفلسطيني المشترك أثبتت نجاحها»، مشدّداً على «أنّ لدى جميع الفصائل تحسّساً بالمسؤولية في مقاربة الوضع اللبناني، انطلاقاً من الحرص على تحصينه، وسنعمل كفلسطينيِّين على أن نكون عامل استقرار وهدوء».
ويدعو دبور إلى انتظار ما ستؤول إليه محادثات عباس في بيروت حتى يُبنى على الشيء مقتضاه ويتضح المسار المستقبلي الذي ستتخذه العلاقة الثنائية على كل المستويات.


صحيحٌ أنّ الفارق بين اللائحة الفائزة وتلك الخاسرة كبير إلى درجة لا يمكن ردمها بسهولة في ما لو قرّر «التيار الوطني الحر» التصويت إلى جانب لائحة اسعد زغيب. وبصرف النظر عمّا أُشيع عن صفقة سياسية تمّت عشية الانتخابات بين «التيار» و»القوات» قضت بعدم تمكين زغيب من أصوات الأول الذي نام على فرضية أنّ لا مفرّ له من الاقتراع للائحته على قاعدة: «عدو خصمي حليفي ولو أبى». لكن هذه اللغة لم تمش مع جبران باسيل الذي كان صريحاً في كلامه، ومتواضعاً في توصيف قوة تياره في زحلة، عندما قال إنّه ثاني قوة بعد «القوات» ولو بفارق واسع، معترفاً بأنّ على تياره أن يعمل لتقليص الفارق ومحاولة ردم الهوة الكبيرة.
زحلة تختلف عن كسروان وجبيل. وقد أكّد ذلك تصويت أهلها بالسياسة، بعدما وضعوا الاعتبارات الإنمائية والخدمية وصلات النسب والقربى جانباً. لائحة زغيب تتهم «القوات اللبنانية» باللعب على الوتر الطائفي، لأنّ هذا الوتر يلقى هوى في نفس الناخب الزحلي الذي يستميله الخطاب العالي النبرة الذي يشدّ العصب، ويطرب لرنين الأجراس عندما تقرع لتؤذن أنّ «الخطر عالباب». هذا الخطر المزعوم يتلاشى ويختفي مع انتهاء اليوم الانتخابي الطويل وإقفال الصناديق وبدء فرز الأصوات. إنّ هذه الظاهرة غير صحية بلا شك، ولكنها تمثل الواقع الذي لا يجب إنكاره، بل العمل على تجاوزه. وليس صحيحاً أنّ الإقبال الماروني كان حاسماً في فوز لائحة «القوات»، فالكاثوليك وهم القوة الانتخابية الأولى عدداً لم تكن أقل سخاء، وخذلت زغيب من حيث لم ينتظر ويحتسب، عدا السريان وسائر أقلام الأقليات المسيحية.
أزاح باسيل بموقفه كأس الهزيمة عن شفتيه، تاركاً للكتائب والأحرار، والنائب ميشال ضاهر تجرّعه، لأنّه كان يعرف سلفاً انّها ستكون معركة خاسرة، خصوصاً بعدما قرّر عدم اعتماد نهج المكاسرة والتحدّي مع خصومه بسبب الانتخابات البلدية والاختيارية.
ولكن لا بدّ من ملاحظات على هامش الانتخابات البلدية في زحلة:
- بَالغ إعلام «القوات» في تصوير «الثنائي الشيعي» وكأنّه مصدر خطر حقيقي يهدّد بسقوط المدينة في قبضة حلفائه، في حين أنّ هذا الأمر غير دقيق، لأنّ نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة أظهرت أنّ «القوات اللبنانية» تمتلك رصيداً كبيراً يمكنها من حسم كل الاستحقاقات لمصلحتها.
- «القوات اللبنانية» كانت قد عقدت في جبل لبنان والشمال وايضاً في مناطق بقاعية، تحالفات بلدية ظرفية، على أنّها في العاصمة بيروت خاضت المعركة إلى جانب «الثنائي» تحت شعار «الحفاظ على المناصفة»، وربما ستشهد البلدات المسيحية في الجنوب تحالفات «ينفخت» فيها «الدف ويتفرّق العشاق»، فيكون «الشريك السيادي» في موقع و«القوات» في موقع.
- لا ينكر أحد دقّة «الماكينة» الانتخابية القواتية وفعاليتها، وهي لم تعدّ في حاجة إلى دليل، خصوصاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2022. وهي تذكّر بـ«الماكينة الكتائبية» التي شاع أمرها في ستينات القرن المنصرم، والتي تميّزت عن سواها بسرعة التحرّك، والإحاطة بالأرض، والإحصاء الدقيق، والبراعة في تأمين نقل الناخبين ذهاباً وإياباً إلى بلداتهم وقراهم.
ـ أظهرت الانتخابات البلدية أنّ هناك قوتين متنافرتين في السياسة، متباعدتين في العقيدة، تستقطبان الفئات العمرية الشابة في طائفتيهما وهما «حزب الله» و«القوات اللبنانية». وهذا الاعتراف بالواقع لدى الطرفين بعيداً من لغة التحّدي، قد يفتح الباب أمام تطورات إيجابية تساعد في تجاوز الأزمة. ولكن السؤال الأبرز والمشروع: هل يؤسس التقاطع الآني بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» إلى تعاون بمقاربة مختلفة؟ اما ما هي غاية هذا التعاون ومن هي الجهة المستهدفة منه، حال حصوله فمن المبكر التكهن؟ وتبقى كل الاحتمالات واردة.

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانونًا جديدًا يجرّم نشر الصور الإباحية، سواء الحقيقية أو المولّدة بالذكاء الاصطناعي، من دون موافقة أصحابها، خصوصًا في حالات 'الإباحية الانتقامية'.


بضغط ومطالب اغترابية و«تغييرية»، تقدّم 9 نواب (ميشال دويهي، إبراهيم منيمنة، جورج عقيص، أسامة سعد، أديب عبد المسيح، فيصل الصايغ، نعمة فرام، هاكوب ترزيان، أحمد الخير) باقتراح قانون، يحظى بتأييد 50 نائباً وفق عريضة موقّعة، ويرمي إلى تعديل مواد متعلّقة باقتراع المغتربين غير المقيمين في قانون الانتخابات الصادر عام 2017.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الاتكال على الأصوات الاغترابية في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2022، شكّل رافعةً أساسية وحيَوية للنواب التغييريِّين (خصوصاً في دائرتَي بيروت والشوف-عاليه)، «القوات اللبنانية»، و«حزب الله» وحركة «أمل» (في الجنوب الثالثة لمنع أي خرق في المقاعد الشيعية).
فيما أنّ «التيار الوطني الحر» اجتهد للعمل على تقليص أعداد مراكز الاقتراع في السفارات والقنصليات عام 2022 للحدّ قدر الإمكان من قدرات المغتربين في التصويت المعاكس له.
تعديلات وإلغاءات
لذلك، يَرمي اقتراح النواب الـ9 بدرجة أولى، إلى تكرار تجربة دورتَي العامَين 2018 و2022 من خلال إلغاء المقاعد الـ6 المخصّصة للمغتربين والمقسّمة مناصفةً بين المسلمين والمسيحيِّين (ماروني، أورثوذكسي، كاثوليكي، سنّي، شيعي، درزي) بالتساوي على 6 قارات (المادة 112)، ممّا يضرب صحة التمثيل الطائفي لهذه المقاعد ويزيد عدد مقاعد المجلس النيابي من 128 إلى 134 نائباً، وصولاً إلى الحدّ من قيمة 225,114 ناخباً مسجّلاً في دورة العام 2022 في دوائر نفوسهم الأصلية، ويُخفّض توقعات الخرق من خارج اصطفافات الأحزاب الكبرى إلى ما دون الـ10%.
إلى ذلك، يهدف اقتراح تعديل المادة 113 إلى إلغاء تحديد مدة تسجيل المغتربين للانتخابات في 20 تشرين الثاني من السنة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات النيابية، لتُصبح صلاحية تحديد مهلة نهاية التسجيل في يَد وزارة الداخلية والبلديات بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين، على أن يُفتَح باب التسجيل بداية أيار من العام الذي يسبق موعد إجراء الانتخابات، أي إلى 6 أشهر. علماً أنّ مهلة التسجيل للمغتربين في انتخابات العام 2022 اقتصرت على شهر و20 يوماً فقط.
أمّا اقتراح التعديل على المادة 114، فينصّ على خفض الحدّ الأدنى المطلوب من الناخبين المغتربين المسجّلين في كل سفارة أو قنصلية الذين يُسمح لهم بالاقتراع في الخارج من 200 إلى 100، على أن تُشكّل «البعثة اللبنانية المقيمة المعتمدة مركزاً انتخابياً واحداً» فيشتمل النطاق الإقليمي لهذا المركز الدول الأخرى التي تغطّيها البعثة بصفة غير مقيمة عند احتساب عدد المسجلين في المركز الانتخابي.
بكلام آخر، سيرتفع عدد المراكز المعتمدة للاقتراع في الخارج من 59 إلى 72، أو بالحدّ الأدنى سيكون الارتفاع إلى 65 (9 دول فقط تسجّل فيها لانتخابات 2022 ما بين 100 و199 ناخباً هي أرمينيا، غينيا الاستوائية، بيلاروسيا، غامبيا، النروج، الجمهورية التشيكية، البرتغال، نيوزلندا، والأرجنتين، وبزيادة عن المجموع العام 1436 ناخباً).
بهذه التعديلات الأولية تُضمَن، بحسب الأسباب الموجبة للاقتراح، المساواة بين الناخبين المقيمين وغير المقيمين (بناءً على اجتهاد المجلس الدستوري في القرار 4/96 الصادر في 7/8/1996) نظراً للأعداد الكبرى لهؤلاء الأخيرين، وحتى إلى جعل التنافسية أكثر عدالة بين المرشحين عند القيام بالحملات الانتخابية.
الإصطفافات الحزبية
يُعدّ «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من أشدّ المعارضين، إذ يعتبران، بحسب مصادر «الجمهورية» أنّ حصر الأصوات الاغترابية بمقاعد 6 فقط سيحدّ من احتمالية تضاؤل عدد مقاعدهما (كما حدث للتيار في انتخابات 2022)، خصوصاً أنّ الجو العام للتحالفات المتوقّعة، على وقع المتغيّرات السياسية في لبنان والمنطقة وعلى ضوء اختبارات الكتل الانتخابية الصلبة للأحزاب، تؤشّر إلى ما يصفانه «الأزمة».
فعلى سبيل المثال، في انخفاض نسبة الاقتراع في دائرتَي الجنوب الثالثة والبقاع الأولى، سيعني ذلك سحب مقعد شيعي على الأقل من الثنائي بالإضافة إلى مقعد كاثوليكي من التيار. بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ المقعدَان الشيعيَّان في دائرتَي جبل لبنان الأولى (كسروان-جبيل) والثالثة (بعبدا) قابَ قوسَين من الخرق في حال حصول تحالف بين القوى التغييرية و»الكتائب» أو أحد الأحزاب الكبرى في هاتَين الدائرتَين، وهو ما كان خياراً جدّياً حتى الأيام الأخيرة في انتخابات 2022.
على الجهة المقابلة، تعمل «القوات اللبنانية»، كما التغييريِّون، على تعزيز موقع المغتربين في العملية الانتخابية إلى 128 مقعداً نيابياً، لأنّ ذلك، بحسب مصادر «الجمهورية» سيعني ضمان مقاعد رئيسة وربما إضافية في أكثر من دائرة وأبرزها الشمال الأولى (عكار) والثانية (طرابلس-المنية-الضنية) والثالثة (زغرتا بشري-الكورة البترون) وبيروت الثانية - بالنسبة إلى التغييريِّين - وجبل لبنان الرابعة (الشوف عاليه).
فاختبارات الكتل الحزبية الصلبة في صفوف الناخبين خلال الأيام الثلاثة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية شكّلت دفعاً معنوياً لـ«القوات» وترقّباً حذراً للتيار والتغييريِّين، وخيبةً للكتائب، وريبةً لـ«حزب الله» وحركة «أمل».

أعلنت وزارة الداخلية والبلديات، عبر منصة 'أكس' أنها 'أعادت نشر نتائج الانتخابات البلدية لعام 2025 في قضاء زحلة مصححة، بعد أن ورد خطأ في نتائج بلدة قوسايا المعممة سابقا.
والنتائج المصححة على الرابط الآتي: http://www.moim.gov.lb/AdsDetails.aspx?ida=5485'.

مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية في شكل يومي، وفي مناطق لبنانية مختلفة، بات السؤال مطروحاً بإلحاح: إلى متى سيبقى هذا التفلّت مستمراً، وإلى متى سيبقى النزف اليومي بأرواح اللبنانيين الذين يسقطون نتيجة الغارات الإسرائيلية، من دون حسيب أو رقيب، وفي غياب تام لأعمال اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق وقف النار، والتي تترأسها الولايات المتحدة.
وتحدثت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، عن نية لبنان إثارة هذا الملف ومتابعته بشكل حثيث في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الزيارة المرجحة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال الثلث الأخير من الشهر الجاري. لكن المصادر تتوقع كباشاً قاسياً حول هذه المسألة، نتيجة لتشبث واشنطن بموقفها المطالب بنزع سلاح «حزب الله» كبند أساسي لنجاح هذا الاتفاق.
وقالت اورتاغوس أمس، إنّ لبنان لا يزال أمامه «الكثير» ليفعله من أجل نزع سلاح «حزب الله». وأضافت عبر قناة «الحدث» في ردّها على سؤال حول نزع «سلاح «حزب الله» خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، أنّ المسؤولين في لبنان «أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طوال السنوات الخمس عشرة الماضية».
وأردفت قائلة: «لكن لا يزال أمامهم الكثير».
وإلى ذلك، تطرّقت اورتاغوس إلى موضوع عودة الخليجيين إلى لبنان، وقالت لقناة «وقائع»: «لقد رأيتم انّ دولة الامارات (العربية المتحدة) رفعت الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى مدينة بيروت، انا متأكّدة من أنّ أياً من دول الخليج لا ترغب في إرسال مواطنيها إلى مكان، فبيروت ولبنان يُعتبران صغيرين نسبياً، لذلك لن ترغب في إرسال مواطنيك إلى هناك في حال وجود صواريخ بالستية بالقرب من المقهى اليس كذلك. هذا أمر غير مقبول حقاً».
حملة الضغوط
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ حملة الضغوط حول موضوع حصرية السلاح مستمرة من الخارج، مستفيدة من بعض المواقف الداخلية المتماهية معها، ومن الضغط الذي تمارسه إسرائيل عبر استمرارها في اعتداءاتها التي توقع شهداء يومياً، خارقةً وقف إطلاق النار الذي لم تلتزمه يوماً منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي. في الوقت الذي لم تتخذ الولايات المتحدة الأميركية أي خطوات لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها اليومية، بل على العكس فإنّها تمارس الضغوط في الاتجاه الخاطئ بدلاً من أن تمارسها ضدّ اسرائيل.
وأضافت هذه الأوساط، انّ «انخراط «الثنائي الشيعي» في انتخابات بلدية بيروت، الذي عبّر عن حرص على المناصفة وعلى العيش المشترك بين اللبنانيين وعلى إعادة بناء الدولة، يُقابل على ما يبدو بردود فعل تدفع إلى مزيد من التحريض ضدّه، ما يدل إلى وجود أيدٍ تلعب بالنار وتعمل على إثارة الفتنة».
زيارة عباس
وفي هذه الأجواء، يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان اليوم، وأبلغت مصادر مواكِبة لزيارته إلى «الجمهورية»، انّ ملف السلاح في المخيمات سيكون ضمن البنود الأساسية في محادثات رئيس السلطة الفلسطينية مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت. وأشارت إلى انّ عباس سيؤكّد احترام سيادة لبنان وحقه في بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، كذلك سيشدّد الجانب اللبناني على أنّ الوقت حان لتسليم هذا السلاح الذي لم تعد له أي جدوى.
ولفتت المصادر إلى انّ الاشتباكات التي حصلت اخيراً بين تجار المخدرات في مخيم شاتيلا تشكّل دليلاً إضافياً على أنّ السلاح الفلسطيني في المخيمات بات عبئاً على قاطنيها من اللاجئين والجوار اللبناني. وأوضحت انّ معالجة مسألة السلاح الفلسطيني يجب أن تتمّ بالحوار، لكنه يجب أن يكون جدّياً وصريحاً.
واعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أنّ عباس سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته في موضوع السلاح في المخيمات الفلسطينية. وقال مجدلاني الذي سيكون ضمن الوفد المرافق لعباس لوكالة «فرانس برس»: «طبعاً السلاح الفلسطيني الموجود في المخيمات سيكون واحداً من القضايا على جدول النقاش بين الرئيس عباس والرئيس اللبناني (جوزاف عون) والحكومة اللبنانية»، في وقت أعلنت السلطات اللبنانية نيتها تطبيق القرارات الدولية التي تنص على حصر السلاح في لبنان في أيدي القوى الشرعية.
وبموجب اتفاق يعود لعقود خلت، تتولّى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن داخل المخيمات التي يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها. وتنتشر فيها مجموعات من «فتح» و»حماس» وفصائل فلسطينية أخرى.
سلام والسلاح
وقال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مؤتمر «ايام بيروت للتحكيم»، في «بيت المحامي»، حول موضوع استعادة سيادة لبنان وضمان الأمن والاستقرار في جميع أراضيه، انّ «البيان الوزاري للحكومة واضح: يجب أن تحتكر الدولة وحدها امتلاك واستخدام السلاح في لبنان. لقد اتخذنا – وسنواصل اتخاذ – خطوات ملموسة لضمان أن تكون الأسلحة بيد الدولة فقط. وفي الوقت نفسه، نبقى ملتزمين بجهودنا لإنهاء الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، في انتهاك للقانون الدولي. إنّ لبنان المستقر والآمن والسيد، يمنح الثقة للأطراف في التحكيم وممارسة الأعمال هنا».
عند عون
وزار سلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر أمس، وأطلعه على نتائج القمة العربية التي انعقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامشها. فيما عون أطلعه على نتائج لقاءاته في روما يوم السبت الماضي، وحصيلة زيارته القاهرة أمس الاول. وتطرّقا إلى مسار الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية.
واتصل عون هاتفياً برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وشكره على مبادرته بالإعلان عن تقديم مبلغ 20 مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان. واعتبر «انّ هذه المبادرة تُضاف إلى مبادرات مماثلة من العراق تؤكّد عمق العلاقات اللبنانية - العراقية وما يجمع بين الشعبين اللبناني والعراقي من أواصر الأخوّة والتضامن». وردّ السوداني مؤكّداً لعون «إننا نرفض الانتهاكات التي تتعرّض لها الأراضي اللبنانية وندعم أمن لبنان وسيادته».
انتخابات الجنوب
من جهة ثانية، تواصلت الاستعدادات لإنجاز الجولة الاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تشمل محافظتي الجنوب والنبطية، في الوقت الذي نشطت القوى السياسية والماكينات المحلية في العمل على تأمين فوز أكبر عدد ممكن من البلديات بالتزكية، خصوصاً انّ الانتخابات ستجري في أجواء أمنية غير مستقرة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المدن والقرى والبلدات جنوب نهر الليطاني وشماله.
وعلمت «الجمهورية» انّ لوائح «التنمية والوفاء» فازت في 41 بلدية بالتزكية حتى الآن من أصل 144 في محافظة لبنان الجنوبي، فيما فازت هذه اللوائح في 18 بلدية بالتزكية من اصل 88 في محافظة النبطية.
اجتماع تحضيري
واستعداداً لانتخابات الجنوب البلدية، ترأس وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار أمس، اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا في حضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب عدد من القضاة.
وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى بعد غد الجمعة، وقال: «إننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة، وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها. ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب».
ورداً على سؤال عن التخوف من أي اعتداء إسرائيلي أثناء العملية الانتخابية قال: «أعود وأؤكّد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأنّ لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر، بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي. ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب، ولا زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة، بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، تجري كل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج»، أملاً أن «تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً يوم السبت»، معتبراً أنّه «في كل الحالات نحن لا ننتظر ضمانات، ولكن نحن مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا».
وعن الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها في حال وقوع أي اعتداء إسرائيلي، ردّ الحجار: «احتمال وقوع أي خرق أو اعتداء، نحن دائماً نأخذه في الاعتبار. ونوجّه التحية للجيش اللبناني وهو المكلّف الأول بتطبيق القرار 1701 ومراقبة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وكل القوى الأمنية الموجودة وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن التي تواكب عملية الانتخاب وصناديق الاقتراع».
