ماذا وراء تضخّم أسعار الأسهم العالمية؟
ماذا وراء تضخّم أسعار الأسهم العالمية؟
طوني رزق
جريدة الجمهورية
Friday, 10-May-2013 23:38
بدأ الانتفاخ المبالغ فيه في اسعار الاسهم العالمية يثير التساؤل والحذر لدى الكثيرين، ولكن الارتفاع المتواصل ما زال ممكنا، وكذلك الانهيار...
تحقق اسواق الاسهم العالمية، خصوصا الاميركية منها، ارتفاعات قياسية جديدة. ويتحقّق ذلك تقريبا في كل يوم، الامر الذي دفع الكثيرين الى التساؤل والمناظرة حول المستويات التي يمكن للاسهم بلوغها.

في مراجعة لحركة الاسهم العالمية طوال السنوات الخمس عشرة الماضية، يمكن افتراض استمرار الارتفاع كما يمكن توقع التحول الى الهبوط ايضا. ارباح الشركات ما زالت جيدة، وكذلك اسعار الاسهم، لكن مقارنة الاسعار بالأرباح توحي بأوقات تسبق عادة فترة الانهيار.

ولكن اسعار الفائدة المنخفضة على المستوى العالمي، والتي تقارّب الصفر في المئة، والتي يتوقّع ان تبقى متدنية لفترات اخرى اضافية، تعني ان كلفة التمويل في الشركات متدنية وتترك الفرصة لتحقيق ارباح افضل.

ومع توقع الانتعاش الاقتصادي، فان المبيعات والارباح سوف تتحسّن هي الاخرى كما انه الى جانب هذه الاسباب هناك الناحية النفسية اذ ان المستثمرين باتوا يائسين تقريبا من التوظيف في السندات هذا التوظيف الذي تبقى عائداته طفيفة جدا مما يدفع الكثيرين منهم للتحوّل الى اسواق الاسهم.

ويتوقع محللون ان الاسهم سوف تحقق ارباحا خلال السنوات الخمس المقبلة بالمقارنة مع الفوائد المتدنية على السندات. ولكن ذلك لا ينفي حقيقة ان الاسهم اصبحت مقوّمة أعلى كثيرا من قيمتها الحقيقية نظرا لأسعارها المرتفعة الحالية.

وينطبق ذلك على الاصول الاخرى مثل العقارات. اما في لبنان فان هذا الأمر لا ينطبق على اسعار الاسهم التي ما زالت ترزح تحت ضغوط سياسية واقتصادية وامنية استثنائية دون ان ينسحب ذلك على اسعار العقارات والسلع والخدمات في لبنان.

السوق اللبنانية

حافظ الدولار الاميركي على مكاسبه في سوق القطع الاجنبي في بيروت، اذ استقرت اسعار تداوله على اعلى مستوى اي على 1514 ليرة، مع استمرار حالة الحذر والترقب في الساحة اللبنانية، خصوصا عشية اسبوع جديد سوف يشهد استحقاقات سياسية مهمة، في مقدمتها تشكيل الحكومة وتشريع القانون الانتخابي الجديد.

في بورصة بيروت الرسمية، سجل تبادّل 2698 سهما فقط، قيمتها 273390 دولارا اميركيا. وهو حجم ضعيف يعكس جلسة التداول القصيرة امس من ناحية، وابتعاد المستثمرين عن السوق في المرحلة الراهنة.

اما اسهم سوليدير فبقيت دون مستوى 13 دولارا اذ انخفضت اسهمها من الفئة (ب) الى 12.79 دولارا. وزادت اسهم الفئة (أ) بنسبة 0.85 في المئة الى 12.97 دولارا. وزادت اسهم شركة الاسمنت الرسمية لحامله بنسبة 8 في المئة الى 3.24 دولار.

اما فئة لحامله فتراجعت 0.92 في المئة الى 3.23 دولار. وتراجعت اسهم بنك بلوم فئة (GDR) بنسبة 0.11 في المئة الى 8,85 دولار. واستقرّت اسهم هولسيم على 15.50 دولارا وبلوم على 8.40 دولار، وبنك بيروت الفئة (H) على 25.40 دولارا.

اسواق الصرف العالمية

تراجع الين الياباني امس فوق مستوى 101 ين للدولار الاميركي، وذلك للمرة الاولى منذ شهر نيسان من العام 2009، وذلك بعد ان اظهرت الحكومة بتقرير حديث اقبال المستثمرين اليابانيين على تعزيز توظيفاتهم بالسندات الاجنبية، ويكونوا بذلك قد انهوا انقطاعهم عن مثل هذه التوظيفات خلال فترة طويلة تعود الى كانون الثاني من العام 2010. وتراجعت العملة اليابانية مقابل العملات الست عشرة الرئيسية.

من جهته، تراجع ايضا الفرنك السويسري والذي يعتبر هو الاخر ملاذا آمنا للتوظيفات في الفترات الاقتصادية الصعبة، الى ادنى مستوى له في ثلاثة اشهر مقابل اليورو.

وتراجع ايضا الدولار الاسترالي دون مستوى التعامل مع الدولار الاميركي بعد ان خفض البنك المركزي هذا الاسبوع اسعار الفائدة الاسترالية الى مستوى قياسي منخفض جديد. اما في الحصيلة الاسبوعية فيكون الين الياباني قد انخفض بنسبة 2.8 في المئة مقابل الدولار الاميركي.

الاسهم العالمية

تحركت الاسهم الاميركية امس ضمن نطاقات ضيقة متقلبة بين الارتفاع والهبوط. جاء ذلك في موازاة اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول السبع مع متابعة المستثمرين لملف سياسة التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية. وفي تداولات بعد الظهر، كان مؤشر داو جونز مرتفعا 0.14 في المئة الى 15104.40 نقطة. وكان مؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 0.47 في المئة في حين استقر مؤشر ستاندرد اند بورز على 1626.68 نقطة.

اما الاسهم الاوروبية فمالت للارتفاع داعمة مكاسب المؤشر العام فوق اعلى مستوى له منذ العام 2008. وزاد هذا المؤشر بنسبة 0.5 في المئة الى 305.22 نقطة. وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.19 في المئة الى 6605 نقطة. كما ارتفع مؤشر داكس الالماني 0.05 في المئة الى 8266.89 نقطة.

وتابعت الاسهم الاسيوية ارتفاعها بدعم من تجاوز مؤشر الاسهم اليابانية اعلى مستوى له منذ اربعة سنوات ونصف السنة، وبدعم من تراجع الين الياباني فوق مستوى 100 ين للمرة الاولى منذ العام 2009 . وزاد مؤشر الاسهم الاسيوية امس بنسبة 0.3 في المئة.

الذهب والنفط

تراجع سعر الذهب بشدة امس، اذ انخفض بنسبة 2.71 في المئة الى 1428.80 دولارا للاونصة. كما تراجع سعر الفضة بنسبة 2.53 في المئة الى 23.30 دولارا للاونصة. وزادت امس خسائر المعدن الاصفر الاسبوعية نتيجة قوة الدولار الاميركي والتي تلجم عادة الاقبال على شراء الذهب. اذ بلغ الدولار هذا الاسبوع اعلى مستوى له منذ اسبوعين امام سلة من ست عملات رئيسية.

سلكت اسعار النفط الاتجاه النزولي القوي نفسه، اذ انخفض سعر النفط في نيويورك بنسبة 2.41 في المئة الى 94.07 دولارا للبرميل. وتراجع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 2.10 في المئة الى 102.18 دولار للبرميل. وقد تأثرت اسعار النفط هي الاخرى بقوة الدولار الاميركي. كما تأثرت بارتفاع حجم الانتاج النفطي لدول منظمة اوبك.
theme::common.loader_icon