
أعربت مصادر ديبلوماسية عن تفاؤل حذر إزاء سريان المشروع الأميركي لفرض هدنة في قطاع غزة، وأبلغت الى «الجمهورية» قولها «إنّ الاميركيين، وبعد اشهر الحرب الطويلة، وصلوا الى قناعة بأنها باتت حرباً عبثية، وتأثيراتها ستكون شديدة السلبية على حليفهم الأقرب اسرائيل. وتَداركاً لهذه التأثيرات صاغت «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة مشروع الهدنة، وتعبيراً عن مدى الاولوية التي توليها واشنطن لمشروع يُحاكي في جوهره مصلحة كبرى لإسرائيل، أُنيطت مهمة طرحه عبر الرئيس الاميركي جو بايدن شخصياً».
وتشير المصادر الى «انّ الثقل الأميركي واضح في هذا المشروع، ما يعطيه دفعا كبيرا للسَرَيان، الا أن ما يبعث على الحذر هو الخشية من شياطين العناوين والتفاصيل في آنٍ معاً، لا سيما من الموقف الاسرائيلي المُتذبذب حيال المشروع برغم اعلان واشنطن انّ اسرائيل موافقة عليه، اضافة الى موقف حركة حماس، التي سلّمت وحركة الجهاد الاسلامي الى الوسطاء المصريين والقطريين ردا مشتركا، ضَمّنتاه تعديلات تؤكد من خلالها على وقف لإطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كامل غزة وفتح معبري رفح وفيلادلفيا، وهي تعديلات وصفتها اسرائيل بأنها تغير المعالم الرئيسية للاقتراح الاميركي.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: «كل الاطراف في حاجة الى الهدنة، والاميركيون مستعجلون عليها. والإسرائيليون، مهما صدرت عنهم مواقف اعتراضية، لا يستطيعون في نهاية الأمر ان يخرجوا على الارادة الاميركية، لأن الحرب المستمرة منذ تسعة اشهر وصلت الى افق مسدود، لم يتحقق خلالها الهدف الرئيسي في الإفراج عن الاسرى الاسرائيليين، وتَكوّنت لدى الاميركيين وحلفائهم قناعة بأنّ هذا الهدف لا يتحقق الا بالحل الديبلوماسي المنصوص عليه في متن المشروع الذي طرحه الرئيس بايدن، الذي يفتح بدوره بابا واسعا لحلّ ديبلوماسي على جبهة لبنان».








