إنّ عدم تمكّن الجسم من إزالة مياه المشروبات التي نحتسيها والمأكولات التي نتناولها بشكل جيّد، ينتج عنه الإحتفاظ بالسوائل. كذلك يمكنه أيضاً، وبسبب وجود مشكلة صحّية، أن يتعرّض لاحتباس كبير للمياه في إحدى مناطقه، ما يؤدي إلى تورّمٍ أو إنتفاخ.

إشارات احتباس السوائل

تتجلّى مشكلة احتباس السوائل من خلال زيادة غير مبرّرة في الوزن قد تصل إلى كيلوغرامين إضافيين. والسبب وراء ذلك يعود إلى النفخة في الثديين ومنطقة البطن والكاحلين والساقين وحتى في الجسم بأكمله. ولا بدّ من الإشارة، إلى أنّ احتباس السوائل قد يحصل من دون الإصابة بأيّ مرض معيّن.

وهذا الأمر يعني بشكل خاصّ النساء خلال فترة ما قبل الحيض، إذ إنّ أعراض احتباس السوائل تتجلّى في الأيام التي تسبق الدورة الشهريّة لأسباب هورمونية. وفي هذه الحالة، إنّ زيادة الوزن تتراوح في ما بين 500 غرام إلى كيلوغرامين، وغالباً ما يتمّ ربطها بانتفاخ الثديين.

وهذا النوع من احتباس السوائل لا يتطلّب أيّ علاج، إنّما يختفي تدريجياً خلال يوم أو يومين من بدء الطمث، حيث قد تشعر المرأة برغبة مُلحّة في التبوّل لتخرج بذلك المياه المخزّنة في الجسم.

كذلك يمكن لاحتباس السوائل أن يرتبط بعدم القيام بأي حركة لفترة طويلة، وعدم القدرة على تحريك الساقين والعضل لساعات. وبذلك فإنّ السفر في الطائرة أو السيارة لمدة طويلة يمكن أن يزيد من فرص الإصابة باحتباس السوائل. وبهذه الحالة، فإنّ الإنتفاخ يحصل في الساقين والكاحلين.

علاقة احتباس السوائل بالأمراض

يمكن لاحتباس السوائل أن يحصل نتيجة الإصابة بأمراضٍ عديدة، ويمكن للتورّم أن يطال أماكن مختلفة:

1 - القصور الوريدي في الأطراف السفليّة: عندما تقوم الأوردة في الأطراف السفلية في ضخّ الدم إلى القلب بصعوبة كبيرة، يمكن لذلك أن يؤدي إلى وذمة في الساقين والكاحلين. في هذه الحالة، يتطلّب الأمر معالجة القصور الوريدي.

2 - قصور القلب: إذا عجزت عضلة القلب عن تأدية مهامها بشكل سليم، لا يسير الدم كما يجب. ما يؤدي إلى وذمة في الكاحلين والساقين. وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن لذلك أن يؤدي إلى وذمة في الرئتين، ما يؤدي إلى ضيق في التنفّس.

3 - أمراض الكبد: يؤدي إلى احتباس السوائل في البطن.

4 - احتباس السوائل بسبب تناول أدوية معيّنة: إنّ الأدوية المحتوية على الكورتيزون، تميل إلى التسبب بالنفخة في الأطراف السفليّة.

5 - أمراض الغدة الدرقيّة: إنّ الأشخاص الذين يواجهون اضطراب الغدة الدرقية، عادة ما يواجهون احتباس السوائل.

كذلك يمكن لاحتباس السوائل أن يحصل لأسباب غذائيّة، مثل:

- الإفراط في تناول الملح والصوديوم.

- سوء التغذية أو اتباع نظام غذائي سيّئ: بحسب إختصاصيي التغذية، فإنّ استهلاك كميات ضئيلة من البروتين والكالسيوم والماغنيزيوم والفيتامينات B1 وB5 وB6، قد يؤدّي إلى احتباس السوائل.

- الحساسيّة: يمكن للحساسيّة على بعض المأكولات أن تؤدي إلى الوذمة عند الأشخاص المعرّضين لذلك.

كيفيّة التعامل مع المشكلة

ما العمل في حال الإصابة باحتباس السوائل؟ من المهمّ التشديد على أنّ استهلاك كمية أقلّ من المياه لن يحسّن حالتك. إعلم جيداً أنّ الجسم يحتبس المياه بسبب عدم التوازن أو حدوث شيء غير طبيعي فيه، وليس بسبب كثرة الترطيب.

عندما يحصل احتباس السوائل بسبب عدم الحركة لمدة مطوّلة، يمكن تجنّبها من خلال الإستعانة بالجوارب الطبّية المخصّصة لدعم الأوردة وبالتالي تعزيز العائد الوريدي، مع الحرص على تحريك الساقين بانتظام. أمّا وفي الحالات الأخرى، فإنّ علاج إحتباس السوائل يعتمد على تحسين المشكلة الصحّية المسبّبة لذلك.

وفي حال عدم الإصابة بأيّ مرض معيّن، ولكنّكِ تعانين من احتباس السوائل خلال الأيّام التي تسبق الدورة الشهريّة أو في اليوم التالي بعد تناول عشاء ثقيل، توجد علاجات مكمّلة من النباتات. مع ذلك، من المهمّ عدم تناول هذا النوع من المنتجات بشكل منتظم وأهمّ ما في الأمر استشارة الطبيب أولاً.

في ما يلي نصائح أخيرة يمكن الإستعانه بها، بعد أن تبيّن أنّها تخفّف من إشارات احتباس السوائل وأعراضه عند بعض الأشخاص:

- السيطرة على كمية الملح المستهلكة.

- خسارة الوزن في حال المعاناة من كيلوغرامات إضافية.

- ممارسة الرياضة بانتظام.

- رفع الساقين مرّات عديدة في اليوم لتحسين الدورة الدمويّة.

- تفادي الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة.

- تفادي الحرارة المرتفعة كثيراً، مثل أخذ حمّام ساخن أو حمّامات البخار...