لا يمضي نهار في لبنان إلّا و"نكبته" معه وعنوانها اليوم الشويفات، حيث انهار مبنى مؤلّف من 5 طوابق، وكانت القدرة الالهية كفيلة بنجاة سكانه الذين شعروا بهزة ارضية فأخلوا منازلهم قبل حدوث الكارثة بـ10 دقائق.
هذه الكارثة المتنقلة من منطقة لأخرى نتيجة عدم الكشف على المباني القديمة المتصدّعة، تضاف الى ما يشهده الجنوب من معاناة إثر الحرب الدائرة عند الحدود والتي تشتدّ حماوتها، مع استمرار اسرائيل بشنّ ضربات على المنازل والقرى الجنوبية وايقاع مزيد من الشهداء والضحايا. وفي ردّ على العدوان الاسرائيلي، اعلن "حزب الله" تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت رويسات العلم، التجهيزات التجسسية في موقع العباد وتجمّعاً للجنود الاسرائيليين في مثلث الطيحات.
أما في جديد رسائل التهديد للبنان، فقررت إسرائيل نقل "المدرعة 36"، أكبر فرقة في جيشها، من غزة إلى الحدود مع لبنان. ولم تتوفر معلومة بشأن توقيت نقل الفرقة التي تتكون من وحدات مناورة (مدرعات وسلاح المشاة وسلاح الهندسة) وتشمل "اللواء 188"، و"اللواء السابع"، و"لواء غولاني"، و"لواء عتصيوني"، و"كتائب سلاح الهندسة".
وفيما لم يشهد الملف الرئاسي أي جديد يذكر وسط كل ما يمرّ به البلد من هزات وأزمات، توجّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم في عظته الى لمسؤولين، قائلاً: "كفى مخالفات للدستور قاتلة للدولة من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة". وأضاف: "ابدؤوا أوّلًا بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات".
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، لاقى الراعي في مطلبه، مؤكداً في عظته اننا "بحاجة إلى رئيس يتولى مع حكومته بناء المؤسسات، وتعيين الأكفاء في مراكز القيادة، من دون محاباة أو محسوبية، لكي يقوم كل مسؤول بواجبه من أجل المصلحة العامة".
الى ذلك، وصل الرئيس سعد الحريري الى بيروت حيث يشارك في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ظهر يوم الاربعاء، في الرابع عشر من شباط الحالي.
من لبنان الى دمشق، حيث يتابع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان جولته في المنطقة على وقع التصعيد الحاصل. وخلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أكّد عبداللهيان أن "قضية غزة الآن تعتبر القضية الأساسية ليس فقط على صعيد المنطقة وإنما على الصعيد الدولي"، مشيراً الى ان "مفتاح عودة الأمن المستدام في المنطقة هو بوقف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني".
إقليمياً، دخلت الحرب في غزة يومها الـ128 على وقع تكثيف القوات الإسرائيلية استهداف مدينة رفح جنوب القطاع. وفي حصيلة جديدة للعدوان الاسرائيلي، أعلنت "الصحة" في غزة ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في القطاع إلى 28176 قتيلا والجرحى إلى 67784 منذ بدء الحرب.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد ارتفاع حصيلة الجرحى في صفوف عسكرييه إلى 2855 شخصا منذ الـ7 من تشرين الاول 2023. غير أن التقديرات العسكرية العالمية تشير إلى أن عدد الجرحى العسكريين الإسرائيليين أكبر من الأرقام المعلنة رسميا.
وبينما لم تؤدي المحادثات الى اتفاق بين "حماس" واسرائيل، اشار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الى أننا "في الواقع نريد تحقيق نزع السلاح في القطاع وهذا يتطلب منا السيطرة الأمنية والمسؤولية الأمنية العليا على كامل منطقة غرب الأردن (كل أراضي الضفة الغربية) بما فيها قطاع غزة". وأكد خلال اجتماع للمجلس الوزاري في عسقلان اليوم أننا "في طريقنا إلى النصر والأمر سيستغرق وقتا أطول، لكنه لن يستغرق سنوات على عكس ما يقولون".
ووسط مواصلة الجيش الاسرائيلي استباحة قطاع غزة، حذّرت "الخارجية" المصرية من العواقب الوخيمة لتنفيذ عملية برية برفح، لافتة الى انه من شأنها أن تؤدي لتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع. هذا ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين مصريين قولهم إن "القاهرة هددت إسرائيل بتعليق معاهدة السلام في حال اجتاحت قواتها مدينة رفح الحدودية".
بدورها، قالت وزير الخارجية الإيراني أن "نتنياهو يعتبر أن حياته رهينة باستمرار الحرب على غزة لكن المجتمع الدولي يبذل الجهود الجادة لوقف الحرب"، مشيرة الى انه "لا يوجد أي خيار سوى الحل السياسي ووقف الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الحرب في الضفة الغربية".
أيضا، اعتبر ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي ان "تهديدات نتنياهيو بشأن رفح هي بجزء منها أن يجعل المقاومة تتنازل عن شروطها"، مشيراً الى ان "اجتياح رفح يؤدي إلى ردود فعل في المنطقة ويوسع الحرب بما لا تريده الولايات المتحدة".
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "نتنياهو أكد للرئيس الاميركي جو بايدن أن العملية في رفح ضرورية وأن إسرائيل تتعهد بالحد الأدنى من الأذى للمدنيين"، ولفتت الى انه "لا يمكن الدخول إلى رفح في الأسبوعين المقبلين لأنه يتطلب تجنيد الاحتياط مجدداً والانتهاء من خان يونس".
من جانبه، قال البيت الأبيض ان بايدن عاود تأكيد رأيه بأن العملية العسكرية في رفح يجب ألا تمضي قدماً من دون خطة لضمان سلامة مليون شخص. كما أفاد بأن بايدن أكد لنتنياهو ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في المفاوضات لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن بأقرب وقت.
هذا وذكرت "واشنطن بوست" ان زعماء الولايات المتحدة يشككون في ادعاء نتنياهو بأنه دمر ثلثي الكتائب المقاتلة لحماس. وقالت إن "ما يزيد من إحباط المسؤولين الأميركيين هو شكوكهم العميقة حول قدرة "إسرائيل" على تحقيق النصر العسكري الكامل".
وفي الشق الاقتصادي لتداعيات الحرب على اسرائيل، قالت بلومبرغ إنّه "يتعين على "إسرائيل" بيع كمية شبه قياسية من السندات هذا العام لتمويل "حربها ضد حماس". واضافت: "سيبلغ إجمالي إصدار الديون في "إسرائيل" هذا العام 210 مليار شيكل أي ما يعادل 58 مليار دولار أي أنه سيقفز بمقدار الثلث تقريبًا عن العام 2023".
دوليا، أظهر استطلاع جديد للرأي أن عدد الأميركيين الذين يثقون في دونالد ترامب لإدارة الاقتصاد الأميركي أكبر بكثير من الرئيس جو بايدن، على الرغم من أشهر من النمو القوي. ووجد الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "فايننشال تايمز" وكلية "روس" لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان (Michigan Ross)، أن 42% من الأميركيين يشعرون أن ترامب سيكون أفضل وكيل للاقتصاد الأميركي، بينما اختار 31% فقط بايدن.
في فنلندا، أعلنت وزارة العدل تقدم رئيس الوزراء السابق ألكسندر ستوب في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقالت الوزارة إنه بعد فرز 90% من الأصوات، حصل ستوب على 51.9% من الأصوات، وخصمه وزير الخارجية الفنلندي السابق بيكا هافيستو 49.1%.