أعدّ مركز للدراسات السياسية، تقريرا اطلعت "الجمهورية" على مضمونه، يعرض ما سماها "اسباب التصعيد والتفلت الاسرائيلي" في هذه الفترة، خلص إلى ما يلي:
- العدوان الاسرائيلي الذي تجلى في الاغتيالات الاخيرة، فرض وقائع جديدة في المنطقة خارجة عن السيطرة وغير قابلة للاحتواء.
- تصعيد العدوان والاغتيالات، تعبير واضح عن هروب حكومة نتنياهو المتطرفة من مأزقها الداخلي وفشلها في تحقيق اهدافها في الحرب على غزة، الى محاولة افتعال مأزق أكبر على مساحة المنطقة، يتدحرج نحو حرب واسعة، تتوخى من خلالها صياغة تحالف دولي معها، بقيادة الولايات المتحدة، يحقق لها هدفها الاستراتيجي بضرب ايران و"حزب الله".
- ان نتنياهو اختار لتصعيد عدوانه توقيتا خبيثا، ومناخا دوليا بلا قرار، فالولايات المتحدة في مرحلة انتقالية واولويتها الانتخابات الرئاسية، ودول اوروبا بلا قرار او قدرة على التحرك والضغط، وتعاني التصدع من داخلها وفق ما افرزته الانتخابات، سواء انتخابات البرلمان الاوروبي او انتخابات تلك الدول مثل فرنسا، التي افرزت شرخا خطيرا فيها. يضاف الى ذلك الارهاق المالي والاقتصادي الذي تعانية دول اوروبا مجتمعة جراء الحرب في اوكرانيا.
- الموقف الأميركي خاضع لقراءات متناقضة، واشنطن تقول انها ما زالت ترغب برؤية تسوية تفضي الى صفقة تبادل بين اسرائيل وحركة حماس، وتؤدي الى وقف اطلاق النار وانهاء الحرب في غزة. الا ان هذا الموقف تتجاذبه ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول، يعتبر الموقف الاميركي متطرفا، ويرى أن واشنطن لا تغطي العدوان الاسرائيلي فحسب، بل شريكة فيه بدليل مسارعتها الى الاعلان بأنها ستدافع عن اسرائيل اذا ما تعرضت للهجوم من ايران.
الاتجاه الثاني معتدل، يتبنى تاكيد واشنطن بأنها لم تكن على علم بهذا العدوان ولم تشارك فيه. وان اولويتها هي انجاح مفاوضات الحل السياسي في غزة ولبنان.
الاتجاه الثالث، هو الأقرب الى الواقع، ويفيد بأنّ اسرائيل احرجت الوةلايات المتحدة الاميركية مرتين؛ الأولى عندما كسرت هيبة واشنطن باحباط المبادرة التي اطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن لانهاء الحرب في غزة. والثانية بالتصعيد والاغتيالات الاخيرة. اللذين قد يجران إلى ما لا ترغب به الادارة الاميركية، أي إلى حرب واسعة من شأنها أن تتطور إلى حرب اقليمية. يضاف الى ذلك، أنّ واشنطن تمرّ حاليا في فترة انتقالية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ومعلوم في مثل هذه الفترات يتركز الاهتمام الاميركي على الداخل والتحضيرات الانتخابية، وتُهمَل كلّ الملفات والقضايا الخارجية. والسؤال الذي يطرح هنا هل أن واشنطن، في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها، وحماوة الحملات الانتخابية بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في وارد ان تكون شريكا مباشرا او مغطيا لحرب واسعة؟ أو أن تنجر الى حرب ربما تكون مفتوحة، حتى ولو كان الدافع اليها أقرب حلفائها؟ اصحاب هذا الاتجاه يستبعدون ذلك.