ديما صادق لـ «الجمهورية»: إنسانيتي قبل الموضوعية
ديما صادق لـ «الجمهورية»: إنسانيتي قبل الموضوعية
اخبار مباشرة
رنا اسطيح
جريدة الجمهورية
Thursday, 09-May-2013 23:31
هي واحدة من أبرز وجوه النشرة الإخبارية الأساسية للـ LBCI ومن أبرز المحاورات السياسيات من بنات جيلها. ديما صادق التي انقسمت الآراء حولها بين انتقاد وثناء، صاحبة هوية إعلامية تشبهها هي وحدها. معها كان هذا الحديث الخاص لـ «الجمهورية» حول خطها الإعلامي ومواقفها الإنسانية والسياسية.
إنها محاورة سياسية ومقدمة نشرة أخبار بمقاسات عارضة أزياء. القامة الطويلة الممشوقة والشعر المرخي بحريّة على الكتفين لا يعبّران فقط عن جمالها كأنثى وإنما عن طبع إن انضبط اختنق، وعن شخصية أوكسيجنها حريّة وصمتها متميّز لا تبعية فيه.

ديما صادق التي تطلّ على مشاهدي LBCI عبر نشرات الأخبار وبرنامج "نهاركم سعيد" هي صاحبة هوية شديدة الخصوصية، اجتذبت اليها أراء كثيرة تنوّعت بين ثناء وانتقاد ولكنها في كلا الحالتين استطاعت أن تفرض نفسها بين أبرز وجوه الشاشة إعلامية بارعة في إدارة دفّة الحوار إلى وجهات تكون في كثير من الأحيان بغير الرياح المتوقّعة.

أعتزّ كثيراً بتجربتي مع OTV،وLBCI نقلة نوعية

في حديثها إلى "الجمهورية" ترفض ديما أن يقال فيها إنها كسرت الصورة التقليدية النمطية لمذيعة الأخبار وتعلّق: "لا أدري إن كسرت أو لم أكسر القاعدة ولكن ما أعرفه هو أن هذا هو شكلي".

عندما انتقَلَت العام 2011 من محطة OTV إلى شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، هل طُلِب منها أن تقص شعرها؟ "لا الأمر غير صحيح. المحطة لم تطلب طلباً كهذا، ولو فعلت لما كنت رفضت".

تشدد ديما التي سجّلت انطلاقتها الأولى من الشاشة البرتقالية على اعتزازها الكبير بتجربتها في OTV وتصف الانتقال إلى LBCI بـ "التطوّر النوعي الأساسي" في مسيرتها المهنية. "عندها قلت لنفسي في النهاية يبدو أنني لست سيئة وأن في الأمر إيجابية تدلّ على أمر جيّد أمتلكه".

غير راضية عن نفسي لا شكلاً ولا مضموناً

وتضيف رداً على السؤال: "لو أردت ان اضع علامات لنفسي شكلاً ومضموناً لكانت متدنية جداً فأنا شخص غير راضٍ عن نفسه. والحقيقة أن رضاي على نفسي قليل جداً وأسعى دائما لتطوير نفسي لاسيما على صعيد الأداء".

ماذا يمنع مذيعة الأخبار من أن تكون جميلة؟

ديما التي تطلّ بأناقة بارزة وغير تقليدية لفتت الأنظار إليها في هذا الإطار رغم رغبتها عدم الربط بين صورتها المهنية وشغفها بالموضة. وقد انتشرت لها أخيراً صورة وهي مرتدية الفستان نفسه الذي ارتدته الفنانة إليسا، علماً أنه من غير الواضح أو المجدي تحديد من هي التي ارتدته أوّلاً. المهم أن الفستان من تصميم فيكتوريا بكهام وديما ترى ان "لا مانع في أن يكون قد جذب مذيعة أخبار وفنانة في الوقت عينه".

أحب إليسا وأجدها غاية في الأناقة

في هذا الإطار تقول: "أحب إليسا كثيراً وأراها غاية في الإناقة. وإن ارتدت فنانة فستاناً معيّناً، فهذا لا يعني انه لم يعد يصلح لمذيعة نشرة إخبارية، طالما أنه يحترم المعايير المطلوبة لهذه النشرة.

الفستان محتشم جداً وألوانه هادئة ولا شيء يمنع مذيعة الأخبار من أن تكون على الموضة".
وتضيف: "أنا بالتأكيد لست امرأة تقليدية وأحب أن أكون مرتاحة مع نفسي أمام الكاميرا. ولكن كلّ شيء يتم بالتوافق بيني وبين إدارة المحطة وهم يدركون أنني إن وُضعت في قالب تقليدي يخنقني فلن أعود أشبه نفسي".

نعم، طُرح اسمي لبرنامج «نوّرِت» ولكن...

وتعترف ديما بأن اسمها طُرح لتقديم برامج غير سياسية منها برنامج "نوّرِت" على MBC مكتفية بالقول: "نعم انحكى بالموضوع". وتضيف: "لا أدري لماذا طُرح اسمي ولكنني صراحةً لا أجد نفسي في برامج بعيدة عن المجال السياسي".

لا أدّعي أنني جميلة

البعض يقول إن أخفضنا أو اسكتنا صوت التلفاز وشاهدنا ديما لظننا أنها عارضة أزياء جميلة. وعلى هذه المقولة تعلّق الإعلامية المعروفة: "لا قاعدة تقول إنه ممنوع على مذيعة الأخبار أن تكون جميلة أو أن تتمتّع بمقاييس معيّنة.

من يحدد إن كان مطلوباً من المذيعة ان تكون طويلة القامة أو قصيرة أو سمينة أو نحيفة؟ أنا لا أدعي أبداً الجمال لنفسي ولكني لا أعتبر هذه المقولة انتقاداً، فالإنتقاد يكون حقيقياً عندما يطاول أداء الإعلامية من حيث الإلقاء أو احترام القواعد اللغوية او إتقان مخارج الحروف أو طريقة التفاعل مع الخبر، لا عندما يرتكز على الشكل".

ومع ذلك تعترف ديما بأنها خارج إطار الكاميرا وفي حياتها اليومية "امرأة مولعة كثيراً بالموضة ومهتمة بها إلى أقصى الدرجات. وعلى الشاشة يهمني طبعاً ان أظهر بأفضل صورة ولكن ضمن إطار مهنتي".

أُتَّهم دوماً أنني مع الطرف الآخر

وتقرّ ديما بأنها من أكثر المذيعات اللواتي يتعرّضن للانتقاد، فهل السبب هو أنها تحت الضوء أكثر من سواها أو أنها إعلامية نجمة؟

تسارع إلى رفض التسمية وتقول: "لست نجمة ولا كوكباً ولا شمساً ولا مرّيخاً. أنا مذيعة أخبار ونقطة على السطر".وعن الانتقادات التي وجّهها لها أخيراً الفنان زياد الرحباني تقول: "أحترم رأيه ولا شيء آخر أضيفه".

وهل هي دوما ً محامية الشيطان في حواراتها السياسية؟ "لا أحب هذه التسمية ولكنني بالطبع أقف دائماً مع الطرف الآخر لتبيان الرأي والرأي المقابل". وتؤكّد: "أُتهم دائماً بالتحيّز وأتلقّى الشتائم، فمنهم من يظنني مع هذا الفريق ومنهم من يعتقدني مع الفريق الآخر..."

لا «تار» بيني وبين وئام وهّاب

وعن وصف رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب لها بالـ "مبتدئة" خلال استضافتها له أخيراً، ومن ثم اعتذاره منها تقول: "شكراً لأنكم رأيتم اعتذاره لي فكثيرون توقفوا عند كلمته ولم يشاؤوا ان يتنبهوا إلى أنني رفضت استكمال الحلقة إلى حين اعتذاره مع العلم أنه صديق واحترمه كثيراً".

وتقول رداً على السؤال: "أكيد أرضاني الاعتذار فلا "تار" بيني وبين وهّاب ولسنا هنا لنتقاتل. كل منّا معرّض لأن يفقد أعصابه في لحظة من اللحظات والاعتذار هو أمر نبيل جداً".

دعمي الثورة السورية موقف إنساني لا سياسي

وعن رأيها في الإعلامي المناضل الذي يجمع بين مهنيته ومواقفه الوطنية تجيب: "لا أرى مشكلة في الموضوع ولكن هذه التسمية لا تنطبق علي لانني لم أرَ اتجاهاً سياسياً في لبنان يجعلني أرغب في المناضلة من أجله.

أنا مع الفصل بين الموقف الشخصي وبين المهنية إلّا إذا أصبح للأمر صلة بالمواضيع الإنسانية. فانا مثلاً شخص لم يعلن إنتماءه سواءً لحركة 8 أو 14 آذار ولا موقفه مع أو ضد المقاومة، ولكنني في الوقت نفسه أعلنت صراحةً وغير مرّة أنني مع الثورة السورية".

وعن السبب تقول: "فكّرت كثيراً في الموضوع ورأيت أن أشخاصاً يموتون سحقاً وبوحشية وقد تجاوز عدد القتلى المئة ألف! الموضوع إنساني والسكوت عنه لا إنساني. كوني صحافية، الموضوعية مطلوبة بالتأكيد، ولكنني فضّلت أن أكون إنسانة أوّلاً وأعلن موقفي من هذه الهمجية.

فإذا كانت الموضوعية تعني أن أتخلّى عن إنسانيتي "فعمرها ما تكون موضوعية""، معترفةً في الوقت عينه بأن الثورة السورية "انحازت عن القضية الأساسية وأن هناك انتقادات كثيرة يمكن أن تُوجّه للمعارضة السورية ولكني مع مبدأ قرار الشعب الانتفاض على نظام قمعي ليس في سوريا وحسب، إنما في كل البلدان العربية".

دوللي غانم قدوة ومارسيل علم من أعلام الإعلام

وعن علاقتها بزميلتها في المحطة الإعلامية دوللي غانم تقول: "دوللي شخص متعاون جداً وهي مثال يحتذى به... وهي شخص أقتدي به على المستوى المهني". وعن الإعلامي مارسيل غانم تقول: "بغض النظر عن علاقتي به هو أحد أبرز أعلام الإعلام اللبناني وشخص أتطلّع إليه واتعلّم منه الكثير والعلاقة وديّة جداً ولكننا لا نلتقي كثيراً بحكم ضيق الوقت".

وعن صداقاتها بزميلاتها في المحطات التلفزيونية الأخرى تقول: "رابعة الزيّات صديقة مقرّبة وكذلك داليا أحمد والباقيات كلهّن زميلات أعتزّ بزمالتهنّ".
theme::common.loader_icon