ومع ذلك، ألقت الاكتشافات العلمية الحديثة نظرة جديدة على هذا الموضوع. بينما يميل الأشخاص الذين يشربون الخمر باعتدال إلى العيش لفترة أطول، يبدو أنّ هذا ليس بسبب الكحول نفسه. وتشير الدراسات الآن إلى أنّ الأشخاص الذين يشربون الخمر باعتدال يتمتعون بصحة أفضل بشكل عام - فهم يمارسون الرياضة أكثر، ويتناولون نظامًا غذائيًا أفضل، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر ثراءً وتعليماً. ويبدو أنّ الأبحاث المبكرة ربما تكون قد أضللتنا.

إليكم سبب عدم اعتباركم النبيذ الأحمر مشروبًا صحيًا، حتى لو كنت تقيّد نفسك بأقل من كأس يوميًا:

-1 الشرب باعتدال وصحة القلب والأوعية الدموية: أُجريت دراسة عام 2022 ونُشرت في JAMA Network Open، فحصت أكثر من 371.000 شخص في المملكة المتحدة. ووجدت أنّ استهلاك الكحول باعتدال يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالضغط الدموي المرتفع بنسبة 1.3 ضعف، وزيادة خطر الإصابة بشريان القلب التاجي بنسبة 1.4 ضعف.

-2 الكحول وخطر الإصابة بالسرطان: صنّف البرنامج الوطني لعلم السموم التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الكحول بأنّه مسرطن معروف للبشر. يُقدّر أنّه مسؤول عن 6% من جميع حالات السرطان و 4% من وفيات السرطان في الولايات المتحدة، وهو ما يترجم إلى حوالى 75.000 حالة سرطان جديدة و 19.000 حالة وفاة سنويًا. وتساهم الكحول في الإصابة بالسرطان بعدة طرق. تزيد من الإجهاد التأكسدي، كما أنّ ناتج التمثيل الغذائي لها، الأسيتالديهيد، يضرّ الحمض النووي للكبد. ويمكن للكحول أيضًا أن تضرّ بشكل مباشر الحمض النووي في خلايا الفم والحلق. والجدير بالذكر أنّه حتى استهلاك الكحول باعتدال يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتواجه النساء اللاتي يتناولن ثلاثة مشروبات كحولية في الأسبوع خطرًا أعلى بنسبة 15% مقارنة بغيرهن.

-3 الكحول تعطّل النوم: بينما تعمل الكحول كمهدئ، وتعزز النوم بشكل أسرع، إلّا أنّها تؤثر سلبًا على جودة النوم. يمكن أن يكون هذا التأثير ملحوظًا حتى بعد تناول مشروبين فقط. وجدت دراسة فنلندية شملت أكثر من 4000 مشارك، أنّ الكحول تزيد من استجابات الإجهاد ومن سوء تعافي النوم خلال الساعات الثلاث الأولى.

-4 مستويات مضادات الأكسدة غير المؤثرة: يحتوي النبيذ الأحمر بالفعل على ريس veratrol، وهو أحد مضادات الأكسدة، ولكن ليس بكميات كافية تؤثر بشكل كبير على صحتك. قامت دراسة بقياس كمية ريس veratrol التي يمتصها الجسم من كأس نموذجي من النبيذ الأحمر، إلى جانب اثنين من البوليفينول المفيدة الأخرى، الكاتيكين والكيرسيتين. وأوجد البحث أنّ تركيزات الدم لكل الثلاثة كانت منخفضة للغاية، بحيث لا توفر أي فوائد صحية يمكن قياسها.

• خلاصة القول:

لقد تطور علم فوائد النبيذ الأحمر الصحية. بينما قد يساعدك على الاسترخاء، يجب عدم اعتباره مشروبًا صحيًا. إذا كنت لا تشرب حاليًا، فلا داعي للبدء لأسباب صحية. وإذا كنت تستمتع بالنبيذ الأحمر، ففكر في تقليل كميتك إلى أقل من كأس يوميًا. والحقيقة هي أنّه كلما زاد استهلاكك للكحول، بما في ذلك النبيذ الأحمر، زاد خطر إصابتك بمشاكل صحية.