أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن "أي مفاوضات لحل النزاع يجب أن تكون شاملة وجادة وعلى أساس الواقع الجديد على الأرض"، في حديث مطوّل تناول فيه الأوضاع الدولية والعلاقة مع الغرب في ظل الأزمة الأوكرانية.
وقبيل أيام من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد المقبل، أكّد بوتين أن "الثالوث النووي الروسي أكثر حداثة من أي ثالوث آخر وأن من وجهة النظر التقنية العسكرية روسيا مستعدة للحرب النووية"، مشيرا الى انه "بتطوير صواريخ "أفانغارد" صفّرت روسيا كل ما استثمرته الولايات المتحدة في نظام الدفاع الصاروخي".
واضاف: "تعمل الولايات المتحدة على تطوير قواتها النووية وتسعى لجعلها أكثر حداثة لكن هذا لا يعني أنها مستعدة لشن حرب نووية غدا"، وتابع: "إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب نووية فلا استبعد أن نفعل ذلك أيضا".
كما لفت الى أنه "لم تكن هناك حاجة مطلقا لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا"، مشيرا الى ان "وجود القوات الأجنبية في أوكرانيا لن يغير الوضع في ساحة المعركة".
وأكمل: "إذا ظهرت قوات أمريكية في أوكرانيا فنتعامل معها باعتبارها قوة متدخلة. وإذا أرسلت بولندا قوات إلى أوكرانيا فمن المرجح ألا تغادرها بعد ذلك لأن بولندا تريد استعادة الأراضي التي تعتبرها ملكا لها".
وتعليقا على انضمام فنلندا للناتو، قال: "بعد انضمام فنلندا إلى حلف "الناتو" ستظهر هناك قوات وأنظمة أسلحة روسية قرب حدودها".
هذا وأكد الرئيس الروسي أن روسيا لن تحيد عن طريقها الاستراتيجي، لافتا الى أن "من يهدد روسيا بخطوط حمراء لن تكون لروسيا أي خطوط حمراء في مواجهته".
وفي ما يخصّ التطورات الميدانية للحرب في اوكرانيا، قال: "تكهنات الضباط الألمان بشأن الهجمات المحتملة على جسر القرم ليست أكثر من خيال يهدف إلى رفع المعنويات لديهم وتخويفنا"، مضيفاً: "زمام المبادرة على خط التماس انتقلت بالكامل إلى الجيش الروسي والجميع يدرك ذلك".
وتابع: "محاولات كييف لمهاجمة مقاطعتي بيلغورود وكورسك الروسيتين تأتي على خلفية إخفاقاتها على الجبهات"، مشيرا الى أن "مرتزقة أجانب شاركوا في محاولات كييف لمهاجمة المناطق الحدودية الروسية".
واعتبر ان "الهجمات الأوكرانية على المناطق الروسية تهدف إلى التشويش على الانتخابات في روسيا وكذلك إلى كسب ورقة رابحة في العملية التفاوضية المحتملة".
وعن الموقف الفرنسي، قال بوتين: "موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المتشنج من روسيا قد يكون مرتبطا بما يحدث في أفريقيا"، مضيفا: "روسيا لم "تزحف" إلى أفريقيا ولم تحاول إخراج فرنسا منها بل الزعماء الأفارقة نفسهم يريدون التعاون مع روسيا".
وتابع: "النخب الغربية التي اعتادت على "ملء بطونها باللحم البشري" تريد تجميد الوضع غير العادل في الشؤون الدولية، لكن يجب أن يفهموا أن "رقصة مصاصي الدماء" شارفت على الانتهاء".
وحول إمكانية التوصل إلى "معاهدة صادقة" مع الغرب، قال بوتين: "لا أثق بأحد ونحتاج إلى ضمانات أمنية موثقة". وتابع: "روسيا لن تنوي إثارة انقسامات في الغرب بل هم أنفسهم سيفعلون ذلك ببراعة"، مؤكدا ان "روسيا لن تسمح بالتدخل في عملياتها السياسية الداخلية".
ورأى أنه "إذا تخلت روسيا عن شعبها في دونباس ونوفوروسيا اليوم فإن الخسائر ستزداد أضعافت غدا".
كما أكد ان "روسيا حريصة على الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع وضمان أمنها"، مستطردا: " لن يحسب أحد الحساب لروسيا إذا لم تستطع الدفاع عن نفسها وقد يترتب على ذلك عواقب كارثية على الدولة الروسية".
وأكد أيضا أن "روسيا ليست على مفترق طرق وأنما هي تسير على الطريق الاستراتيجي لتنميتها ولن تنحرف عنه".