قدّم خبير في الشؤون الأميركية عبر «الجمهورية» قراءة لمشروع الحل الأميركي، سجّل فيها مجموعة ملاحظات:
اولاً، منذ تشرين الاول من العام الماضي، دخلت «حرب غزة» الى مجلس الامن الدولى مرات عديدة آخرها بالامس القريب حينما تبنّى مجلس الامن قراراً بوقف اطلاق النار. يعني انّ ما بين المرات السابقة والمرة الاخيرة حصل تحول كبير جدا، وهو انّ مَن كان يواجه بـ»الفيتو» كل المشاريع لوقف النار في غزة، اي الاميركي، صار هو الذي يطرح وقف النار.
ثانياً، إنّ مواقف القوى الدولية على اختلافها، التي اجتمعت جميعها على دعم اسرائيل وغطّت حربها على قطاع غزة، صارت محكومة برغبة وقف الحرب بأي ثمن، ما يعكس تعبا دولياً حقيقياً منها.
ثالثاً، إنّ مشروع الحل الاميركي يفترض انه يحمل قوته التنفيذية، ولكن قد تحاول الاطراف المعنية به ان تتشاطَر في محاولات طبيعية لتحسين شروطها، وهو امر سيتولى حسمه الوسطاء، وقد تدخل المسألة لبعض الوقت في حالٍ من المد والجزر، ولكن في النهاية سيُصار الى هدنة واتفاق على تبادل الاسرى.
رابعاً، الأميركيون، يبدو انهم في تمرير مشروعهم ضامنون لتجاوب اسرائيل، وتركيزهم كما يبدو مُنصَب على «حماس»، التي يتوقع ان تتعرض لضغوط كبرى لكي تقبل بالاقتراح الاميركي. وينبغي هنا التمعّن ملياً في «نصف القبول، ونصف الرفض الاميركي لرد حماس على المشروع الذي سُلّم الى المصريين والقطريين، حيث قال: إنّ «حماس» تريد اجراء كثير من التغييرات، وبعض الاقتراحات التي قدمتها مقبولة، وبعضها الآخر لا يمكن القبول به. مضيفاً: ان الصفقة المطروحة على الطاولة تتطابَق مع الصفقة التي اقترحتها «حماس» في 6 ايار. وسنتابع العمل مع شركائنا في قطر ومصر لمحاولة التوصّل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة. مشيراً الى ان اسرائيل قبلت المقترح كما هو عليه الآن، لكنّ حماس رفضته، وهي تتحمل عبء عدم التوصل الى صفقة، وعبء الحرب التي بدأتها».
خامساً، بناء على ما تقدم، يمكن التأكيد أنّ الصفقة الأميركية ما زالت على نار حامية، وسريانها في غزة، وكما توحي الاندفاعة الى ذلك، مُرتبط بأيام وليس اسابيع، وتلقائياً سيكون لهذا السريان صدى سريعاً على جبهة لبنان، ترجمته الأولى مُسارعة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف االبحث في الحل السياسي لمنطقة الحدود.