على المقلب الجنوبي، يوم جديد من التصعيد، شهدته منطقة الحدود الجنوبية، حيث كثف الجيش الاسرائيلي من اعتداءاته على المناطق اللبنانية، حيث شنّ طيران العدو سلسلة غارات جوية شملت بلدات الخريبة في العرقوب، وادي ابل السقي، وخربة سلم ورامية ومدينة بنت جبيل وعيناثا، ومنطقة الزلوطية بين بلدتي يارين وام التوت. وترافق ذلك مع تحليق مكثف للمسيّرات وللطيران الحربي الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية، حيث بلغ اجواء العاصمة بيروت خارقاً جدار الصوت، منفّذاً غارات وهمية في اجواء مناطق عدة في الجنوب، ولاسيما فوق مدينة صور.
كثافة التصعيد الاسرائيلي هذه، تعزز المخاوف من انحدار الامور الى حرب واسعة، وهو ما عبّرت عنه قيادة قوات «اليونيفيل»، وحذّر منه الفرنسيون، فيما اكّد خبير في الشؤون الاسرائيلية لـ«الجمهورية»، أنّ حرب اسرائيل على لبنان، ورغم التهديدات التي يطلقها قادة العدو لا تحتل صدارة الاولويات، فالأولوية بالنسبة الى حكومة بنيامين نتنياهو، هي غزة وحسم الحرب فيها لصالح اسرائيل، ومن ثم الانتقال الى الضفة الغربية وإخضاعها بشكل كامل، والهدف الأساس هنا هو قطع الطريق على قيامة دولة فلسطينية ربطاً بما يوصف بـ«حل الدولتين».
وفي موازاة ذلك، كان لافتاً الموقف الأميركي الذي يقلّل من احتمالات الحرب. وفي هذا السياق كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ماثيو ميلر قد ابلغ الصحافيين قوله «انّ التركيز هو على الديبلوماسية لإيجاد حل للتصعيد العسكري في لبنان، بعد تحذير إسرائيل من أنّها ستواصل ملاحقة «حزب الله» حتى لو تمّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة». واضاف: «لا نريد أن نرى أياً من الجانبين يصعّد النزاع في الشمال».
وتابع: «قالت حكومة إسرائيل علناً وأكّدت لنا بشكل خاص أنّهم يريدون تحقيق مسار ديبلوماسي». وأضاف: «هذا ما سنواصل السعي إليه، وفي النهاية، هذا من شأنه أن يجعل العمل العسكري بلا داع». وخلص الى القول: «انّ إسرائيل تواجه «تهديداً أمنياً حقيقياً» مع فرار آلاف الأشخاص من منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان، واصفاً ذلك بـ«قضية مشروعة تحتاج إلى معالجة».